خالية من الدين.. دراسة بحثية تكشف: 15 ألف دعاية عبر الإنترنت من إنتاج «داعش»

السبت، 15 ديسمبر 2018 08:00 م
خالية من الدين.. دراسة بحثية تكشف: 15 ألف دعاية عبر الإنترنت من إنتاج «داعش»
أحمد كامل البحيرى

 خالية من الدين.. دراسة بحثية تكشف: 15 ألف دعاية عبر الإنترنت من إنتاج «داعش»

رغم تعدد آليات التجنيد عند الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة، فإن عقيدتهم واحدة قائمة على القتل وسفك الدماء وغسل أدمغة الشباب لإسقاطهم فى براثن طغيانهم بشتى الطرق، فكثرت رسائلهم لتحقيق أغراضهم لاستقطاب الشباب من جميع الفئات والأعمار، وتجنيدهم باعتبارهم نواة لعمليات القتل فى مناطق الصراع للجماعات الإرهابية المسلحة أينما وجدوا.

ووضعت الجماعات الإرهابية بأيديها، أصفار وآيات مقدسة، لتحقق من خلالها خطط آلياتها فى التجنيد عبر مراحل معروفة منها، التصويب اتجاه الهدف، وجمع التحريات، والتأكد من أن يتوافر بالشخص المراد استقطابه مواصفات محددة بكتاب التجنيد المقدس من قبل التنظيم. 
 
ويرى الباحث أحمد كامل البحيرى، متخصص فى شئون الإرهاب والتطرف بمركز الأهرام، إن تنظيمى الإرهاب «القاعدة وداعش» يستهدفان برسائلهما «العامة» باعتبارهما غير متدينين فى نظرهما، ولم تركز خطاباتهما فى الرد على من يمتلك علم بالدين. 
 
واستدل البحيرى باحصائية، تشير إلى أن تنظيم «داعش» فى عام 2014، 2015 أنتج 15 ألف دعاية عبر الإنترنت لم يتمثل «الدين» منها سوى 2 % فقط من مضمون رسائله، موضحًا أن الجيل الثانى من التنظيمات يعانى من التهميش والبطالة والاحباط وهو الأقل معرفة بالدين والعقيدة، مؤكدا أن عملية التجنيد، تظل لحظة تحول يقرر فيها المستهدف الاستجابة والانضمام بشكل تفاعلى، وليس فقط بالتعاطف، وأن آليات التجنيد متعددة، فمنها التقليدية والجديدة. 
 
ورصد البحيرى، آليات التجنيد التقليدية، ومنها السجون؛ حيث تعتبر السجون من أهم وسائل التجنيد بالنسبة للتنظيمات المسلحة الإرهابية؛ فتوجه رسائلهم لأصحاب الجرائم من مخدرات وسرقة، وأن قابلية هؤلاء تعود لاعتقادهم أن الانضمام مع من يتحدث بالدين تكفير عن ذنوبهم؛ فينفذون هجمات إرهابية، تظهر الولاء لتلك الجماعات الإرهابية المنحرفة عن صحيح الإسلام. 
 
وكشف تقرير «الجهاد الأوروبى» الصادرعن «GLOBSEC» فى عام ٢٠١٨، أن ثلث عدد المتطرفين الأوروبيين كانوا من الخارجين عن القانون، والمتهمين بارتكاب جرائم، تتراوح بين القتل والمخدرات وغيرها، مشيرا إلى أن السجون الأسبانية ضمت حوالى 7 آلاف سجين مسلم من مرتكبى مختلف الجرائم، بينهم حوالى 250 من المتورطين بارتكاب جرائم إرهابية حتى بداية عام 2017، وكذلك 226 سجينًا لهم علاقة بالجماعات الإرهابية، موضحًا أن نسبة 80 % من السجناء وضعوا تحت المراقبة لخوف السلطات من انضمامهم لتلك الجماعات. 
 
وفيما يتعلق بالتجنيد الأسرى، أوضح البحيرى أن التجنيد من خلال أفراد الأسرة من أخوة وأبناء العمومة للتنظيم الإرهابى، يُعد من أقدم آليات التجنيد عند الجماعات الإرهابية لسهولة التأثير والثقة المتبادلة بين أطراف الاستقطاب، مستدلًا بجماعة الإخوان الإرهابية المصنفة دوليًا على قوائم الإرهاب، وكذلك عند تنظيم ولاية سيناء، وتنظيم ولاية الصعيد، وكذا التجنيد عبر المساجد، يمثل أهم نماذج آليات التجنيد، وضرب مثالًا بـ «هشام عشماوى» خلال السنوات الأخيرة، والتجنيد من خلال الشراكة الاقتصادية بين عنصر متطرف وعناصر أخرى، كما ظهر فى قضية «سلسبيل»، وهناك العديد من المنشآت الاقتصادية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية.
 
وأضاف أن من بين الآليات التقليدية للتجنيد، ما ظهر خلال منظمات الإغاثة الإنسانية، واستقطاب أعضاء الجماعات الإرهابية، وقيادات التيارات السلفية فى التواصل مع الناشطين والمتطوعين فى جهود الإغاثة الإنسانية، كما حدث فى لبنان وتركيا والأردن؛ لدعوتهم لزيارة سوريا ومساعدة اللاجئين، وذلك عبر اقناعهم بالانضمام لصفوف المتطوعين، والعمل على تلقينهم المعتقدات التكفيرية، وتدريبهم على المهارات القتالية، وتصنيع المتفجرات، وإعدادهم لتنفيذ تفجيرات انتحارية. 
 
وأوضح البحيرى، أن الآليات الجديدة فى التجنيد، جرت عبر السوشيال ميديا كـ «تليجرام»، بوصفه أهم وسائل التجنيد خلال السنوات الخمس الأخيرة، ورغم التضيق الأمنى من قبل الشركات الكبرى لوسائل التواصل الاجتماعى، خاصة على الخطابات المتطرفة ومنصات الجماعات الإرهابية، فإنها لجأت إلى موقع «تليجرام» باعتباره أهم مواقع الاستقطاب لتنظمى داعش والقاعدة. 
 
كما جاء التجنيد عبر ألعاب الفيديو؛ حيث بدأ تنظيم داعش الإرهابى بالألعاب الإلكترونية فى شهر سبتمبر 2014 ؛ فأخرج لعبة «صليل الصوارم»، موضحًا أنه رصد عدة مشاهد سجلت من  «Arma3 Grand Theft Auto»، وتفعل دمجها بلعبة واحدة، لتظهر كلعبة جديدة مستقلة عن التنظيم الإرهابى، لافتا إلى التجنيد عبر الفيديوهات واليوتيوب؛ بوصفها الوسيلة كبطاقة عرض لمجموعة إرهابية من خلال أشرطة الفيديو المصورة باحترافية، ليحرك مشاعر العدوانية والدموية عند العامة، وتحفيزهم للانضمام لصفوفهم.
 
وأشار البحيرى إلى «التسفير» بوصفه آلية تجنيد يتم من خلال «سماسرة»، تقوم بتسفير الشباب، موضحًا أن التسفير يجرى تحت حجة العمل والهجرة، كما حدث فى إعلان الدولة المصرية القبض على خلية تعمل فى مجال تسفير الشباب لليبيا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق