«ردا على المشككين».. نجاح المدارس اليابانية حلم تحقق على أرض الواقع بالإرادة

الأحد، 09 ديسمبر 2018 06:00 ص
«ردا على المشككين».. نجاح المدارس اليابانية حلم تحقق على أرض الواقع بالإرادة
المدارس اليابانية - أرشيفية

2016.. هو موعد بدء أولى خطوات تطبيق التجربة اليابانية في التعليم المصري بتوجيهات من القيادة السياسية، كواحدة من أهم التجارب التعليمية التي تهدف إلى بناء الشخصية المصرية، واهتمت بها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، كونها تقدم تعليما ذا جودة عالية يتفق وسياسة الوزارة لتطوير منظومة التعليم القديمة.

المدارس اليابانية (4)

 

واستطاعت الوزارة من خلال التنسيق مع عددا من الجهات الحكومية، وبدعم القيادة السياسية، أن تنشئ 35 مدرسة على الطراز الياباني من حيث التصميمات والمباني والمساحات والوسائل العلمية وعدد الطلاب والمناهج، لتناسب متطلبات الدراسة داخلها، ودخلت تلك المدارس الخدمة خلال الفترة القليلة الماضية، على أن يتم استكمال العدد الذي تسعى الوزارة إلى إنشائه منها بواقع 100 مدرسة خلال الفترة المقبلة، وتهدف تلك النوعية من التعليم إلى بناء الشخصية المصرية، وخلق إنسان «متعلم ومفكر ومبدع» قادر على المنافسة في سوق العمل محليا ودوليا.

 

المدارس اليابانية (3)

وأعلنت الوزارة أن المناهج وسبل الدراسة في تلك المدارس تسعى إلى تكريس الهوية المصرية، والحفاظ على اللغة العربية، والتي يتم الاعتماد عليها كلغة أم وأولى للتدريس بالمدارس اليابانية، ومن خلال الأنشطة الترفيهية والتعليمية تعمل تلك المدارس على القدرات العقلية والمهارات الحياتية للطلاب بهدف بناء جيل قادر على تحقيق متعة التعلم وهى الفهم والاستذكار وليس التلقين والحفظ، ومن المتوقع أن تحدث هذه التجربة نقلة نوعية فى جودة التعليم المصرى خلال الفترة المقبلة.

الدكتور طارق شوقي (1)

وتتميز المدارس اليابانية بانخفاض أعداد الطلاب فى الفصل الواحد، ويهدف نظام التعلم فيها إلى خلق روح الجماعة بين الطلاب والمدرسين من خلال تطبيق العمل الجماعى للطلاب مع تحديد دور كل طالب خلال اليوم الدراسى، وهو ما يعمل على تكاتف طلاب الفصل الدراسى الواحد للعمل فى مجموعات، كما يجعل المدرسة جاذبة لطلابها ويخلق لدى الطلاب نوع من الانتماء إلى المدرسة والبيئة المحيطة، ومن ثم إلى الوطن.
 
المدارس اليابانية (2)
 
وتعتمد تجربة الدراسة فى المدارس اليابانية، على تطبيق أنشطة «التوكاتسو» وهى مجموعة أنشطة تعليمية ضرورية لنمو الطلاب وبنائهم لعلاقات إنسانية جيدة لازمة للإرتقاء بهم؛ ففى الأنشطة الخاصة تلك يقوم الطلاب بوضع أهداف لهم، وبذل الجهود بصورة اختيارية ذاتية تطبيقية، ويقومون بالتفكير من تلقاء أنفسهم وتبادل الحوار والمناقشة والبحث عن حل للمشكلات وتوافق الآراء، وهى أنشطة لا يتم إدراجها فى إطار المواد الدراسية، ولا تتمثل أهداف الأنشطة الخاصة فى تغيير سلوكيات الطلاب داخل المدرسة فحسب، بل تمتد إلى المنزل والمجتمع خارج نظاق المدرسة.
 
الدكتور طارق شوقي (2)
 
وتتنوع تلك الأنشطة إلى عدة أقسام أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم، وهي :

- أنشطة الفصل
وهى الأنشطة المتعلقة بمشاركة التلاميذ فى تكوين الحياة داخل الفصل والمدرسة وأنشطة التفاعل مع الحياة اليومية والدراسة والتنمية الذاتية، وأنشطة الصحة والسلامة، وأنشطة تناوب الأنشطة اليومية للفصل.
 
المدارس اليابانية (1)

- أنشطة مجلس التلاميذ
وهى الأنشطة المتعلقة بتأسيس مجالس التلاميذ وإدارة وتخطيط أنشطة مجلس التلاميذ والتبادل الثقافى القائمة بها جماعات مختلفة الفئة العمرية داخل المدرسة، والمناسبات المدرسية، وتعمل على تنمية الشعور بالإنتماء والتكافل تجاه الآخرين بالإضافة لشعور العمل للمصلحة العامة من خلال أنشطة تطبيقية يقوم بها التلاميذ وهى أنشطة يتم القيام بها على مستوى المرحلة الدراسية أو المدرسة.
 
وبعد البدء في تنفيذ التجربة على أرض الواقع مطلع العام الجاري، أكد بعض أولياء أمور المدارس اليابانية، إن بداية التجربة تؤكد نجاحها لأن الاهتمام الأول فيها بالشخصية والسلوكيات وتنمية مهارات الطلاب، والطالب يدرس المنهج الحكومى العربى ولكن بطريقة مختلفة كما أن المدارس يوجد فيها معامل لغات، كما أنه من المتوقع أن يدرس الطلاب كتاب كونكت بلس من الفصل الدراسى الثانى، موضحين أنه بالنسبة للإدارة فإن بعض المدارس بل أغلبها تتميز بمديرينومسئولين على مستوى عالى من التميز والجودة والرقى فى التعامل.
 
الدكتور طارق شوقي (3)
 
وأضاف أولياء الأمور، الدراسة لا تمثل أى ضغط على الطلاب على خلاف ما هو موجود فى المنظومة التعليمية القديمة، إضافة إلى الاهتمام بالأنشطة وعدد الطلاب فى القاعة قليل ومناسب جدا ولا يوجد تميز بين الأطفال وبعضها فالمعاملة واحدة بين جميع الطلاب، كما أن هناك متابعة دقيقة من المديرين للأطفال بالاسم ولا يوجد، موضحين أن ما يميز التعليم فى المدارس اليابانية هو تنمية شخصة الطفل وتساعد على تغييره للأفضل.
 
وتابع أولياء الأمور: «أهم ما يميز الطفل فى المدارس اليابانية أنه لا يقبل الإهانة ولا التهميش ولا الاحتقار بل يعتمد على نفسه ويتخذ قراراته، قائلين: حل أكبر مشاكل مصر تتلخص فى إصلاح منظومة التعليم وإن أردتم أن ينصلح حال المجتمع فيجب تعميم التجربة اليابانية على المدارس الحكومية، مؤكدين أن هناك تحسن مستمر فى الخدمات المقدمة فى المدارس اليابانية للطلاب يوم تلو الأخر وسوف تصبح التجربة رائدة فى مجال التعليم».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق