الجنيه الإسترليني يحتاج إلى الانعاش.. بنك إنجلترا يكشف خسائر بريطانيا بعد بريكست

الخميس، 29 نوفمبر 2018 08:00 م
الجنيه الإسترليني يحتاج إلى الانعاش.. بنك إنجلترا يكشف خسائر بريطانيا بعد بريكست
بنك انجلترا

على مدار الفترة الماضية، أثار ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المعروف بـ«بريكست» جدل كبيرًا في لندن، لاسيما بعد استقالة عدد من وزراء الحكومة والتهديد بسحب الثقة من تيريزا ماي، اعتراضا على مسودة اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي.
 
وعلى الرغم من كافة الأزمات التي واجهة حكومة تيريزا ماي، رئيسة وزراء بريطانيا، خاصة بعد استقالت العديد من الوزراء المعنيين بالأمر، ووضع «ماي»، أمام نيران معارضيها، صادق قادة الدول الـ27 الاعضاء فى الاتحاد الأوروبي، (الأحد)، على اتفاق بريكست كذلك على الإعلان الذي يحدد العلاقة مع المملكة المتحدة في مرحلة ما بعد خروجها من الاتحاد، لتصبح بذلك لندن أول الدول المنسحبة من الاتحاد الأوروبي.
 
حرب «بريكست»، انتهت بفوز تيريزا ماي على معارضيها، في معركة الخروج من الاتحاد الأوروبي، إلا أن تحديات جديدة بدأت تظهر أمام رئيسة وزراء بريطانية، وربما تكون ازمات طاحنة تهدد مستقبل المملكة اقتصاديا، حيث حذر بنك إنجلترا «المركزي البريطاني»، (الأربعاء)، من أن عدم التوصل إلى اتفاق حول «بريكست» سيؤدي إلى «انهيار اقتصادي». وحذر البنك في وثيقة من (88) صفحة، من أن عدم التوصل لاتفاق حول بريكست سيؤدي إلى أزمة مالية في بريطانيا، وسيتسبب في خسارة الجنيه الإسترليني (25%) من قيمته.
 
وأشارت الوثيقة إلى أن مثل هذا السيناريو يمكن أن يعني تراجعا بنسبة (8%) في إجمالي الناتج المحلي بالربع الأول من (2019)، وفق ما نقلت فرانس برس. وبيّن البنك أن تحقق هذه التوقعات سيجعل بريطانيا تشهد "هجرة عكسية"، متمثلة في مغادرة جماعية لسكان البلاد، والتي قد تصل لهجرة (100) ألف شخص.
 
كانت الدول الأوروبية، قال في البيان الختامى لقمة بروكسل: «المجلس الأوروبى يوافق على اتفاق انسحاب المملكة المتحدة وايرلندا الشمالية من الاتحاد الأوروبى ومن الهيئة الأوروبية للطاقة النووية»، مؤكدة العمل على إرساء «أقرب علاقة ممكنة» مع لندن بعد بريكست.
 
رئيس الوزراء الأسبانى بيدرو سانشيز
 
وقال رئيس المجلس الأوروبى دونالد توسك: «أقر الاتحاد الأوروبى اتفاقية الانسحاب، والإعلان السياسى بشأن العلاقات بين الاتحاد الأوروبى والمملكة المتحدة فى المستقبل».
 
من جهته، أعلن ميشال بارنييه، كبير المفاوضين الأوروبيين فى ملف بريكست، الأحد، أن الاتحاد الأوروبى سيبقى «شريكا وصديقا» للمملكة المتحدة بعد بريكست، وذلك لدى وصوله إلى بروكسل للمشاركة فى القمة الأوروبية التى يفترض أن تصادق على اتفاق ينظم خروج بريطانيا من التكتل.
 
وأكد بارنييه أنه وخلال المفاوضات «الشديدة الصعوبة والتعقيد»، عمل «مع المملكة المتحدة، ولم يعمل إطلاقاً ضدها»، داعيا: «الجميع إلى الاضلاع بمسئولياتهم»، فى وقت لا يزال إقرار البرلمان البريطانى للاتفاق المنظم لبريكست غير محسوم.
 
 
الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون
 
وبالتزامن، وجهت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماى، مناشدة مباشرة إلى البريطانيين لدعم اتفاقها للخروج من الاتحاد الأوروبى، حتى وإن كان دعم حزبها للاتفاق لا يزال غير واضح، مؤكدة أنها ستبذل كل ما فى وسعها لإقرار اتفاقها فى البرلمان البريطانى.
 
وكان عقد قادة الدول الأوروبية في بروكسل (الأحد)، قمة مخصصة للمصادقة على اتفاق تاريخى حول انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبى بعد مفاوضات استمرت بين الجانبين على مدار 17 شهرا، تسببت فى أكثر من زلزال سياسى فى لندن، شهد استقالة عدد من الوزراء لرفضهم خطة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى، حيث يرون أنها قدمت تنازلات كبيرة للجانب الأوروبى. 
 
وكان رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، وصف خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبى بـ"المأساة". وأضاف يونكر "إنه يوم حزين. خروج بريطانيا، أو أى دولة أخرى، من الاتحاد الأوروبى لا يدعو للابتهاج ولا للاحتفال، إنها لحظة حزينة إنها مأساة".
 
 
الرئيس الفرنسى فى حوار مع زعماء أوروبا
 
ورغم أن قمة اليوم حسمت نقاط الخلاف بين الجانبين لتمهيد الطريق للانسحاب فى 29 مارس 2019، إلا أن اتفاق المغادرة غير المسبوق من المفترض أن يتم التصويت عليه لتمريره من قبل البرلمان الأوروبى والبرلمان البريطانى، وهو الأمر الذى سيشكل أكبر معركة لماى نظرا للانقسام الشديد بين صفوف حزبها وكثرة الحديث مؤخرا فى الأوساط البريطانية عن إمكانية وقف البريكست ككل. 
 
وشهدت الأيام الماضية خلافات حول اتفاق الخروج، ولكن هذه المرة ليست بين البريطانيين أنفسهم، وإنما بين لندن ومدريد حول السيادة على جبل طارق، حيث هددت إسبانيا برفض الاتفاق إذا لم تحصل على ضمانات بشأن هذه القضية، وهو ما أجبرت تيريزا ماى على فعله. 
 
وقالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية إن تيريزا ماى أجبرت على إبرام صفقة على جبل طارق لتفادى الخلاف الدبلوماسى قبل قمة اليوم التاريخية. 
 
 
ولكن هذا عزز الانقسام داخل الأروقة السياسية البريطانية، حيث تجددت الاتهامات لرئيسة الوزراء بأنها تتنازل على حساب مصلحة الشعب البريطانى، وانتقدت لاستسلامها لمطالب إسبانيا بشأن مستقبل الأراضى البريطانية فيما وراء البحار بعد أن هددت مدريد باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد تقدم صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى التى وافق عليها الاتحاد الأوروبى اليوم.
 
وزعم رئيس الوزراء الإسبانى، بيدرو سانشيز- بحسب صحيفة «الإندبندنت» أن المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبى قد اعترفا بضرورة الحصول على ضمانات بشأن وضع جبل طارق فى المفاوضات المستقبلية، وبالتالى فأن أى صفقات مستقبلية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبى لن يتم تطبيقها تلقائيا.
 
 
 
وكانت تيريزا ماى قالت إنه: «اتفاق من أجل مستقبل أفضل يسمح لنا بانتهاز الفرص التى تنتظرنا». وكذلك أكدت صحيفة «الجارديان»، أن أكبر معركة تواجهها تيريزا ماى، رئيسة وزراء بريطانيا أثناء وجودها فى بروكسل هى نوابها من أعضاء حزب المحافظين الذين سيعرض عليهم خلال أقل من أسبوعين صفقة الخروج للتصويت عليها فى البرلمان.
 
أليكسيس تسيبراس لدى وصوله إلى مقر انعقاد القمة
 

جان كلود يونكر يستقبل أحد القادة الأوروبيين
 

جان كلود يونكر يستقبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل
 
 

رئيس وزراء بولندا
 

يونكر
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق