طبعت على القوالب الخشبية والحجرية.. حكاية الكتب النادرة بمكتبة الإسكندرية

الأحد، 25 نوفمبر 2018 09:00 ص
طبعت على القوالب الخشبية والحجرية.. حكاية الكتب النادرة بمكتبة الإسكندرية

بدأت الكتابة عن قدماء المصريين على أوراق البردي، والألواح الخشبية، والنحت على الجدران والصخور، ثم بدأت في التطور واستخدام جلد الماعز بعد إعداده بطرق معينة لاحتفاظه بالأحبار المتسخدة عليه، وأصبحت تلك الطرق القديمة من شواهد الحضارة والتاريخ بمرور الوقت، وزادت قيمتها بعد ظهور الأقلام وصناعة الورق.

وبداخل مكتبة الإسكندرية، أحد أهم الصروح الثقافية العالمية، مجموعات نادرة من أمهات الكتب، كما تضم بين أرجائها قسم «الكتب النادرة والمجموعات الخاصة»، والذي يحوي أقدم وأندر الكتب في العالم والتي تتميز بقيمة تاريخية كبرى، وهي الكتب التي عاصرت بداية استخدام الطباعة فى العالم، أى بعد انتهاء عصر النسخ بخط اليد، وطبعت باستخدام وسائل الطباعة الأولى مثل الطباعة الحجرية واستخدام القوالب الخشبية، وبعض الكتب كان يتم زخرفتها بخط اليد، وهناك بعض الكتب تعود أهميتها لنوعية الورق المستخدم ونوعية "التغليف" الخارجى، مثل مجموعة من الكتب النادرة تم تغليفها بـ«الرق» أى جلد الماعز وكان يستخدم فى القرن الخامس عشر والسادس عشر، وكانت الكتب حينها تطبع بأحجام كبيرة نسبيا لم تعد تستخدم حاليا قد يصل حجم الكتاب إلى 40 سم.

وتمكنت مكتبة الإسكندرية من جمع تلك المجموعات من الكتب النادرة والقيمة من خلال التبرعات الفردية من مقتني تلك النوادر، أو من المؤسسات والمكتبات الدولية التي كانت تمتلك هذة المجموعات وتقوم مكتبة الإسكندرية بإجراء صيانة دورية وأعمال ترميم من خلال المعمل الخاص بها لترميم أرواق أمهات الكتب للحفاظ عليها، لذا يرصد «صوت الأمة»، أقدم الكتب النادرة بمكتبة الإسكندرية، في السطور التالية:


أنساب الآلهة
وهو من أوائل المطبوعات الأجنبية اللاتينية، والمطبوع في عام 1497م، في فينيسيا، كعمل موسوعي عن الأساطير اليونانية والرومانية، 
للأديب الإيطالى «جيوفانى بوكاشي» من أشهر أدباء القرن الرابع عشر الميلادي، ومن أهم مؤسسى حركة الفلسفة الإنسانية فى عصر النهضة الأوروبية.


كليلة ودمنة

أُلف هذا الكتاب خصيصا لملك الهند «دبلشيم» في القرن الرابع الميلادي، ويسرد حكايات على لسان الحيوان والطير، ألفه الحكيم الهندي «بيدبا» ثم ترجمه «بُرْزُوِيه» رئيس أطباء الفُرس إلى اللغة الفهلوية فى أوائل القرن السادس الميلادى بأمر من كسرى أنوشيروان ملك الفُرس.

عقب ذلك وفي القرن الثاني الهجري، الثامن الميلادي، ترجمه عبد الله ابن المقفَّع من الفارسية إلى العربية فى أوائل العصر العباسى، ولعبت تلك الترجمة دورًا مهمًا فى انتشاره ونقله إلى لغات العالم، إما عن طريق النص العربى مباشرة أو عن طريق لغات وسيطة، وطبع عام 1251هـ/ 1835م، فى المطبعة الأميرية بالقاهرة.


قصائد ماركوس مارتياليس

من أندر وأقدم الكتب المطبوعة والموجود بمكتبه الإسكندرية، يضم قصائد الشاعر الهجائى اللاتينى ماركوس فاليريوس مارتياليس، الذى وُلد فى إسبانيا بين عامى 38 و41م، وتُوفى بها عام 103م، وطبع الكتاب عام  1482م/ 887هـ، في فينيسيا.

مؤلف الكتاب كان قد سافر إلى روما وأمضى بها أربعًا وثلاثين سنةً، حظى خلالها برعاية الإمبراطورين تيتوس ودوميتيانوس، ويضم الكتاب مجموعة من القصائد القصيرة الساخرة، يزيد عددها على الألف وخمسمائة (1561 قصيدة تحديدًا)، تُلقى الضوء على الحياة فى روما فى القرن الأول الميلادي، وترسم الشخصيات المختلفة بدقة ومهارة.

 
لوغاريتم
 
في عام 1250هـ، 1834مـ، طُبع هذا الكتاب بأٍلوب الطباعة الحجرية في مطبعة بولاق، ويضم مجموعة من جداول اللوغاريتمات، فى 270 صفحة
 
 
 


روضة الأذكياء فى علم الفسيولوجيا

كما طبعت مطبعة بولاق هذا الكتاب، عام 1256هـ/ 1840م، الذي أُلف باللغة الفرنسية، وترجمه يوسف فرعون إلى العربية،  ويشرح هذا الكتاب قواعد الفسيولوجيا أو علم التشريح. تُرجم لخدمة مدرسة البيطرة التى كانت من المدارس التى أنشأها محمد على باشا ضمن مشروعه لصناعة مصر الحديثة.

 

قواعد الإعراب

يضم الكتاب 3 رسائل في قواعد النحو والإعراب للغة العربية، أولها «الكافية» لابن الحاجب، والأخريان مجهولتا المؤلف، وهى تجمع تلك القواعد بشكل مبسَّط لمساعدة المتعلِّمين، وطُبع الكتاب فى مطبعة بولاق بأسلوب الطباعة الحجرية عام 1241هـ/ 1825م، تحت إشراف أحمد خليل أفندى.

السماء والعالم

هو واحدا من كتب الفلك من تأليف العالم الألمانى «ألبرتوس ماجنوس»، المعروف أيضًا باسم «القديس ألبرت الكبير» عام (1193م -1280م) الذى كان من أبرز علماء اللاهوت فى عصره وأشهرهم، والكتاب شرح لكتاب «فى السماء والآثار العلوية»، الذى كتبه أرسطو عام 350ق.م.، وعرض فيه نظريته فى الأفلاك وتركيب وحركة الأجرام السماوية ، وقد طُبع الكتاب باللغة اللاتينية فى فينيسيا سنة 1495م/ 900هـ.

وصف مصر

وهو من أهم وأِمل الكتب الموسوعية التي تناولت تاريخ مصر في العصور القديمة والحديثة، وتناول تاريخها، وفنها، وعمارتها، ومظاهر الحياة فيها، وغير ذلك مما يوجد على أرض مصر. وقد جاء هذا الكتاب نتيجة جهود أكثر من مائة وخمسين عالـمًا، وألفين من الفنانين والفنيين الذين رافقوا نابليون خلال الحملة الفرنسية على مصر (1798م/ 1213هـ - 1801م/ 1216هـ).

مدونة جستنيان

طبع الكتاب في مدينة «أنتويرب» ببلجيكا عام 1575م، 983هـ، ويضم مجموعة التشريعات والقوانين المدنية التى وُضعت فى عهد الإمبراطور البيزنطى جستنيان الأول، فى الفترة بين عامى 529م و565م.

 

رحلة الملوك

يرصد الكتاب الاحتفالات التى أقيمت بمناسبة افتتاح قناة السويس يوم 17 نوفمبر 1869م/ 1286هـ، مع ذكر أسماء الملوك والسفراء الذين جاءوا من كل بلدان العالم للاحتفال بهذا اليوم التاريخي، وكذلك أسماء وجنسيات السفن التى شاركت فى الافتتاح. ويحوى أيضًا خمسًا وعشرين لوحة بريشة الفنان «ريو».

الفن العربي

يُعد هذا الكتاب أحد أهم الكتب التى تناولت الآثار الإسلامية فى القاهرة، من مساجد، ومدارس، وأسبلة، وفنون مختلفة؛ مثل: فنون الخزف، والزجاج، والمنسوجات، وغيرها ، وهو من تأليف المستشرق الفرنسى بريس دافين  و صَدَر الكتاب فى فرنسا عام 1896م/ 1314هـ.

مصحف ابن البواب

نسخة مصحف ابن البواب هى نسخة فاكسميلى مُهداة من مكتبة تشستر بيتى بمدينة دبلن بأيرلندا، التى تحتفظ بالنسخة الأصلية تحت رقم (ك/16). وقد كتبه ابن البواب سنة 91هـ/ 1001م بمدينة السلام (بغداد)  بخط النسخ القوى المنتظم، ومؤلفة أبو الحسن على بن هلال بن عبد العزيز، المعروف بابن البواب (توفى 413هـ/ 1022م) من أبرز فنانى الخط العربي.


إنجيل جوتنبرج

وهو نسخة طبق الأصل من الطبعة الأولى للكتاب المقدَّس، المسماه بـ«الإنجيل ذى الاثنين والأربعين سطرًا»، التى أخرجها يوحنا جوتنبرج سنة 1456م/ 860هـ، وذلك لأن كل الصفحات (باستثناء واحدة) تتكون من عمودين متوازيين، كل عمود منهما 42 سطرًا.

والنص المستخدم في تلك النسخة هو اللغة اللاتينية، ولا توجد فواصل بين الآيات بأرقام وعلامات مثلما هو الحال فى الطبعات الأحدث، وتطابق تلك النسخة التى كانت فى مكتبة الكاردينال الفرنسى مازاران، وقد أهدتها المكتبة الفرنسية لمكتبة الإسكندرية.

مسجد السلطان حسن

كان الهدف من إصدار الكتاب هو لفت الأنظار إلى أهمية المسجد، وصدر عن لجنة حفظ الآثار العربية، التى أسسها الخديوى توفيق عام 1881م، وأعدَّه المهندس الفرنسى مَكس هرتس بك؛ كبير مهندسى الهيئة، وكانت خطة ترميمه تستلزم – بحسب ما ورد فى مقدمة الكتاب – «إنفاق نحوٍ من أربعين ألف جنيه مصري» فى ذلك الوقت ، صدر الأصل الفرنسى عام 1316هـ/ 1899م، وصدرت الترجمة العربية فى 1319هـ/ 1902م.

كتاب الموتى

كتاب جنائزي كان يستخدم فى مصر القديمة بدايةً من أوائل الدولة الحديثة (حوالى عام 1550 قبل الميلاد) وحتى عام 50 قبل الميلاد تقريبًا ، وهو يضم صلوات، وأناشيد، وتعاويذ تهدف إلى مساعدة الميت فى رحلته للوصول إلى العالم الآخر دون التعرُّض لأى سوء. وكانت تلك النصوص تُكتب على البردى وتوضع بجوار المومياء داخل التابوت.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق