سفيرة لاتفيا نموذجا!!

السبت، 17 نوفمبر 2018 01:05 م
سفيرة لاتفيا نموذجا!!
أحمد إبراهيم يكتب :

كنت جالسا مع د سعد الجيوشي وزير النقل الأسبق حينما أخبره سكرتيره أن سفيرة لاتفيا في القاهرة تطلب تحديد موعد لمقابلته كنت اول مرة اعرف ان هناك بلد بهذا الاسم بحثت عنها عرفت انها دولة صغيرة تأسست سنة 1918 عمرها فقط مائة عام وكانت إحدى دول الاتحاد السوفيتي وأول من انفصلت عنه بعد انهياره عام 1991 عدد سكانها 2 مليون ومساحتها 46 الف كيلو وعاصمتها ريجا أجمل مدن العالم، 
المهم حضرت لقائها مع وزير النقل بصفتي مستشاره الإعلامي حتى اعرف ماذا تريد.
 
ايفتا شولتسا سفيرة هذه الدولة الصغيرة مساحة وسكانا وعمرا وكانت المفاجأة أنها تعرض علينا فرص الاستثمار في بلدها والتعاون المشترك في مجال النقل حيث يمتلكون صناعة قطارات متميزة ولديهم ميناء من أهم موانئ أوروبا ويتداول من خلاله عشرات الملايين من الحاويات سنويا.
 
ايفتا تولت مهامها سفيرة لبلادها في مصر والمنطقة(سفير فوق العادة) قبل أربع سنوات وتم التجديد لها اربع أخرى وحينما سألتها لماذا تم التجديد لك قالت لأنها استطاعت أن ترفع حجم التبادل التجاري 30 ضعف لصالح بلدها ونجحت في ادخال منتجاتهم إلى مصر والترويج السياحي لهم ليس هذا فقط بل قامت بالترويج لجامعات لاتفيا ويوجد حاليا طلاب مصريون يتعلمون هناك كل هذا من سفارتها بالزمالك في شقة صغيرة مشتركة مع سفارة إستونيا.
 
سألتها هل مهمتك اقتصادية أم دبلوماسية؟ أجابت في المقام الأول اقتصادية وفي أوروبا عموما يتم تقييم السفراء على أساس اقتصادي والذي ينجح في الترويج لبلده يستمر في عمله والذي يفشل يتم استبعاده.
 
سفيرة لاتفيا في القاهرة تتابع كل الأخبار الاقتصادية وتحرص على حضور كل المنتديات والمؤتمرات الاقتصادية وهي التي تبادر وتعرض فرص الاستثمار في بلدها شاهدتها بعيني تصطحب معها اصحاب الشركات اللاتفية إلى الوزارات والهيئات المصرية وتتحدث نيابة عنهم كأنها مالكة لهذه الشركات سمعتها تقول ان كل باب تفتحه لمنتجاتهم يفتح أمامه عشرات فرص العمل لشبابهم وتحسين مستوى معيشتهم، 
ايفتا كتبت مقالات صحفية عن الأزمة الاقتصادية المصرية وكيفية الخروج منها بالاستفادة من تجربة بلدها التي عاشت نفس ظروفنا، سفيرة لاتفيا تزور السيدة والحسين وتعشق حديقة الأزهر وتتعلم اللغة العربية وتحرص على صداقة فئات كثيرة من طبقات المجتمع المختلفة كل هذا لصالح بلدها هي النموذج الذي اتمناه لكل سفراء مصر في الخارج فالعمل الدبلوماسي في ظروفنا الحالية ليس نزهة أو تشريف بقدر ما هو تكليف ومسؤولية كبيرة ويجب على كل سفير مصري سواء كان يخدم في دولة فقيرة أو غنية كبيرة أم صغيرة أن يقدم لبلده فرصا اقتصادية في الترويج للاستثمار أو السياحة أو فتح فرص عمل لمواطنيه.
 
واتذكر أن الرئيس السيسي نفسه أكد على هذه المعاني خلال لقائه مع أعضاء الحركة الدبلوماسية الأخيرة قبل سفرهم لتمثيل مصر في الخارج حيث طالبهم بالإضافة إلى عملهم الدبلوماسي أن يطرحوا دورنا في محاربة الإرهاب نيابة عن العالم وأيضا وجه مصر الثقافي والحضاري وكذلك الترويج الاستثماري لبلدهم خاصة وأن لدينا حاليا خريطة استثمارية موحدة تشمل كل الفرص الاستثمارية المتاحة في كل المجالات ، 
بعض سفرائنا بالخارج يخشى مساعدة القطاع الخاص المصري ومازال لديهم اعتقاد ان ذلك شبهة وهذا الفكر العقيم يجب أن يتغير لأن القطاع الخاص شريك أساسي في التنمية ويجب دعمه داخل مصر وخارجها كما يفعل السفراء الأجانب حيث يعتبرون أنفسهم شركاء مع رجال الأعمال في بلادهم ويدافعون عن مصالحهم لأنهم يعلمون أن ذلك يفيد أوطانهم ومواطنيهم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق