وسط التخبط السياسي في بغداد.. هل يعود داعش إلى العراق مجددا؟

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2018 11:00 م
وسط التخبط السياسي في بغداد.. هل يعود داعش إلى العراق مجددا؟
تنظيم داعش الإرهابي
محمد الشرقاوي

عام مضى على إعلان انتصار القوات العراقية على داعش في شمال العراق، والذي أعلنه رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي، غير أن تلك المدة شهدت كثيرا من المناوشات العسكرية من قبل الإرهابيين للعودة.

تقارير الأمم المتحدة والتحالف الدولي للحرب على داعش، أشارت إلى أن العراق لا تزال تشكل بيئة حاضنة للتنظيم الذى لا يزال يحتفظ بقوة كبيرة من عناصره، ما يجعله قادرًا على إعادة «التموضع» في البلاد في دورة ثانية، مستخدمًا آليات جديدة إلى جانب التكتيكات التي ظهر بها على الساحة في دورته السابقة.

داعش في الموصل
داعش في الموصل

تلك المؤشرات دفعت العديد من الشخصيات العراقية إلى التحذير من احتمالات عودته، على غرار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي قال، في 21 نوفمبر 2018، إن الموصل –عاصمة داعش السابقة في العراق- في خطر، فخلايا الإرهاب تنشط وأيادي الفاسدين تنهش.

مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، فند الأسباب التي تعزز من احتمال سعى التنظيم إلى العودة من جديد إلى المناطق التي سبق أن سيطر عليها، فقد انشغلت العراق، على مدار الربع الأول من العام الجاري، بالانتخابات البرلمانية، فيما حازت النتائج التي أسفرت عنها على الاهتمام الأكبر من جانب القوى السياسية العراقية منذ الإعلان عنها وحتى الآن، في ظل العقبات التي ما زالت تحول دون تشكيل حكومة عادل عبد المهدي، واستمرار خلافات تلك القوى حول بعض المناصب الرئيسية.

عادل عبد المهدي - رئيس وزراء العراق
عادل عبد المهدي - رئيس وزراء العراق

وأضاف أن الجدل على الساحة السياسية العراقية حول الانخراط السياسي لميليشيا الحشد الشعبي، مستمر وذلك بالتوازي مع تزايد الشكوك حول قدرتها على مواجهة النمط الحالي من العمليات النوعية التي يقوم «داعش» بتنفيذها.

وأشار المركز في عرضه البحثي بعنوان: « مرحلة صعبة: احتمالات تصاعد خطر تنظيم "داعش" في العراق مجددًا»، إلى تقرير أصدرته الأمم المتحدة في أغسطس 2018، قال إن ما بين 20 إلى 30 ألف من مسلحي تنظيم داعش لا يزالون في العراق وسوريا موزعين بالتساوي تقريبًا بين البلدين، بما يعني أن هناك ما بين 10 إلى 15 ألف من عناصر التنظيم موجودون في العراق رغم هزيمة التنظيم وتوقف تدفق الأجانب للانضمام إلى صفوفه.

وتابع أنه لا يختلف هذا التقدير كثيرًا عن تقديرات وزارة الدفاع الأمريكية الصادرة فى الوقت نفسه، والتي قدرت العدد بنحو 30 ألف عنصر، مع الإشارة في الوقت ذاته إلى أن قدرات داعش في إعادة الانتشار بعد استهدافه تبدو أعلى من سلفه تنظيم القاعدة التي وصلت إلى ذروتها في العراق بين عامي 2006 و2007.

ميليشيات الحشد الشعبي
ميليشيات الحشد الشعبي

يطرح تحليل العديد من إصدارات التنظيم ومطابقتها بالتقارير الدولية والمحلية في العراق دلالات عديدة يتعلق أبرزها بأن التنظيم تحول إلى نمط أشبه بحرب العصابات في المرحلة الحالية، وهو ما يتوافق مع طبيعته ومع مواقع الانتشار الحالية والمناطق التي يستهدف ترسيخ تواجده فيها.

بحسب المركز، تظهر خريطة مواقع العمليات التي ينفذها التنظيم أنه لا يزال نشطًا في أغلب المناطق التي كان يتواجد بها قبل هزيمته العسكرية في الموصل عاصمته المركزية في العراق، كما أنه يعيد انتشاره في مواقع أخرى، لا سيما في القرى المُهجَّرة التي أخلتها ميليشيا "الحشد" ولم تعد توطين ساكنيها مرة أخرى بعد انتهاء العمليات. فعلى سبيل المثال، شن التنظيم، في الفترة الأخيرة، عمليات في دجلة وكركوك وصلاح الدين وديالى والفلوجة والأنبار والجزيرة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة