«حلاوة زمان.. عروسة حصان».. هل تغيرت مظاهر احتفال المصريين بالمولد النبوي؟

الأحد، 18 نوفمبر 2018 08:00 ص
«حلاوة زمان.. عروسة حصان».. هل تغيرت مظاهر احتفال المصريين بالمولد النبوي؟
عروسة المولد - أشيفية

«حلاوة زمان.. عروسة حصان.. وآن الأوان تدوق يا ولد.. ما ليش دعوة ياما هاتى لى حلاوة».. بكلمات الرائع صلاح جاهين، تغنى المطربون لـ«عروسة وحصان المولد النبوى الشريف»، حيث ارتبطت الاحتفالات بحلاوة المولد منذ عصور قديمة، وهى العروسة التى يتم صنعها من السكر الخام على هيئة حلوى، تُجمل بالألوان بأشكال لا تتغير، وتكون على شكل «عروسة»، يداها فى خصرها، وتُزين بالأوراق الكريشة الملونة والمراوح الورق الملتصقة بظهرها.
 
 
لم تتغير مظاهر الاحتفال بالمولد النبوى الشريف منذ بداية الاحتفال به، خاصة فى الريف والأحياء الشعبية وفى المدن الكبرى، حيث تقام السرادقات حول المساجد الكبرى، وتضم زوار المولد النبوى الشريف من مختلف قرى مصر، علاوة على الباعة الجائلين والسيرك البدائى والمنشدين والمداحين، الذين تخصصوا فى مدح الرسول، صلى الله عليه وسلم.
4
 
ومع الاستعداد للاحتفال السنوى بالمولد النبوى الشريف، ومظاهر الاحتفال به، يظهر الجدل السنوى حول أصل «عروسة المولد أو الحصان»، حيث تعددت الروايات حول أصلهما وارتباطهما بالمولد النبوى الشريف، فبعض الروايات أكدت أنها عادة فرعونية، بينما ردد بعض الروايات أنها عادة مسيحية، فى حين تؤكد كثير من الروايات أنها إسلامية، ظهرت فى عهد الفاطميين، إلا أن الثابت أن «عروسة المولد» عادة مصرية قديمة، تتفرد بها مصر دون البلاد الإسلامية والعربية. 
 
 
أما عن الروايات التى تتحدث عن أصل هذه «العروسة»، فالرواية الأولى تؤكد أنها تعود إلى أصل فرعونى، حيث تم ربطها بعروس النيل، وقد تم العثور على نماذج مصنوعة من العاج والخشب فى مقابرهم، وعند تجريد رأس «العروسة» من زينتها نجدها شبيهة بشكل حتحور، ربة الحب والجمال والغناء عند الفراعنة.
 
أما الرواية الثانية فتقول إنها تعود للعصر الفاطمى، وأن «العروسة» ظهرت فى عهد الحاكم بأمر الله، الذى خرج فى احتفالات المولد النبوى مع إحدى زوجاته مرتدية رداءً أبيض، وعلى رأسها تاج من الياسمين، فقام صنّاع الحلوى برسم الأميرة فى قالب الحلوى، كما قاموا برسم الحاكم بأمر الله على حصانه وصنعوه من الحلوى.
1
 
الرواية الثالثة تؤكد أنها تعود للخليفة الفاطمى «المستنصر بالله»، الذى كان يتأهب لتأديب بعض قبائل الصحراء المغيرة على أطراف مصر، وقال لجنوده وقادته مشجعا لهم على القتال: «حاربوا بمهارة وعندما ننتصر سأزوج كلا منكم بعروس رائعة الجمال»، وفعلا نجحت الحيلة، وعادوا منتصرين، فزوجهم من أجمل جواريه، وعندما حل الاحتفال بالمناسبة فى العام التالى، تصادف ذكرى المولد النبوى، فقام ديوان الحلوى التابع للخليفة بصناعة عرائس جميلة من الحلوى لتقديمها كهدايا إلى القادة المنتصرين ولعامة الشعب، خاصة الأطفال. 
 
وفى دراسة لخبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان، أكد أن «عروسة المولد» مسيحية الأصل، كانت تصنع فى مصانع خاصة بمنطقه أبو مينا بكينج مريوط، وكانت ترمز فى المسيحية إلى النفس البشرية.
 
 
يؤكد«ريحان» فى دراسته عن «عروسة» المولد، أن المسلمين فى العصر الفاطمى، حرصوا على إحياء مصانع مدينة أبو مينا، التى تخصصت فى صناعة تلك العرائس، التى كان تم إغلاقها لسنوات طويلة، ولعبت الصدفة دورها، حيث تم افتتاح تلك المصانع مرة أخرى فى ذكرى مولد النبى الكريم، فبدأ العمال المسيحيون فى استئناف نشاطهم، وصنعوا «العروسة والحصان» كى يفرح بها الأطفال المسلمون والمسيحيون على حد سواء. 
2
أما قصة حصان المولد فقد أكد «عبدالرحيم» أن هناك رأيين حول أصل حصان المولد، حيث أشار الرأى الأول إلى أنه يمثل الخليفة صاحب الفتوحات والانتصارات فى حين يرى الرأى الآخر أنه تمثال للشهيد مارجرجس، الذى يمتطى جواده وبيده السيف.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق