«ترامب البرازيل» يفور بانتخابات الرئاسة.. اليمين المتطرف يزحف إلى أمريكا اللاتينية

الإثنين، 10 ديسمبر 2018 04:00 م
«ترامب البرازيل» يفور بانتخابات الرئاسة.. اليمين المتطرف يزحف إلى أمريكا اللاتينية
جايير بولسونارو

في تغيير واضح لما تشهده أمريكا اللاتينية على مستوى الحكم والسياسة، فاز جايبر بولسونارو مرشح اليمين المتطرف برئاسة البرازيل بعد حصوله في الدورة الثانية من الانتخابات على 55.7% من الأصوات مقابل 43.3% لمرشح اليسار فيرناندو حداد، الأمر الذي يشير إلى انتشار أحزاب اليمين المتطرف في أمريكا اللاتينية بشكل سريع داخل مجتمعات دول القارب كما هو الحال في العديد من الدول الأوروبية.

ويتولى بولسونارو مهامه الرئاسية مطلع العام المقبل، بحسب ما أكدته صحيفة «السول دي مكسيكو» المكسيكية، وينتظر أن يقدم الكثير في بلد يعاني الكثير من المشكلات والأزمات بسبب تفشى الجريمة والفساد، ولكن يرى مراقبون أن صعود اليمين المفاجئ على قمة حكم البرازيل جاء بسبب الرفض الشعبى لحزب العمال اليسارى الذى حكم البرازيل 13 عاما من 15 عاما الأخيرة وأطيح به قبل عامين وسط أسوأ ركود وأكبر فضيحة فساد ورشوة تشهدها البلاد.

لكن من ناحية يعتبر كثيرون أن فوز بولسونارو بالرئاسة البرازيلية ضربة للديمقراطية، حيث يخشى البرازيليين من أن يدافع الرئيس الجديد عن قمع الحريات، ويعمل على سحق حقوق الإنسان والحربات المدنية، لاسيما وأنه أبدى في أكثر من مناسبة إعجابه بالحكم الديكتاتوري الذي حكم البرازيل بين عام 1964 و1985.

ووفقا لصحيفة "الناثيونال" الأرجنتينية فإنفوز بولسونارو سيؤدى إلى تحول سياسى جذرى فى البرازيل، لاسيما وأن الشعب البرازيلى عاش أسوأ كساد اقتصادى سجلته البلاد، بعدما كان شاهدًا عزل الرئيسة ديلما روسيف، وفضائح فساد غير مسبوقة طالت رموز اقتصادية وسياسية فى البلاد.

وزاد فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، من حظوظ بولسونارو للفوز بالرئاسة البرازيلية، حيث يشبه الرئيس البرازيلي كثيرًا ترامب في القرارات السياسية المثيرة للجدل، وكان الكثير يطلق عليه «ترامب البرازيل».

ويثير بولسونارو الجدل بسبب قراراته الغريبة فيما يخص الخارج، فدائمًا البرازيل ما تدعم القضية الفلسطينيبة إلا أنه خالف ذلك حيث حيث طالب بإغلاق مقر السفارة الفلسطينية لدى بلاده، مؤكدًا على نيته نقل سفارة بلده فى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس "قريبا"، على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وكتب بولسونارو على "تويتر": "كما سبق أن أعلنا خلال الحملة الانتخابية، نعتزم نقل سفارة البرازيل من تل أبيب إلى القدس"، مضيفا أن "إسرائيل دولة تتمتع بالسيادة وعلينا أن نحترم ذلك تماما".

ورغم اعتراف البرازيل بفلسطين كـ"دولة مستقلة ذات سيادة" منذ 2010، إلا أن "بولسونارو" لم يترك مناسبة دون التشديد على قوة العلاقات الثنائية مع إسرائيل، مؤكدًا أن قرار الرئيس السابق، ديلما روسيف، بإنشاء مقر السفارة الفلسطينية فى العاصمة الفيدرالية برازيليا فى 2016، كان نتيجة عدة مفاوضات دارها الرئيس ديلما مع ما أسماهم بـ"الإرهابيين".

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق