متى يتوقف الإخوان والسلفيون عن استفزاز المصريين بتحريم الاحتفال بالمولد النبوي؟

الأحد، 18 نوفمبر 2018 10:00 ص
متى يتوقف الإخوان والسلفيون عن استفزاز المصريين بتحريم الاحتفال بالمولد النبوي؟
حلوى المولد النبوي - أرشيفية
منال القاضى

الأزهر والإفتاء: الاحتفال تقرب إلى الله.. ومن أفضل النعم الواجب شكر الله عليها

مع كل مناسبة اعتاد المصريون الاحتفال بها، يخرج الإخوان والسلفيون ليكرروا دعاواهم المثيرة، مؤكدين حرمة الاحتفال بهذه المناسبات، ومع اقتراب الاحتفال بالمولد النبوى أعاد هؤلاء حديثهم المعتاد لينغصوا على المصريين أفراحهم، حيث يعتبر البعض منهم أن عروسة المولد والحصان من أصنام قريش! وأنهم أبناء اللات والعُزى كبار الآلهة التى كانوا يعبدونها.

وفى المقابل، اتفق مركز الأزهر العالمى للفتوى مع دار الإفتاء، على إجازة الاحتفال بموالد النبوى، مؤكدين أن الاحتفال به مشروع بالأدلة الصحيحة بإجماع علماء الدين، وأن الاحتفال به تقرب لله والنبى، وأن الدعوات بعدم الاحتفال به وتحريمه مخالف لصحيح الدين وللإجماع.

اقرأ أيضا: فتنة كل عام.. ماذا قال علماء الأزهر ردا عن تحريم السلفيين الاحتفال بالمولد النبوى؟

وقال الدكتور محمود عباس، الأستاذ بجامعة الأزهر، إن الاحتفال بالمولد النبوى الشريف ليس بدعة كما يدعى أصحاب الفكر المتطرف، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم صام فى عاشوراء احتفالا بإنقاذ الله لسيدنا عيسى، لأنه نعمة يستوجب الصوم والشكر لله عليه.

وكما أقر النبى صيام يوم الإثنين، وقال عنه إنه يوم وُلد فيه ويوم تُوفى فيه، ولأن وجوده فى الدنيا نعمة تستوجب شكر الله عليها لأنه نبى الرحمة، ولذلك يجب على كل مسلم محب للنبى الاحتفال به وإحياء سنته، لقوله : «من أحب النبى يتبع سنته»، وردت دار الإفتاء ببيان أقرت فيه بجواز الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، وأنه نوعه من التقرب لله وللنبى.

فيما قال الداعية السلفى، الشيخ سامح عبدالحميد، إن المولد النبوى الشريف يمر على أسرتى، كأنه يوم عادى لا يوجد فيه احتفال، لأنه لم يرد به نص قرآنى أو حديث، ولكن أكل اللحوم أو الحلويات وشراء الحلوى فى نفس اليوم يعد مشاركة لاحتفال لم يدعُ به الله ولا النبى، ولذلك لا يجوز شرعًا الاحتفال بالمولد النبوى، ولكن حب النبى يترجم بالعبادة وإحياء سنة النبى،  أما الاحتفال بمولده ليست سنة ولا فرد.

اقرأ أيضا: اعرف حقك فى الإجازات.. ماذا يقول القانون عن إجازة المولد النبوى الشريف؟

وأكد عبد الحميد، أن الاحتفال بالمولد بدعة منكرة، ولو كان فى مثل هذه الاحتفالات خير لفعلها الصحابة، ولأمر به النبى صلى الله عليه وسلم، فدل هذا على أن هذه الاحتفالات ليست مشروعة، ولفت حمودة أنها من الأمور المحدثة، وأول من أحدثها هم الفاطميون فى القرن السادس الهجرى وقد كانت تصرفاتهم مشبوهة، وفى صحيح مسلم «من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد». الصحابة كانوا أفضل منا ويحبون النبى صلى الله عليه وسلم أكثر منا؛ ورغم ذلك لم يحتفلوا بيوم مولده، بل لم يحتفل النبى صلى الله عليه وسلم بيوم ولادته.

كما اعتبر الداعية السلفى محمود لطفى عامر، أن حلوى وعروسة المولد النبوى ليس لها أى علاقة بحب النبى، وأن احتفالات الصوفية باطلة، والنبى برىء من تخلف هؤلاء وغيرهم من جهلاء الدين.

من جانبه، يؤكد الشيخ علاء أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، أن الاحتفال بالمولد النبوى ليس حرامًا كما يدعى السلفيون والإخوان، ونحن الصوفيون نتشرف بحب آل بيت رسول الله ونتشرف بالاحتفال بذكرى مولده، ونحن نحتفل بذكرى مولد النبى صلى الله عليه وسلم بإحياء سيرته عليه الصلاة والسلام، وإطعام الفقراء وتوزيع الحلوى، وكلها أعمال خير دعا لها النبى.

كانت ليلة الثانى عشر من ربيع الأول، ليلة المولد النبوى الكريم دائمًا من المواسم والأعياد المشهودة فى جميع الأمم الإسلامية، وما زال مولد النبى من الذكريات الخالدة فى المجتمع الإسلامى، ولكن الاحتفال بذلك الحادث العظيم فى تاريخ الإنسانية كان يقترن فى العصور الخالية – أيام عز الإسلام ومجده- بضروب من الجلال والبهاء والبذخ، ذهبت بها حوادث الزمن وتقلباته، وما انتهت إليه الأمم الإسلامية من الانحلال والتأخر.

اقرأ أيضا: رئيس البرلمان يهنئ السيسي بذكرى المولد النبوي: ما أحوجنا للعمل

وقد بدأ هذا الاحتفال فى عصر الإسلام الأول بسيطًا متواضعًا كبقية المواسم والاحتفالات الدينية، فلما بلغت الخلافة ما بلغت من العظمة والبهاء ظهرت فخامة الملك وروعته فى الأعياد والحفلات الرسمية، وجرت الشعوب على سنة ملوكها وأمرائها فى هذه المواسم من الظهور والبذخ، وكان شأن مصر الإسلامية فى ذلك شأن بقية الولايات الإسلامية فى عصر الخلافة الأول من بساطة فى الرسوم والمظاهر، فلما استحالت مصر من ولاية خلافية إلى دولة مستقلة فى عهد بنى طولون وبنى الإخشيد، وقامت فيها قصور ملوكية باذخة، ظهر أثر هذا الانقلاب فى رسوم الدولة ومظاهرها العامة، وغدت المواسم والاحتفالات الدينية حوادث عامة يحييها الشعب، كما تحييها الحكومة فى كثير من الرونق والبهجة وتعليق الزينة وأكل الحلوى فى الشوارع والميادين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق