الأنبياء مروا من هنا.. حكايات رسل الله على أرض الكنانة

الإثنين، 12 نوفمبر 2018 02:00 ص
الأنبياء مروا من هنا.. حكايات رسل الله على أرض الكنانة
قصص الأنبياء

على أرضها العامرة مر أنبياء الله وتركوا أثرهم بين الخلق حكما وعملا وكلاما مقدسا، فمصر هي أرض التاريخ ومهد الديانات، والتاريخ عامر بقصص الأنبياء الذين ولدوا في مصر أو زاروها سواء للبحث عن الرزق أو طلبا للأمن.

رحلة العائلة المقدسة
هربا من شر هيرودس، جاء الطفل عيسى وأمه مريم عليهما السلام ومعهما يوسف النجار إلى مصر،  بعد أن أرسل الأول خلفهما عشرة جنود للبحث عن عيسى عليه السلام وأمه مريم.
 
وخلد إنجيل متي بالكتاب المقدس هذه الرحلة بوصف ما حدث مع يوسف: «إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا: قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر، وكُن هناك حتى أقول لك لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه، فقام وأخذ الصبي وأمه ليلا وانصرف إلى مصر» متي 2:13.
 
رحلة العائلة المقدسة
رحلة العائلة المقدسة
 
وجاءت العائلة المقدسة من فلسطين إلى مصر عبر طريق العريش ووصلوا إلى بابليون أومايعرف اليوم بمصر القديمة، ثم تحركوا نحو الصعيد أختبأوا هناك فترة ثم عادوا للشمال مرورا بوادي النطرون وأجتازوا الدلتا مرورا بسخا ثم جنوب غرب مقابل وادى النطرون، ثم عين شمس وبها شجرة المطرية الشهيرة.
 
واستكملت العائلة رحلتها جنوباً للفسطاط عند حصن بابليون ثم اتجهت إلى منف ومن البقعة المقامة عليها كنيسة العذراء بالمعادى على شاطئ النيل اتجهت في مركب شراعي إلى الجنوب حتى البهنسا، ثم عبروا النيل لشاطئه الشرقي إلى جبل الطير قرب سمالوط بمحافظة المنيا.
 
ثم سافروا بالنيل إلى الأشمونيين إلى ديروط ومنه للقوصية إلى ميره إلى جبل قسقام، واستقروا هناك في المكان الذي يقام فيه أشهر دير مرتبط بهذه الرحلة وهو دير المحرق الشهير للحماية والأمان، ويعرف خط سير هذه الرحلة برحلة العائلة المقدسة.

يوسف عليه السلام
لا يزال المكان الذي كان يقيم فيه نبي الله يوسف عليه السلام، يحظى بالجدل والنقاشات فبينما يقول البعض إنه كان يقيم في منطقة كوم أوشيم بالفيوم جنوب غرب مصر، يؤكد البعض الآخر، أنه كان يقيم في الأقصر، فيما يرى آخرون أنه عاش في «جوشن» بوادي الطميلات وفي المسافة الممتدة بين محافظتي الشرقية والإسماعيلية.
 
جاء يوسف إلى مصر قبل غزو الهكسوس لمصر السفلى لذلك أطلق على حاكم مصر في عهد يوسف بالملك يبنما أطلق على حاكم مصر في عهد موسى فرعون وهو «اسم علم» وليس لقب الحاكم المصري، حيث إن فرعون لم يكن مصريا ولكن كان طاغية من طغاة الهكسوس، وعندما حلَّت المجاعة على البلاد، جلب يوسف بني إسرائيل إلى مصر حيث استقروا في أرض جوشين.
 
وحدث ذلك في عهد الأسرة السادسة عشرة أيام الملك «إبابي الأول» وهو المذكور في التوراة باسم «فوطيفار» عزيز مصر، وقد وجدت لوحة أثرية عبارة عن شاهد قبر ذكر فيه اسم «فوتي فارع»، كما استدل من بعض الآثار عن الأسرة السابعة عشرة على حدوث جدب في مصر قبل هذه الأسرة.
 
