قمة الـ 20.. الأزمة الأوكرانية على طاولة لقاء بوتين وماكرون

السبت، 01 ديسمبر 2018 06:00 م
قمة الـ 20.. الأزمة الأوكرانية على طاولة لقاء بوتين وماكرون
فلاديمير بوتين الرئيس الروسى

 
ذكرت وكالة «تاس» الروسية، أن الرئيس الروسس فلاديمير بوتين، عقد اجتماعا ثنائيا الجمعة مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، على هامش قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين، حيث ركز الزعيمان على الوضع في أوكرانيا وسوريا.
 
وبحسب «تاس»، فإن الرئيس الفرنسي أعرب عن سعادته لإتاحة الفرصة له للتحدث مع نظيره الروسي حول العديد من المشاكل التي يريد مناقشتها.
 
وقال ماكرون: «الحديث تناول الوضع في سوريا وأوكرانيا، خاصة في ضوء تطورات الأيام الأخيرة»، من جانبه، تحدث الرئيس الروسي عن العلاقات الثنائية، لافتا إلى أن حجم التجارة الثنائية ارتفع في العام الماضي بنسبة 16.5%، متوقعا السير على نفس النهج التصاعدي هذا العام أيضا.
 
بعد تفكيك حلف وارسو فى يوليو 1991، وانتهاء الحرب الباردة،وانهيار الاتحاد السوفيتي، ظهرت الهيمنة الأمريكية المطلقة على النظام العالمي من خلال محاور: سياسية عبر سيطرتها على المنظمات الدولية الفاعلة، وعسكرية عبر حلف الناتو، واقتصادية بسبب قوة نظامها الاقتصادي.
 
لكن هذه الهيمنة الأمريكية تبدو مرفوضة من دول العالم خاصة الاتحاد الأوروبي، كما تبدو مستحيلة مع تغير المعطيات الدولية، في ظل الانقسام بالمعسكر الغربي، جراء الخلافات العميقة بين أمريكا وحلفائها، خاصة في أوروبا، وصعود قوى دولية، على رأسها روسيا.
 
ويبدو حلف الناتو الذى تتزعمه أمريكا هدف روسي في المرحلة الراهنة، وفي هذا المضمار بدا الرئيس بوتين، مرنا تجاه فكرة تأسيس الجيش الأوروبي الموحد، رغم ما يحمله من توجه يبدو عدائي لروسيا حتى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، صرح سلفا بأن الجيش الأوروبي الموحد خطوة ملحة لمواجهة روسيا وأمريكا.
 
وقد يفسر محللون دافع روسيا لمساندة فكرة الجيش الأوروبي الموحد بأنه رغبة منها في إثارة المزيد من الانقسام بين أوروبا والقوى الداعمة لها، وأبرزها أمريكا، التي ترفض الفكرة، خاصة بعد تصريحات ماكرون المعتبرة روسيا وأمريكا من خصوم أوروبا.
و التحالف الأمريكى الأوروبي شكل صداعا في رأس بوتين منذ سنوات طويلة، فكثيرا ما حاول الطرفين تهميش الدور الروسي وتجاهله في العديد من القضايا الدولية وبل والعمل ضد روسيا حيث دعمت أمريكا والاتحاد الأوروبي القضية الأوكرانية، ما تسبب في فرض الكثير من العقوبات ضد موسكو.
 
 ودبلوماسية تجريد الخصوم من حلفائهم أحد أهم أركان السياسة الروسية في السنوات الماضية، خاصة تجاه الولايات المتحدة، وربما نجحت في تقويض الدور الأمريكي في كثير من مناطق العالم، خاصة الشرق الأوسط، حيث نجحت موسكو في لعب دور رئيسي في تقويض العلاقات الأمريكية التركية، عبر استقطاب أنقرة، أحد أهم حلفاء واشنطن فيما يسمى بمباحثات «أستانا» المتعلقة بالأزمة السورية، الأمر الذي ساهم بصورة كبيرة في انقسام المعسكر الغربي وارتباك مواقفه في سوريا، لتصبح روسيا القوة الرئيسية المهيمنة على القضية السورية.
 
لكن إضعاف المعسكر الغربى سياسيا ليس الهدف الوحيد لروسيا، فهى تسعى إلى السيطرة العسكرية وتفكيك التحالفات القتالية ولذا تدعم فكرة  الجيش الأوروبى الموحد.
 
 ويبدو تكسير التحالف العسكرى الأمريكى الأوروبى أولوية قصوى فى الرؤية الروسية ليس فقط للحفاظ على الأمن القومى الروسى، ولكن لما يحمله استمرار التحالف من قيمة رمزية، ربما لا تصب فى صالح الواقع الدولى الجديد، والذى تمكنت روسيا من فرض نفسها فيه كقوة دولية رئيسية.
 
ويبدو أن روسيا لم تعد متخوفة من التكتلات غير الناتو وخاصة من الجيش الوربى الموحد فى ظل صعود التيارات اليمينية والقومية المعروفة بعلاقتها القوية مع روسيا، بجانب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربى فضلا عن أن اعتماد دول أوربا على الغز الروسى ساهم فى تحسن العلاقة بينها وقطاع كبير من دول أوروبا، في مقدمتها ألمانيا ما أثار قلق الولايات المتحدة التى حذرت من خطر «التبعية لروسيا».
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق