برلنتي عبد الحميد التي تحملت الهزيمة.. «طاقية إخفاء» أعمالها الفنية

الأحد، 02 ديسمبر 2018 08:00 م
برلنتي عبد الحميد التي تحملت الهزيمة.. «طاقية إخفاء» أعمالها الفنية
برلنتى عبد الحميد
وجدي الكومي

لا يمكن أن نحمل إنسانة أعباء هزيمة في موقعة عسكرية لم يكن لها يد فيها، ولكن هذا حدث مع برلنتي عبد الحميد، التي ساقها القدر للزواج برجل كان في موقع المسؤولية وهو المشير عبد الحكيم عامر، فتحملت معه كل شيء، وحاسبت على كل الفواتير، على الرغم من أن أعمالها الفنية، وآثارها كبيرة، وتستحق الاحتفاء، اليوم بعد مرور ثمانية سنوات على رحيلها عام 2010، في الأول من ديسمبر.

في كتابه "الصديقان" الصادر عن دار الشروق لممدوح الليثي، يتحدث المنتج الكبير الراحل والسيناريست، عن بداية تعرف برلنتي عبد الحميد على المشير عامر، كما يحكي عن أن برلنتي تقدمت إلى معهد الفنون المسرحية، والتحقت بقسم النقد، لكن سرعان ما أقنعها أستاذها زكي طليمات بالالتحاق بقسم التمثيل بالمعهد، وبعد تخرجها بدأت العمل على المسرح، وكان أول أدوارها في مسرحية الصعلوك، وشاهدها بيير زريانللي، واختارها للعمل في أول ظهور سينمائي لها من خلال فيلم "شم النسيم" عام 1952، ثم توالت أعمالها وتألقها في السينما المصرية، لكن البداية الحقيقية لبرلنتي كانت في فيلم ريا وسكينة، عندما اختارها المخرج الكبير الراحل صلاح أبوسيف لتكون محطة انطلاق لها في السينما.

كانت برلنتي على موعد مع القدر، حينما التقت المشير عبد الحكيم عامر مصادفة في حفل بالسفارة الهندية، وهو الحفل الذي تبادلت فيه برلنتي بضعة كلمات مع عامر، وطلبت منه رقم تليفونه، وحينما عادت برلنتي في ذلك اليوم سألتها أسرتها عن سبب تأخيرها، فأخبرتهم أن يومها كان من أيام العمر المعدودة، إذ تعرفت فيه على الرجل الثاني في مصر، وهو المشير عامر شخصيا.

عملت برلنتي عبد الحميد في محطات مهمة، نقلتها نقلات نوعية كبيرة، في مشوارها الفني، إذ كان فيلم "ريا وسكينة" عام 1952، واحدا من هذه المحطات المؤثرة في مسيرتها، وهو الفيلم الذي كتبه صلاح أبوسيف، وأخرجه، ثم أختارها توفيق صالح في فيلمه "درب المهابيل" عام 1955، وكانت برلنتي موعد مع محطة كبيرة ومؤثرة في مسيرتها الفنية، هي دورها في فيلم "سر طاقية الإخفاء" الذي أخرجه نيازي مصطفى للسينما عام 1959، ولعبت فيه دور البطلة الثانية، مع توفيق الدقن، وعبد المنعم إبراهيم، وزهرة العلا.

اللافت في سيرة حياة برلنتي عبد الحميد، هو اقترابها من الكتاب الكبار، وجيرتها لهم، على غرار جيرتها لنجيب محفوظ، وسكنها في الشقة التي تعلوه بالعجوزة، وهو ما أشار إليه الكاتب الصحفي محمد شعير، في مقال بعنوان " المشير والروائي وبينهما برلنتي" الذي هو جزء من كتاب يزمع محمد شعير نشره قريبا ضمن أجزاء عمله عن سيرة نجيب محفوظ، حيث يقول شعير: وفقًا لحكاية الروائي  جمال الغيطاني في كتابه المجالس المحفوظية، كان «الحرافيش» جالسين يومًا يتذكرون لحظة زلزال 1992 في مصر، وحين سألوا نجيب محفوظ عن إحساسه أجاب: «كنت جالسًا في الصالة عندما وقع الزلزال، شعرت بقوته، ونظرت إلى السقف منتظرًا سقوطه، وسقوط برلنتي عبد الحميد في حِجري".

كتبت برلنتي عبد الحميد كتابين، دارا حول زيجتها بالمشير، وحياتها معه، كما عادت إلى الحياة الفنية، بعد رحيله، لم تنتهِ الحكاية، عادت برلنتي إلى السينما عام 1976 بفيلم العش الهادئ، كان الجميع قد تناسى ملف انتحار عبد الحكيم عامر ورُفعت عنها الحراسة.

قررت أن تكتب مذكراتها، ذهبت إلى جارها نجيب محفوظ، عرضت عليه أن يكتب المذكرات، اعتذر لها لأنه يكتب بأسلوب أدبي روائي، وهذا لا يصلح في كتابة شهادات تعتمد على حقائق، ونصحها بأن تكتب شهادتها بنفسها. هكذا حكت، لكن نجيب محفوظ كان قد قال للحرافيش، كما يذكر إبراهيم عبد العزيز في كتابه نجيب محفوظ في شبرد، - والكلام لشعير من مقاله- إنه فوجئ بجارته غاضبة بعد رفضه كتابة مذكراتها، وأرسلت إليه بواب العمارة تتهمه بكسر زجاج سيارتها، وتطلب منه مائة جنيه تعويض، فدفعها محفوظ على الفور.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة