السر في الصناعات المغذية.. لماذا يؤسس حلم السيارة المصرية صناعة وطنية؟

الأحد، 02 ديسمبر 2018 08:00 م
السر في الصناعات المغذية.. لماذا يؤسس حلم السيارة المصرية صناعة وطنية؟
سيارة مصرية - ارشيفية
كتب: مدحت عادل

ظل حلم تصنيع سيارة مصرية يشغل بال المواطنين المصريين منذ ستينات القرن الماضي، ورغم توقف مشروع تصنيع السيارة المصرية منذ الثمانينات إلا أن حلم السيارة المصرية لم يفارق رغبة المصريين في تصنيع السيارة بالكامل محليا، حتى أن الفترة الماضية شهدت ظهور أكثر من تجربة فردية لتصنيع سيارة مصرية بالكامل من مواطنين لديهم نفس الحلم.

وبين حلم السيارة المصرية والتصريحات الحكومية هناك مسار كبير من الشد والجذب على مدار سنوات طويلة، ولكن في الوقت الحالي يشهد سوق السيارات في مصر تقلبات شديدة نتيجة القرارات والإجراءات المنتظر تطبيقها مع بداية العام الجديد، وأهمها تطبيق إلغاء الجمارك المفروضة على السيارات الأوروبية وفقا لاتفاقية الشراكة الأوروبية، ومع هذه الإجراءات أصبح من الضروري وضع إطار وصيغة تحافظ على فرص الاستثمار المتاحة في هذا القطاع الواعد.

تصريحات الفريق عبد المنعم التراس رئيس الهيئة العربية للتصنيع، حول تصنيع سيارة مصرية 100% قريبا أعادت الأمل مرة أخري في إمكانية عودة الصناعة المصرية للسيارات، علما بأن السوق المصرية من أكبر الأسواق الإفريقية استهلاكا، ومن الممكن أن يترتب على هذه الخطوة نقلة نوعية كبيرة على الصعيد الصناعي، بعد سنوات طويلة من التوقف والاعتماد على الاستيراد والتجميع المحلي.

تصنيع سيارة مصرية 100% لا يعتبر هدفا في حد ذاتيه، بل يجسد مجموعة من الأهداف تتخطي مجرد تصنيع سيارة، ومن أهم هذه الأهداف هو سلسلة الصناعات المغذية التي ترتبط بتصنيع السيارة المصرية، وهي كفيلة بتحقيق طفرة إنتاجية كبيرة لعدد كبير من الصناعات التي يعتمد عليها تصنيع السيارة المحلية بنسبة 100%، علما بأن 50% أو أكثر من مكونات السيارات تعتمد على صناعات مغذية.

المكسب الآخر لتصنيع السيارة المصرية بالكامل هو استغلال الطاقات الصناعية التي اكتسبتها الشركات المصرية في تصنيع بعض مكونات السيارات لصالح بعض الماركات الأخرى، خاصة أن الشركات الأجنبية تضع حدا أقصي لنسب مشاركة المنتجات المصرية في سياراتها ولا يمكن تجاوزه، وبالتالي يصبح حلم تصنيع سيارة مصرية بالكامل فرصة لإطلاق الطاقات المعطلة للشركات المصرية العاملة في هذه القطاعات، ومن بينها صناعة الهياكل والأبواب والزجاج والضفائر الكهربائية والمقاعد ومكونات أخري تصدر للخارج.

وفي المقابل، هناك بعض التحديات تواجه تصنيع السيارة المصرية بكامل مكوناتها، وهو قدرة هذه السيارة على المنافسة بين الماركات المستوردة، في ظل ارتفاع تكاليف تصنيع السيارة بالكامل، حيث يحتاج إلي خط إنتاج لتصنيع ما لا يقل عن 100 ألف سيارة سنويا من أجل خفض تكاليف الإنتاج قدر المستطاع وتحقيق ربحية من المشروع.

ويرجع تاريخ صناعة السيارات في مصر إلي عام 1957، حيث قررت القوات المسلحة في ذلك الوقت تصنيع سيارة لورى ضمن تسليح الجيش المصرى، فتم تشكيل لجنة لعرض مناقصة عالمية لاختيار شركة عالمية، وتم تصنيع أول لورى عام 1960 بصناعة محلية بنسبة 92% منها 46% داخل المصنع و46% صناعة مغذية "الإطارات والبطاريات".

أما شركة النصر فقد دخلت مجال تصنيع سيارات الركوب عام 1960 بالتعاون مع شركة إيطالية بطاقة إنتاجية 12 ألف سيارة سنويًا، وفي ذلك الوقت تم تصنيع أكثر من 200 ألف سيارة مع تطوير الموديلات 1100، 1300، 28، 28 معدل، وأصبحت الشركة تضم مصنعا كاملا للأتوبيسات بطاقة ثلاثة آلاف أتوبيس سنويا، وعنبر تصنيع وتجميع محركات الديزل واللورى والجرارات، وآخر لتصنيع الشاسيهات الخاصة باللوارى والأتوبيسات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق