«قتل معلمته قبل بدء الدرس».. هكذا حولت «لعبة ذكية» مراهقا إلى خادم

الأحد، 25 نوفمبر 2018 12:00 م
«قتل معلمته قبل بدء الدرس».. هكذا حولت «لعبة ذكية» مراهقا إلى خادم
كتب: أحمد قنديل

سمع المراهق كثيرًا عن مقدار المتعة والإثارة التي يحصل عليها غيره، خلال ممارسة ألعاب المحاكاة الحديثة، والتي تعتمد في مضمونها على إصدار أوامر للاعب يقوم به في الواقع، ليقرر تجربة الأمر، واختار واحدة من تلك الألعاب المعروضة عبر المتجر الإلكتروني، ليحملها ويبدأ في ممارستها واستكمال مهامها واحد تلو الأخر.

 
pubg_3_183967

 

ساعات طويلة يقضيها الشاب المراهق في ممارسة تلك اللعبة، ينفذ خلالها أوامر عادية تتضمن القيام بأفعال لا شك فيها أو ريب، حتى أضحى مدمنًا لتلك اللعبة، لتكون أكثر ما تشغله خلال يومه، ودون أن يدري أصبح طوعًا وخادمًا للأوامر ولا يقدر على عصيانها، ليتمكن مدبرو اللعبة من السيطرة عليه نفسيًا وجثمانيًا، حتى وصل إليه الأمر الأخير، بقتل مدرسته طعنًا في يوم ذكرى ميلاده مستخدمًا خطة لإجراء ذلك.

 

 
 

نفذ الشاب تعليمات الخطة بحذافيرها، والتي تضمنت تركه أثرًا ليفتضح أمره بعد ذلك، فذهب إلى منزل معلمته في موعد درسه الأسبوعي، وطلب منها كوب ماء، وعندما عادت وبيدها الكوب، فوجئت به يخرج سكين حاد من حقيبته، موجهًا إليها العديد من الطعنات.

القصة ليس خيالية البتة، فقد أعلنت الأجهزة الأمنية اليوم خلال بيان رسمي، تلقيهم بلاغًا بالعثور على جثة سيدة تدعى «هانم» تبلغ من العمر 59 عاما، بمسكنها في محافظة الإسكندرية.

وعثرت القوات الأمنية على جثة المجني عليها، مسجاة على ظهرها في غرفة الاستقبال بمسكنها، وبها عدة طعنات بأنحاء متفرقة، كما عثروا على حقيبة مدرسية بداخلها سكين كبير الحجم بداخل كيس بلاستيك، وورقة مدون عليها عبارات تحث على القتل والعنف، وبعض الأدوات المدرسية، وحذاء رياضي وجاكيت رجالي.

وتوصلت  تحريات أجهزة البحث بقطاع الأمن العام بوزارة الداخلية، إلى أن وراء ارتكاب الواقعة طالب يدعى «سيف الدين»، ويبلغ من العمر 16 عاما.

 

 

وبمواجهة الشاب، بما توصلت إليه التحريات اعترف بارتكابه الواقعة، أقر قيامه بممارسة أحد الألعاب الإلكترونية التي تعمل على أجهزة الحاسب الآلي، والهواتف الذكية، والتي تستند إلى وقائع إحدى مسلسلات الرسوم المتحركة المتداولة على موقع يوتيوب، مشيرًا إلى أن اللعبة ولدت لديه فكرة القتل، تزامنًا مع يوم عيد ميلاده، ما دفعه لإحضار سكين من منزله، وتوجه لمنزل المجني عليها كعادته أسبوعيًا لتلقيه درس خصوصي لديها، ولدى دخوله لمنزلها طلب منها كوب ماء وغافلها وقام بتوجيه العديد من الطعنات إليها فأودى بحياتها وفر هاربًا تاركًا حقيبته.

 

 

هذه اللعبة لم تكن الأولى التي تتسبب في إثارة العنف بين المراهقين، فقد سبقها العديد من الألعاب التي تسبب في إشعال الضجة بسبب ما تثيره من عنف، وكان من أبرزها ألعاب الحوت الأزرق والسلايم ومومو ومريم، ولكن كانت هذه الألعاب تدفع الممارسين للانتحار على عكس تلك اللعبة الهادفة لإثارة غرائز العنف، ونشر القتل.

 

وأكدت العديد من الدراسات، أن مثل هذه الألعاب تعتمد في مضمونها على السيطرة النفسية لممارسين، فتحول من يقوم بأداء هذه الألعاب إلى خدام غير قادرين على عصيان أوامر مدبرين هذه الألعاب، موضحةً أن خلال المهام يقوم مديرو الألعاب بإصدار تعليمات هدفها التهيئة النفسية للاعب كي يتم السيطرة عليه تمامًا.

 

ويقول مراقبون، إن مثل هذه الألعاب تندرج تحت هدفين: الأول هي أن تكون بمثابة تجارب سريرية من قبل بعض أجهزة الاستخبارات للتأكد من قوة أنظمتهم الإلكترونية وقدرتها على نشر بعض العادات، والثاني هي رؤية بعض الأشخاص من مطورو الألعاب أن الممارسين هم مجرد نفايات بيولوجية ويجب التخلص منهم.

 

وتهيب وزارة الداخلية بالأسر وأولياء الأمور بضرورة متابعة أبنائهم حال استخدامهم لشبكة المعلومات الدولية «الإنترنت»، حرصًا عليهم مما قد تحتويه تلك الألعاب أو ما تتضمنه بعض المواقع من الحض على الإرهاب، والتأثير السلبي على سلوك النشء لدفعهم إلى ارتكاب الجرائم أو الانتحار.

 

وتشدد وزارة الداخلية، على ضرورة متابعة تلك المواقع والقائمين عليها، محذرةً من خطورة عدم التفات الأسر لمسؤولياتها تجاه أبنائها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق