الذكاء الاصطناعي.. هل يهدد مستقبل البشر؟

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2018 04:00 ص
الذكاء الاصطناعي.. هل يهدد مستقبل البشر؟
روبوت

 
«الذكاء الاصطناعي» هو سلوك وخصائص معينة تتسم بها البرامج الحاسوبية تجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها. من أهم هذه الخاصيات القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة. إلا أنَّ هذا المصطلح جدلي نظراً لعدم توفر تعريف محدد للذكاء.
 
والذكاء الاصطناعي فرع من علم الحاسوب. تُعرِّف الكثير من المؤلفات الذكاء الاصطناعي على أنه «دراسة وتصميم العملاء الأذكياء»، والعميل الذكي هو نظام يستوعب بيئته ويتخذ المواقف التي تزيد من فرصته في النجاح في تحقيق مهمته أو مهمة فريقه.
 
HONDA_ASIMO
 
 
صاغ عالم الحاسوب جون مكارثي هذا المصطلح بالأساس في عام 1956، وعرَّفه بنفسه بأنه «علم وهندسة صنع الآلات الذكية». تأسس هذا المجال على افتراض أن مَلَكة الذكاء يمكن وصفها بدقة بدرجة تمكن الآلة من محاكاتها. وهذا يثير جدلاً فلسفياً حول طبيعة العقل البشري وحدود المناهج العلمية، وهى قضايا تناولتها نقاشات وحكايات أسطورية وخيالية وفلسفية منذ القدم.
 
كما يدور جدل عن ماهية الذكاء وأنواعه التي يمتلكها الإنسان، وكيفية محاكاتها بالآلة. كان وما زال الذكاء الاصطناعي سبباً لأفكار شديدة التفاؤل، ولقد عانى نكسات فادحة عبر التاريخ، واليوم أصبح جزءاً أساسياً من صناعة التكنولوجيا، حاملاً عبء أصعب المشاكل في علوم الحاسوب الحديثة.
 
إن بحوث الذكاء الاصطناعي من الأبحاث عالية التخصص والتقنيَّة، لدرجة أن بعض النقَّاد ينتقدون «تفكك» هذا المجال. وتتمحور المجالات الفرعية للذكاء الاصطناعي حول مشاكل معينة، وتطبيق أدوات خاصة وحول اختلافات نظرية قديمة في الآراء.
 
 تتضمن المشاكل الرئيسية للذكاء الاصطناعي قدراتٍ مثل التفكير المنطقي والمعرفة والتخطيط والتعلم والتواصل والإدراك والقدرة علي تحريك وتغيير الأشياء. كما ولا يزال الذكاء العام (أو الذكاء الاصطناعي القوي) هدفاً بعيد المدى لبعض الأبحاث في هذا المجال.
 
REEM-Hi
 
والأهمية الكبرى لمستقبل الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في عالم البشر تظهر في الأولوية التي توليها دول العالم للثورة الصناعية الرابعة ورافدها الأبرز الذكاء الاصطناعي، والتسابق المحموم بينها للتحول نحو الثورة الصناعية الرابعة في شتى مجالات الحياة، خاصة المصانع والقطاعات الخدمية والطبية، وهو ما سيؤثر بالتبعية على طبيعة ونوعية المهن المتاحة للإنسان في المستقبل.
 
ففى العام 2017، كشفت الصين - التى تتنافس مع الولايات المتحدة الأمريكية على المقعد الأول عالميا فى الذكاء الاصطناعى - عن خطة طموحة للاستثمار فى هذا المجال، وخصصت لها مبلغ 22 مليار دولار على مدى 5 سنوات، وفى يناير الماضي وقعت الإمارات اتفاقية تعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي لإنشاء مركز الثورة الصناعية الرابعة في الإمارات بهدف إعطاء دفعة للحصول على تقنيات المستقبل.
 
وخلال العقدين الأخيرين كثر الحديث عن الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته كعلم قد يصنع مصيرا جديدا للبشر، ويعود تاريخ تطبيقات الذكاء الاصطناعي عندما بدأ العلماء منتصف القرن الماضي باستكشاف نهج جديد من أجل بناء آلات ذكية، وبناء على الاكتشاف الحديث في علم الأعصاب، وتطور علم التحكم الآلي من خلال اختراع الحاسوب الرقمي وتم اختراع آلات يمكنها محاكاة عملية التفكير الحسابي الإنساني.
 
وفي شهر مارس الماضي، قال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، إن بلاده ينبغي أن تشغل موقعا رياديا فى بحوث الذكاء الاصطناعي، وأقر خطة لتحقيق ذلك خصص لها 1.5 مليار يورو على مدى 5 سنوات لجذب خيرة العلماء المتخصصين للعمل في فرنسا وتشجيع الباحثين الفرنسين على التخصص فيه.
 
وكان من الثمرات المبكرة لهذه الخطة إعلان شركة «آي. بى. إم» الأمريكية العملاقة عن مشاركتها بالخبرة التكنولوجية في عدد من مراكز البحوث الفرنسية وتلتها شركات ألمانية ويابانية أخرى في هذا المضمار، وعكست ميزانية وزارة الدفاع الفرنسية لعام 2019 المزيد من الاهتمام بتطوير تطبيقات عسكرية تعتمد على الذكاء الاصطناعي فخصصت 2.8 مليار يورو لتكثيف برامج البحث والتطوير لإنتاج أسلحة ذكية تتوافق مع حروب المستقبل والإعداد لإنشاء وكالة وطنية للابتكار العسكري.
 
ومصير البشر ومستقبلهم وسط الطفرة الكبيرة في عصر الذكاء الاصطناعي بات غامضا، ولايكمن الغموض في مدى الاستغناء عن القوة البشرية مقابل استيعاب الآلة والحواسيب فحسب، بل في مدى استعباد هذه الآلات للإنسان والتحكم في تصرفاته.
 
كما يجعل التفكير صعبا في نوع الأعمال التي قد يعمل بها البشر، حيث وصلت تطورات تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى الحد الذي يجعل المبرمجين لها في مراحلها المتطورة عاجزين عن إدراك أبعاد قدرات هذه الآلات التي يخترعونها أو يطورونها ويبرمجونها.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق