الأمير المجدد محمد بن سلمان.. في سنوات برز نجمه وتجدد شباب المملكة

السعودية الآن ليست كما كانت قبل سنوات، فشهدت طفرة سياسية وتحديثية في الحياة الاجتماعية، ازدادت بصعود نجم ولى العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء ووزارة الدفاع، فهو صاحب موجة تجديد شباب المملكة.

ما يفعله الأمير من تجديد لوحظ فى جولاته الخارجية وتحدث عنه مرارا فى وسائل الإعلام العالمية، بداية من اتخاذ خطوات جادة لمحاربة الإرهاب، كان آبرزها، مقاطعة قطر، والتي تآمرت لزعزعة أمن الدول العربية لسنوات، بما فيها السعودية من خلال التحالف مع إيران والحوثيين فى اليمن.

ومع استمرار الدعم القطري للإرهاب عمل الأمير محمد بن سلمان على التعاون مع الدول العربية لاتخاذ موقف حازم، تكلل فى 2017 بإعلان الرباعي العربي قرار مقاطعة قطر، وحظر مرور طائرتها فى المجال الجوى السعودي والإماراتي وحظر التعاملات المصرفية، وطرد السفراء القطريين حتى تعود الدوحة عن خيانتها للدول العربية، كذلك طردها من التحالف العربي.

وبفضل ولى العهد السعودي، بدأت المملكة خطوتها فى سياسة خارجية أكثر فعالية، ولضمان نجاح هذه السياسة الجديدة فى مواجهة الإرهاب جاءت الخطوة الثانية وهى نشر الإسلام المعتدل للقضاء على التطرف.

مكافحة الفكر المتطرف، بالنسبة لولى العهد السعودي لم تكن مجرد عمليات أمنية للقبض على متطرفين بل إعادة للإسلام المعتدل السمح بالانفتاح السعودي على العالم، وهو ما برز بوضوح فى حديث الأمير محمد بن سلمان مع شبكة CBS، الذي قال صراحة إن التطرف لم يتسبب فى أضرار للعالم الغربي ولا خسائر فى الأرواح البشرية فقط بل كان يهدف أيضا لزعزعة العلاقات السعودية الأمريكية، عندما قام بن لادن بتجنيد 15 سعوديا لتنفيذ هجمات 11 سبتمبر، إذا التطرف هنا كان التطرف يهدد السعودية وأمنها الوطني بشكل مباشر.

ولذا تدخل ولى العهد ضده بعبارته الصريحة «قبل 1979، كنا نعيش حياة رائعة وطبيعية مثل بقية دول الخليج، النساء تقود السيارات، ويوجد دور سينما، مضيفًا قوانين الشريعة واضحة، فليس هناك نصّ يوجب المرأة لبس العباءة السوداء وأنه لا يوجد فرق بين المرأة والرجل.

وأوضح هناك العديد من الأفكار التى تتناقض مع طريقة الحياة فى زمن الرسول والخلفاء، وهذا هو المعيار والنموذج الحقيقي الذي يجب أن نتبعه، فالقوانين واضحة جداً فى الشريعة الإسلامية؛ مثلاً يجب على المرأة أن ترتدى ملابس لائقة ومحترمة، مثل الرجال، ولم تحدد بشكل خاص العباءة السوداء، أو النقاب».

الحوار على شبكة CBS كان قبيل جولة الأمير محمد بن سلمان فى الولايات المتحدة التى أظهرت جانبا آخر من انفتاح المملكة على العالم، فلم تكن مجرد مقابلات سياسية واجتماعات فى غرف مغلقة مع المسئولين الأمريكيين بل كانت في «وادى السيليكون»، فى أبريل 2018 لجذب المستثمرين إلى المملكة، واستقطاب شركاء من أقطاب التكنولوجيا لاستثمارات جديدة فى المملكة تتناسب مع رؤية 2030 لتنويع الاقتصاد السعودي.

وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» فإن المباحثات بين السعودية وكبار شركات وادى السيليكون كانت بدأت قبل الزيارة من خلال مباحثات بين شركة «ألفابيت -  Alphabet» الشركة الأم لجوجل، وبين «أرامكو» السعودية، وذلك لبناء مركز تكنولوجى ضخم داخل المملكة على غرار وادى السيليكون.

من هنا جاءت الجولة للتباحث مع رؤساء ومسؤولي شركات «فيسبوك» و«أبل» للانضمام للمشروع الضخم.