موسى عليه السلام
ولد موسى في مصر منتسبًا إلى بني إسرائيل في الجيل الرابع بعد الهجرة إلى مصر زمن النبي يوسف طبقًا لسلاسل أنساب التوارة؛ التي تحدد بأن لاوي ابن يعقوب والذي يمثل الجيل الأول من الهجرة، له ابن هو قهات، الذي ولد عمرام الذي يمثل الجيل الثالث من الهجرة (عد 57:26) والذي تزوّج بنسيبته يوكابد من بنات لاوي أيضًا، وأنجبت منه موسى ثالث أولادها وأصغرهم، والفرق بالسن بين موسى وهارون ثلاث سنوات. 
 
فسيفساء تظهر وجه النبي موسى، في كاتدرائية القديس لويس، ميسوري، الولايات المتحدة.
فسيفساء تظهر وجه النبى موسى فى كاتدرائية القديس لويس- ميسوري- الولايات المتحدة
 
تمت ولادة موسى، حسب القصة التوراتية في ظروف صعبة، فبعد أربعة أجيال من هجرة آل يعقوب إلى مصر «أثمروا وتوالدوا ونموا وكثروا جدًا» (خر 7:1) ما سبب خوفًا لملك مصر خشية انضمامهم للأعداء حال نشوب حرب أو منازعتهم في ملك الأرض، لذلك أمر الملك باستعبادهم «ومرّروا حياتهم».
 
إبراهيم عليه السلام
ذكرت التوراة قصة مجيئ نبي الله إبراهيم إلى مصر، وذلك في سفر التكوين (11/26، 57/41، 1/42)، حيث جاء فيه حدوث مجاعة في أرض إبراهيم فقرر أن يهجرها وزوجته سارة ونزل إلى مصر. ولم يأت ذكر نزول إبراهيم عليه السلام إلى مصر في القرآن الكريم، بل ورد في بعض الأحاديث التي رويت عن أبي هريرة (رضى الله عنه) وذكرها البخارى في صحيحه.
 
تزوج إبراهيم من ثلاثة نساء وهما سارة وهاجر وقطورة، وقد تزوج سارة في أور والتي كانت تصغره بعشر سنوات، التي انجبت له اسحق وهي في عمر التاسعة والثمانين، وقد تزوج إبراهيم من هاجر المصرية والتي أنجبت منه إسماعيل، والأخيرة وهي قطورة والتي أنجبت له ستة أبناء وهم:زمران، يقشان، مدان، مديان، يشباق، شوحا.
 
أطلال مدينة أور حيث يعتقد أن إبراهيم ولد فيها
 
أطلال مدينة أور حيث يعتقد أن إبراهيم ولد فيها
ورد في سفر التكوين أن إبراهيم عندما تزوج من سارة كان يكبرها بعشر سنوات، في حين كان عمرها 65 سنة عندما هاجر إبراهيم من حران. ومع توجه إبراهيم إلى مصر طلب من سارة أن تذكر للملك (أبيمالك ملك جرار) أنها أخته وليست زوجته وتعدد الروايات في ذلك، ومنها أن تخوف إبراهيم من أن جمال سارة يلفت نظر المصرين إليها، فيقتلونه ويأخذونها، أو أن الملك لا يتعرض إلا لذوات الأزواج أو ليجبرها على الطلاق، وأطاعت سارة زوجها. فأخذها ملك مصر، ولكن الله منعه من الاقتراب إليها بعد أن تجلى لأبيمالك في حلم في الليل وقال له: إنك ستموت بسبب المرأة التي أخذتها.
 
حسب العهد القديم فبعد أن بلغت سارة من العمر 76 عاماً ولم تنجب ذرية لإبراهيم، طلبت منه أن يدخل على جاريته هاجر والتي ولدت له إسماعيل وكان عمر إبراهيم 86 عاماً وحدث ذلك قبل مولد إسحاق بثلاث عشرة سنة، وقد ولّد ذلك الغيرة في نفس سارة مما دفع إبراهيم لإنزالهما في مكان بعيد وهو وادي مكة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة