«المدارس القرآنية».. سلاح الأوقاف لمواجهة الفكر المتطرف في المحافظات (التفاصيل الكاملة)

الإثنين، 26 نوفمبر 2018 06:00 ص
«المدارس القرآنية».. سلاح الأوقاف لمواجهة الفكر المتطرف في المحافظات (التفاصيل الكاملة)
وزارة الأوقاف - صورة أرشيفية

«المدارس القرأنية».. واحدة من وسائل وزارة الأوقاف المصرية لمواجهة الأفكار المتشددة، والتصدي لبث سموم الكيانات الإرهابية في عقول الأطفال في سن مبكرة لايتمكنون فيه من التفرقة بين الصواب والخطأ، ففي السنوات الأخيرة الماضية تحولت بعض حلقات تحفيظ القرآن الكريم، في المساجد والزوايا والكتاتيب المنتنشرة حتى وقتنا هذا في القرى والنجوع، وبعض الأمكان بالمحافظات، إلى مقاصد لـ«خفافيش الظلام» المتخذين من الدين ستارا للترويج لأفكارهم الهدامة، ونشرها بين الأطفال.
 
وزارة الأوقاف بدأت مواجهة التطرف بالفكر المستنير، وتعليم الناس صحيح أمور دينهم، وشرح قواعد الفقة الوسطي، والتفسير السليم لأحكام آيات القرآن، حتى لايقعوا فريسة بين أنياب العناصر الإرهابية التي تعتمد على قلة علم، وجهل البعض في جذبهم إلى قواعدها ومن ثم استغلالهم لتحقيق مصالح سياسية ومادية تخدم أهداف دول معادية.
 
وبالطبع فإن حال التحدث بلسان القرآن، يكون من السهل جذب الفرد المستهدف بسهولة، وبالتالي أصبح من الضروري تحصين عقول الناس من الصغر، وتوضيح المفاهيم الدينية والأحكام الشرعية حتى لايتم استغلالهم بشكل يسيئ إلى الدين الإسلامي ويستهدف دمار الأوطان.
 
ووضعت الأوقاف عدة شروط وقواعد مميزة لإطلاق «المدارس القرآنية» بالمحافظات، من أجل تحفيظ الأطفال الملتحقين بها القرآن الكريم، وشرح معاني الآيات بشكل صحيح، من خلال محفظين مدربين على أعلى مستوى يقومون بتحفيظهم بأحكامه، والتلاوة الصحيحة والتجويد، وكذلك الأحاديث النبوية ودروس التعامل، سماحة الدين الوسطي.
 
بعض الكتاتيب المنتشرة في المحافظات، والتي يعتمد عليها في إعداد الأطفال للالتحاق بركب التعليم، أو تعليمهم الكتابة والقرائة وحفظ، استخدمت في بعض المحافظات لترويج الفكر الإرهابي، لذا بدأت الأوقاف والأزهر الشريف استغلالها لمواجهة تلك الأفكار لاسيما وانتشارها بين محافظات الريف، وأبرزها تلك الموجودة في قرية «فرقص»، بمركز طامية بمحافظة الفيوم إحدى أشهر قرى المحافظة فى انتشار الكتاتيب بإجمالي 19 مركزا يقبل عليهم الأطفال وتمتلئ بهم عقب صلاة العصر من كل يوم عدا يوم الجمعة.
 
وفي أسيوط التى كانت فى الفترات الماضية أحد معاقل الجماعات الإرهابية وغيرها، فهى دوماً ما تكون موضع اتهام من الجميع، ومن هنا جاء الدور فى عودة الكتاتيب مرة أخرى بعد توقفها منذ فترة طويلة لمحاربة الفكر المتطرف ونبذ العنف والجهل، حيث يقول الشيخ عاصم القصبى، وكيل وزارة الاوقاف بأسيوط، أن الكتاتيب وحلقات حفظ القرآن الكريم بمثابة محاربة للفكر المتطرف ومواجهة للإرهاب، فهى أكبر سلاح من خلاله يمكن به الرد على الإرهابيين بتعليم أبناءنا الدين السمح وشريعته السليمة بعيد عن التطرف والعنف.
 
وعلى جانب آخر أطلقت وزارة الأوقاف العمل فى مراكز الثقافة الاسلامية التى تعد الكيان الوحيد الذى يدرس علوم الشريعة خارج الأزهر ولكنه يتبع الأزهر ضمنيا لتبعيته وزارة الاوقاف، وذلك بهدف نشر الوسطية بشكل نظامى فى النور بعيدا عن الكيانات الظلامية، وأجندة جماعات الإسلام السياسى.
 
الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف قال إن وزارة الأوقاف تعمل بخطى ثابتة نحو تصحيح المفاهيم ومواجهة التشدد بالتوسع فى نشر الوسطية.
 
وتابع طايع فى تصريحات صحفية، إن الأوقاف أغلقت كل الكيانات الموازية والتى كانت تنشر فكر الإسلام السياسى بأجندات خاصة، لافتا أن الوزارة استبدلت هذه الكيانات بمراكز للثقافة الإسلامية وتتوسع فيها كل يوم حيث وصل العدد هذا العام إلى 28 مركزا للثقافة الإسلامية تدرس مناهج وسطية.
 
وكشف طايع، أن مراكز الثقافة الإسلامية تتبع الوزارة ويدرس فيها كبار أساتذة الأزهر المشهود لهم بالعلم فى تخصصاتهم حيث يتم تدريس 10 علوم متخصصة تضمن ترسيخ الثقافة الإسلامية للدارسين.
 
ووشدد طايع على أن الدارس لابد أن يكون من خريجى الجامعات ولديه رغبة واستعداد وحد معقول لتلقى العلم الشرعى بأن يكون حافظا لعدد من أجزاء القران ومتقن للغة العربية ولديه ثقافة إسلامية.
 
وقال طايع، أن الأوقاف استقبلت هذا العام 1400 دارس جدد وعدد مماثل لهم فى السنة الثانية والاخيرة، لافتا إلى أن اصحاب المستوى الجيد مؤهلون للعمل كخطباء وواعظات بنظام المكافأة بعد تقييم مستواهم واختبارهم مرة اخرى بمسابقة رسمية والتاكد من توجههم السليم علميا وفكريا قبل واثناء الدراسة وحال تقدمهم للعمل بالمكافأة، موضحا ان الاوقاف سوف تفتتح 4 مراكز جدد فى العام المقبل.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة