حلم لم يكتمل.. لماذا توقف مشروع تطوير «ممشى أهل مصر» بالقاهرة؟

الخميس، 15 نوفمبر 2018 06:00 م
حلم لم يكتمل.. لماذا توقف مشروع تطوير «ممشى أهل مصر» بالقاهرة؟
ممشى أهل مصر
ماجد تمراز

ممشى أهل مصر أو مشروع تطوير كورنيش النيل وتمهيده، كان أحد أهم المشروعات التى بدأتها الحكومة منذ عدة سنوات، بهدف استغلال ضفاف النيل لعمل ممشى سياحى لأهل مصر فى كل المحافظات بطول مجرى نهر النيل، وبعد وضع مخطات المشروع وإيجاد طرق التمويل، بدأت الحكومة فى تنفيذ بكل المحافظات ومن بينهم محافظة القاهرة، والتى انتهت من مرحلتيه الأولى والثانية، فقد تجاهلت الجهات المنفذة للمشروع الصراع الناشب بين المحافظة ووزارة الرى على الإشراف على الممشى الجديد.

إقرأ أيضاً : زيادة المباني المخالفة فى المطرية يتسبب فى تدمير شبكات الصرف الصحى.. والمحافظة ترد

فخلال الأعوام الثلاثة الماضية، تسبب النزاع بين وزارة الرى ومحافظة القاهرة على الإشراف على الممشى الجديد قبل وبعد تطويره، سبباً فى تراجع وتردى المشروع والتوقف عن العمل بباقى مراحله، فأصبحت الأجزاء التى تم تطويرها من الممشى الجديد حكراً على الباعة الجائلين والمتسولين ووكراً لتجار المخدرات ومستودعاً للصوص وقاطعى الطريق، كما تراكمت بهم القمامة ليضيع حلم كبير حلم به كل مصرى يسكن فى العاصمة، وتحطمت الآمال التى نشدها الكثيرين فى إنشاء كورنيش عالمى ملك للناس وليس ملكاً للمطاعم السياحية.

بدأ الخلاف بين كلا الطرفين مباشرة بعد إعلان الحكومة البدء فى تنفيذ المشروع، فقد وجد كلاً منهما لنفسه الحق فى الإشراف عليه، فمحافظة القاهرة ترى أنها صاحبة الأرض والممشى يتواجد بها، بينما ترى وزارة الرى أن الممشى يقع فى حرم نهر النيل، وهذه المناطق على امتداد الأراضى المصرية تتبع مباشرة الوزارة إشرافياً، وفى حقيقة الأمر كلاً منهما يرى أن هذا الممشى سيُشكل مصدراً هاماً للدخل، وخاصة القاهرة التى حُددت لها ميزانية ضعيفة وتعتمد على مصادر دخل أخرى كالإعلانات والتبرعات وغير ذلك.

حدثت هدنة بين الطرفين بعد افتتاح المرحلة الأولى من الممشى، والتى تقع فى المنطقة الواقعة أسفل كوبرى أكتوبر من ناحية ميدان عبد المنعم رياض، وحتى كوبرى قصر النيل، وبعد مرور 3 أشهر تقريبا على الافتتاح، أشرفت محافظة القاهرة إشراف كامل على الممشى، وووقع الاختيار على شركة خاصة لرعاية الممشى والحفاظ على نظافته وحمايته من البلطجية والمتسولين والباعة الجائلين، إلا أن المهندس عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة السابق، فى جولة مفاجئة للممشى وجده مباحا للخارجين على القانون فقرر انهاء عمل الشركة بالممشى.

إقرأ أيضاً : «كابوس يؤرق محافظ القاهرة».. العاصمة تُقسم إشغالاتها إلى نِسَب مئوية للتغلب عليها

استمرت محافظة القاهرة فى الإشراف حتى أوائل 2017، وتم افتتاح المرحلة الثانية من الممشى بالإضافة إلى تطوير كوبرى قصر النيل، وأعلن حينها محمد سلطان، مدير الحدائق المتخصصة بمحافظة القاهرة، أن الممشى سيُضاهى الدول الأوروبية فى رعايتها للأماكن المُطلة على الأنهار لتميزها، وسيتم التعاقد مع شركات كبيرة لتوفير خدمات للمواطنين، ووضع أكشاك لتوكيلات وبراندات به ليحاكى نماذج الكورنيش بالدول الأوروبية، وذك خلال أيام فقط.

وبعد كل تلك الخطوات الهامة، عاد الصراع من جديد فور إعلان عمل أكشاك «برندات» لبيع المأكولات والمشروبات وتأجيرها لمطاعم كبيرة، فقد أردات وزارة الرى السيطرة على الممشى من جديد لتحقيق الاستفادة منه، وعلى الرغم من أن قيادات محافظة القاهرة هم أصحاب تلك الفكرة ،إلا أن وزارة الرى رفضت ذلك وطلبت المشاركة فى المشروع، وهو ما قوبل بالرفض التام.

وبقى حتى اليوم المشروع معلق دون أن تتخذ الحكومة خطوة واحدة فيه، أو حل النزاع الناشب بين الجهتين الحكوميتين، وعاد الممشى إلى الإهمال الكامل من جديد وتحت سطوة الباعة الجائلين والبلطجية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة