«قمة الدمام» فرصة تاريخية لعودة قطر إلى الحضن الخليجي أم نهاية طريق العودة؟

الجمعة، 07 ديسمبر 2018 05:00 م
«قمة الدمام» فرصة تاريخية لعودة قطر إلى الحضن الخليجي أم نهاية طريق العودة؟
شيريهان المنيري

تفصلنا أيام قليلة عن فعاليات قمة مجلس التعاون الخليجي في دورتها الـ39 والتي من المقرر انعقادها في منطقة الدمام السعودية، وسط خلاف متأزم مع دويلة قطر، ذلك البلد المستمر في عناده مع أشقاءه العرب وجيرانه من منظمة دول مجلس التعاون الخليجي.

أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني تلقى دعوة من قبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لحضور القمة، ذلك الأمر الذي حاولت الدوحة الترويج له بشكل كبير وإخراجه عن سياقه كونه إجراءًا بروتوكوليًا لا أكثر ولا أقل، بحسب عدد من الخبراء السياسيين والدبلوماسيين.

وفي تصريحات صحفية لوزير خارجية البحرين، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة قال أن قطر في هذا الخلاف أحرفت جميع سفن العودة إلى المجلس، مشيرًا إلى ضرورة أن يكون هناك اتفاق ونظام جديد، ووضع الدوحة تحت المجهر، على حد تعبيره. وأوضح أن السبب في ذلك يعود إلى سياسات قطر السابقة التي عانت منها دول مجلس التعاون حيث خرقها مرارًا وتكرارًا للمواثيق والمعاهدات فيما بينهم. هذا وأعرب «آل خليفة» عن عدم الاهتمام بالتمثيل القطري في القمة وإن كان الأمير تميم سيحضر أو غيره.

من جانبه اهتم وزير دولة الإمارات العربية المتحدة، الدكتور أنور قرقاش بإبراز اهتمام الإمارات إلى جانب السعودية والبحرين وسلطنة عُمان بالحفاظ على وحدة وتماسك مجلس التعاون الخليجي، لافتًا إلى أن أزمة قطر سوف تنتهي عند توقفها عن دعم وتمويل الإرهاب والتطرف وسياسات التدخل في شؤون دول المنطقة بما يهدد أمنها واستقرارها.

المحلل السياسي الكاتب السعودي، فهد ديباجي أوضح أن حضور الأمير تميم إلى القمة يُمثل فرصة تاريخية له لرأب الصدع والعودة إلى الحضن الخليجي، على حد تعبيره، وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «الدعوة التي قدمتها السعودية لقطر وعلى الرغم من كونها بروتوكولية، إلا أنه في صالح تميم تقديم مصلحة قطر والخليج على كل شئ واستغلالها جيدًا، وإما سيكون قد ضيع هذه الفرصة التاريخية والتي ربما ستكون الأخيرة».

بينما يرى «ديباجي» كمواطن خليجي أن «الواقع والمنطق يقولان أن حضور تميم للقمة يلوثها ولا يشرفها، فبأي وجه سيقابل القادة الخليجيين بعد أفعاله المشينة وأفعال إعلامه بحق أغلب الدول الخليجية وبحق العرب جميعًا».

وأضاف المحلل السياسي السعودي أن «الواقع السياسي الحالي وصبرّ قادة الخليج وحلمهم مكنّ مجلس التعاون من استمرار عمله طوال الفترة الماضية؛ فالاجتماعات التقنية والإدارية والفنية مستمرة، فيما عانى المجلس على الجانب الاستراتيجي والسياسي من العقوق القطري، وهذا ما أعتقد أن الوزير الإماراتي أنور قرقاش أراد أن يؤكده، في حين يرى الشيخ خالد بن أحمد وزير خارجية البحرين أن حضور تميم سيجد الترحيب لأننا نرحب بالجميع بغض النظر عن نظرتنا له، وإن لم يحضر لن ينقص من القمة شئ فوجوده كعدمه، وهنا نرى بأنه لا يوجد تناقض بين القولين بل على العكس هما يكملان بعضهما البعض، ‏فمجلس التعاون سيستمر  وهذا مؤشر جيد لنجاح مجلس التعاون وتماسكه وبقاءه رغم أزمة قطر، بينما الأزمة السياسية ستنتهي حين ينتهي سببها،  وهو دعم قطر للتطرف والتدخل في قضايا استقرار المنطقة».

يذكر أن القمة الخليجية السابقة والتي عقدت فعالياتها في الكويت العام الماضي (2017) غاب عنها قادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وسلطنة عُمان، فيما لم يحضرها سوى أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني إلى جانب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

وتنعقد القمة الخليجية لهذا العام (2018) في الدمام بالمملكة العربية السعودية، يوم الأحد المقبل الموافق 9 من ديسمبر الجاري.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة