هل يرضخ ماكرون؟.. نساء باريس ينشرون الفوضى على الطريقة الفرنسية

الجمعة، 30 نوفمبر 2018 06:00 ص
هل يرضخ ماكرون؟.. نساء باريس ينشرون الفوضى على الطريقة الفرنسية
مظاهرات فرنسا

نيران لا تخمد، وفوضى لا تعرف النهاية سقطت فى دوامتها باريس قبل أيام، عبر بوابة «السترات الصفراء»، تلك الحركة التى عرفت النور عبر بوابة السوشيال ميديا، وسرعان ما تصدرت المشهد عبر الدعوة إلى احتجاجات ضد القرارات الاقتصادية لحكومة فرنسا، وهى الاحتجاجات التى تحولت بدورها إلى أعمال عنف وسلب ونهب لممتلكات عامة وخاصة، ليخرج المشهد عن سيطرة الجميع.

اعضاء السترات الصفراء تشعل النيران فى الممتلكات
 
وفى الوقت الذى تجرى فيه مواجهات متقطعة بين الأمن ومثيرى الشغب فى العاصمة باريس وعدد من المدن الفرنسية من آن إلى آخر، فى محاولة لاحتواء الموقف، تزايدت تفسيرات المراقبين والمتابعين للشأن الأوروبى والفرنسى بشكل عام، وذهب البعض إلى توجيه أصابع الاتهام إلى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بالوقوف وراء تلك الاحتجاجات، رداً على الدعوة التى أطلقها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون قبل أسابيع، لإنشاء "جيش أوروبى موحد"، للحد من التعاون الأمنى والاستخباراتى بين الدول الأوروبية وواشنطن.
 
اقتحام وسرقة متجر ملابس شهير بفرنسا
 
وفيما يرى البعض الاحتجاجات نتيجة لضغوط اقتصادية يعانى منها المواطنين، وفيما يعتبرها البعض بمثابة مؤامرة برعاية أمريكية، يؤثر البعض الاقتداء بالمثل الفرنسى الشائع "فتش عن المرأة".. ليوجههوا بدورهم الاتهامات إلى زعيمة اليمين المتطرف ، والمرشحة الخاسرة فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، مارين لوبان، مؤكدين أن ما تلقته من دعم خلال حملتها الانتخابية ـ رسمى وغير رسمى ـ من قبل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، يزيد من جدية تلك الاتهامات.
 
جانب من تخخريب الممتلكات
 
وبحسب خبراء، فإن إقدام مارين لوبان منذ بداية الاحتجاجات فى أيامها الأولى على دعم "السترات الصفراء"، يعكس بما لا يدع مجالاً للشك أنها المحرك الرئيسى لتلك الحركة، وليس مجرد مؤيد أو داعم لمواقفها، خاصة أن التحركات التى تقدم عليها الحركة لا يمكن تصنيفها تحت بند التظاهرات السلمية، أو الاحتجاجات العفوية، بعدما بدأت وبشكل ملحوظ استهداف مؤسسات حكومية وهيئات تشريعية، كما هو الحال مع غلق أبواب البرلمان الفرنسى.
 
تخريب مركبة فى الشانزليزيه
 
وتثير حركة «السترات الصفراء» التى تدعمها لوبان، والتى خرجت احتجاجاً على زيادة أسعار الوقود وسياسة ماكرون الاقتصادية، فوضى كبيرة فى البلاد، حيث أقام المتظاهرون حواجز لإبطاء حركة السير قرب نقاط دفع رسوم الطرقات السريعة، وعند الساحات فى مناطق عدة. وكنتيجة لذلك، شهدت حركة السير اضطراباً على عدة طرق عامة فى عدة مناطق مختلفة فى فرنسا.
 
السترات الصفراء تعد الحجارة لرشق رجال الامن وتكسير الواجهات  الزجاجية
 
ووثقت وسائل الإعلام من مختلف بقاع العالم حركة الاحتجاجات العنيفة، صوراً للمتظاهرين وهم يشتبكون مع شرطة مكافحة الشغب الفرنسية ويضربون على أسطح السيارات، أو يوقفون السيارات التى تحمل المسنين أو الأطفال الصغار وغيرها من أعمال تخريبية، الأمر الذى قاد العديد من النقاد للإشارة إلى سيطرة المتطرفين من اليمين واليسار على حركة الاحتجاجات.

وقالت وسائل الإعلام الفرنسية ، ان هذا الشك تضاعف عند الكشف عن أن بعض القادة المحليين للحركة معادون للسامية ومعارضين للأقليات بشكل عام، بحسب ما نشره موقع "ذا لوكال" الفرنسى.

ولا يستبعد مراقبون وجود تنسيق بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ومارين لوبان، لترويض الرئيس الفرنسى الشاب إيمانويل ماكرون، وإغراق فرنسا فى سيناريوهات الفوضى الداخلية، للحد من طموحها الإقليمى والدولى الذى يتعارض مع سياسات ترامب الخارجية، مؤكدين فى الوقت نفسه أنه على الرغم من أن الحركة غير تابعة لمؤسسة حكومية أو سياسية محددة، إلا أنها حظيت بدعم أحزاب من اليمين المتطرف واليسار، ما يعكس وجود مثل هذا التنسيق.

اعضاء السترات الصفراء تشعل النيران فى الممتلكات
 
وفى تعليقها على الأزمة الحالية فى فرنسا  ، لم تلوم لوبان أى من المحتجين او المخربين، ولم تدين حوادث السرقة والنهب والتعدى على البرلمان الفرنسى، وإنما هاجمت الحكومة الفرنسية والرئيس إيمانويل ماكرون، وقالت مارين لوبان فى لقاء تلفزيونى نشر منه مقتطفات فى صحيفة 20مينيت الفرنسية، إنها تدين الاحتقار الشديد الذى تتبعه الحكومة الفرنسية ورئيسها مع المحتجين على رفع اسعار المحروقات، ووصفت رد فع الحكومة بالمغرور، بينما قالت ان تصريحات ماكرون بعدم التنازل ضد حركة الاحتجاجات بـ"مزعجة".

ووفقاً لصحيفة 20 مينيت الفرنسية، قالت لوبان ، "أرى أن الحل الوحيد الصحيح يتلخص داخل لجان النتخابات، ولا بد ان يكون هناك من يمثل الفرنسيين بالكامل ، ولا يخضع فيها من يعمل من اجل فئة واحدة"، و أضافت " حل الجمعية الوطنية (البرلمان) واجراء انتخابات جديدة هو الحل الأكثر أهمية للخروج من ازمة السترات الصفراء".

وهاجمت زعيمة اليمين المتطرف الحكومة وقالت إنها "صممت على تجاهل الفرنسيين وعدم سماع صرخاتهم ، والمضى قدما فى خطواتها نحو الضغط على الفرنسيين، والاستمرار فى خطاها برفع اسعار المحروقات".

ويشار إلى أن العاصمة الفرنسية باريس وعدد من المدن والضواحى المحيطة بها شهدت حالة من الفوضى، وانتشار أعمال السلب والنهب بعد الاحتجاجات التى نظمتها حركة "السترات الصفراء"، والتى تتهمها الحكومة أطراف حكومية بتبنى مخطط تخريبى يقوده اليمين المتطرف.

وسادت العديد من العواصم والشوارع الحيوية فى فرنسا حالة من الفوضى، بعد وقوع احتجاجات تطورت إلى أعمال عنف بين الأمن والمتظاهرين. ولم يتوقف المحتجون على الاشتباك مع الشرطة وإنما اقتحموا عدد من المتاجر الكبرى فى البلاد، واتلفوا واجهاتها، وسرقوا ما فيها من ملابس وغيرها من منتجات مختلفة.

ونقلت إذاعة "فرانس انفو" الفرنسية، عن وزير الداخلية قوله إنه تم اعتقال 43 شخصا بينهم 26 فى باريس، وذلك على خلفية أعمال العنف التى شهدتها البلاد. وأضاف أنه تم تسجيل 8 إصابات بينهم حالتان من الشرطة، موضحا أنه تم اعتقال 18 شخصا فى الشانزليزيه، بعد أعمال شغب دمرت المرافق العامة بالشارع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة