موجات هروب جماعي.. تركيا تخسر 220 مليار دولار سنويا

الأحد، 21 يوليو 2019 10:00 ص
موجات هروب جماعي.. تركيا تخسر 220 مليار دولار سنويا
رجب طيب أردوغان
أمل غريب

بات فرار الأتراك من جحيم رجب طيب أردوغان، الحل الوحيد أمامهم بعد تغوله على السلطة، فور انتهاء مسرحية الإنقلاب العسكري الفاشلة التي وقعت في الربع الثالث من عام 2016، والتي مكنته من فرض سيطرة غير مسبوقة على كل مؤسسات الدولة، مخلفا انهيار اقتصادي كبير وارتفاع في أسعار السلع الأساسية وتهاوي الليرة إلى أدنى مستوياتها.

فرار الأتراك إلى الخارج، يكبد أنقرة 220 مليار دولار خسائر سنويا، بسبب ارتفاع أعداد المهاجرين بنسبة 63% العام الماضي، ما اعتبرته المعارضة التركية موجات هروب جماعي من البلاد.

وكشف دراسة جديدة لـ«منصة العلوم» التابعة حزب الشعب الجمهوري، التركي المعارض، بعنوان: «هجرة كبار الشخصيات التي تسبب فيها حزب العدالة والتنمية»، أن سياسات حزب العدالة والتنمية الموالي لأردوغان، مسؤلة عن فرار الأتراك يوما بعد يوم، مشيرة إلى أن أعمار المهاجرين تراوحت بين 20 و34 سنة، شملت فئات من القوى العاملة ورجال أعمال، ما يكبد الخزانة العامة خسائر كبيرة بلغت نحو 220 مليار دولار سنويا.

في هذا السياق، أرجع نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري فاتح أتشيكال، أسباب الفرار إلى سياسات حزب العدالة والتنمية الحاكم، القائمة على طرد جيل مظاهرات «جيزي بارك» 2013 من البلاد، حيث يراهم أكبر خطر على بقائه، إذ أنها تعد الأكبر في مواجهة حكم أردوغان، بعد أن شارك فيها أكثر من 3 ملايين تركي، وبدأت كموجة مظاهرات مدنية ضد ما اعتبرته تركيا وقتها، خطة للتنمية الحضرية للميدان الأشهر في إسطنبول، وسرعان ما توسعت وضمت آلاف الغاضبين على الحكومة، للمطالبة بالحقوق والحريات، إلا أنها انتهت بقتل 11 خلالها وإصابة 8 آلاف متظاهر.

5 آلاف مليونير يهاجرون بسبب القمع الإردوغاني

وتشير الدراسة إلى أن عدد الأتراك الفارين خلال عام 2016، بلغ 69 ألفا و326 شخصا، سرعان ما ارتفع إلى 180 ألفا و326، أي بنسبة زيادة بلغت 76% العام الماضي 2018، فيما ارتفعت نسبة المهاجرات من 37 إلى 52%.، فضلا عن هجرة 5 آلاف مليونير خلال العام 2017، و19 ألف مقاول ورجل أعمال خلال الـ 3 سنوات الأخيرة، فيما تصدرت مدن « تكير داج، إزمير، موجلا، جناق قلعة، اسكي شهير، أدرنة، قرقلر إيلي»، النسبة الأكبر في الهجرة بين المدن التركية، متهمة حزب العدالة والتنمية، بالوقوف وراء الخسائر الناجمة عن هروب الأتراك، بسبب دفع المؤهلين للهجرة، مشيرة إلى أن 24 ألف مهندس هربوا للعمل خارج البلاد في عام 2016.

وترى الدراسة أن تركيا شهدت خلال الفترة الماضية قدوم 5 ملايين لاجئ، إلا أنها على الرغم من ذلك، لم تستفد بمهارت أي منهم، بسبب أن هؤلاء اعتبروها دولة «ترانزيت» وبوابة للذهاب إلى أوروبا الشرقية، في الوقت الذي زادت فيه طلبات الأتراك للجوء إلى ألمانيا خلال الشهور الأخيرة، وبلغت نحو 3 آلاف و248 طلبا عام 2018.

 



السوريون يهددون تركيا بالتغيير ديموجرافي

يتسبب فرار الأتراك في تعريض بلادهم إلى خطر أخر، يتشكل في التغيير الديموجرافي في تركيبتها السكانية، وهو ما أوضحه رئيس مركز دراسات الهجرة والإدماج بالجامعة التركية الألمانية في إسطنبول، البروفيسور مراد إردوغان، أن 395 طفلا سوريا يولدون كل يوم في تركيا، مما يجعل اللاجئين يغيرون المعادلة الديموجرافية لتركيا خلال 10 سنوات فقط، خاصة وأن هناك 3.5 مليون لاجئ سوري مسجلا، بينما العدد الحقيقي أعلى من ذلك كثير.

وكشف رئيس مركز دراسات الهجرة والإدماج، أن نحو 1000 لاجئ أفغاني وعراقي بشكل غير شرعي، يعبرون يوميا إلى الأراضي التركية الجنوبية الشرقية، خاصة  في ظل تراجع السيطرة الأمنية على الحدود، مشيرا إلى أن عدد اللاجئين السوريين ارتفع إلى نحو 4 ملايين، بعدما كان 58 ألفا فقط في نهاية 2011، متوقعا أن يكون لدى تركيا ما يقرب من 6 ملايين سوري في العقد المقبل، ما سيشكل ليس أقلا من 7.5٪ من إجمالي عدد السكان>

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق