رغم أضراره البيئية.. هل يستمر الطلب على الفحم في الارتفاع؟ حقائق وأرقام

الأربعاء، 19 ديسمبر 2018 09:00 ص
رغم أضراره البيئية.. هل يستمر الطلب على الفحم في الارتفاع؟ حقائق وأرقام
فحم "ارشيفية"
مروة الغول

قد يبدو استخدام الفحم حاليا أمرا غريبا في عالم بدأت اهتماماته تنصب على استخدام مصادر الطاقة المتجددة الواعدة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية  إلا أن الفحم مازال يتمتع بمزايا لا يمكن إنكارها من حيث توافره علي نطاق واسع  في كثير من دول العالم  باحتياطيات جيدة  بالإضافة إلي سهولة شحنة وحرقة ، غير أن أكثر عامل جذب لاستخدامه هو تدنى تكلفة إنتاجه فطبقا لكثير من التقديرات فإن حرق الفحم  مازال يتكلف نحو ثلث تكلفة استخدام الطاقة المتجددة مثل الرياح أو الطاقة الشمسية، ليظل بذلك الفحم هو ارخص مصدر للوقود في الوقت الحاضر، إضافة إلى أنه لا يتعرض لتقلبات الجو والأيام التي تغيب فيها الرياح أو أشعة الشمس.

مساهمة فعالة

وهذا ما جعل الفحم من أهم المصادر الطبيعية للطاقة خلال القرن الماضي ، ومازال يستخدم حتى يومنا هذا  حيث يساهم حاليا بحوالي 28% من الاستهلاك العالمي للطاقة  إلا أن استخدامه يؤدى إلي عدة مشاكل  تؤثر علي البيئة والإنسان كونه مصدر رئيسي لتلوث الهواء ، حيث أن احتراقه يؤدى إلي تجمع  غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو ، مما يؤدى إلي رفع درجات الحرارة أو ما يعرف حاليا بظاهرة " الاحتباس الحراري" ، وهي من أهم المشاكل  الرئيسية في الوقت الحاضر.


تلوث البيئة

هذا بالإضافة إلى أن التعدين السطحي للفحم يتسبب في تلوث البيئة المحيطة بالمنجم من ماء وهواء علاوة علي الغازات الضارة المتصاعدة أثناء عملية الاستخراج ، كما أنه يخلف ورائه أراضى غير قابلة للزراعة نتيجة تشوهها وتلوثها وبالرغم من ذلك يبقي الفحم واحد من أهم مصادر الطاقة المستخدمة  في الماضي وفى الوقت الحالي نظرا لأهمية استخدامه في الصناعات  المعدنية المختلفة ومحطات  توليد الكهرباء كمصدر رئيس للطاقة الحرارية بالإضافة إلي بعض الاستخدامات منها توليد الكهرباء حيث يستخدم في محطات توليد الطاقة الكهربائية حيث يتم حرقة لتوليد البخار الذي يقوم بتشغيل  وتدوير التوربينات المسئولة عن توليد الكهرباء ويلبي الفحم حاليا طلب الحمل الأساسي لمستهلكي الكهرباء دون انقطاع ، وهذا في مقدور الطاقة النووية أيضا ، إلا أن مجال استخدام الطاقة النووية مازال متأثرا بكوارث انفجار المحطات النووية  وكان أخرها الكارثة التي حلت بمحطة كهرباء "فوكوشيما دايتشي " اليابانية في شهر مارس عام 2011 ، كما أن هناك دول متقدمة  صناعيا مثل ألمانيا تحرص على الابتعاد تمام عن استخدام المفاعلات النووية .

وهناك دول كثيرة تعتمد بشكل أساسي علي الفحم في توليد الطاقة الكهربائية من أهمها الصين حوالي 67% من إنتاجها للكهرباء معتمدا علي استخدام الفحم  وكذلك الهند  تعتمد علي الفحم  في توليد 50%من الكهرباء التي تحتاجها ، تليهما الولايات المتحدة الأمريكية ثاني دولة في العالم إنتاجا واستهلاكا للفحم حيث تنتج نحو 42 % من طاقتها الكهربائية من الفحم ، وأيضا في أوروبا حيث تأتي بولندا علي راس  قائمة  الدول الأوروبية  المنتجة والمستهلكة للفحم حيث يشكل الفحم  حوالي 95% من إنتاجها من الطاقة الكهربائية، كما يستخدم الفحم أيضا في صناعة الحديد والصلب وصناعات أخري صناعة سبيكة الفيرومنجنيز من خامات المنجنيز وصناعة الأسمدة والمخصبات الزراعية بالإضافة إلي الكيماويات الأساسية كما تستخدم نواتج عملية تحويل الفحم إلى الميثانول والأثلين في صناعات كثيرة مهمة منها البلاستيك والمطاط والقطران والألياف الصناعية والعطور وصناعة الأودية ومستحضرات التجميل والمبيدات الحشرية والأصباغ والدهانات.

الاحتياطى والإنتاج

تقدر إحتياطيات العالم من الفحم الموجود داخل باطن الأرض بمئات البلايين من الأطنان  وهو يكفى العالم لأكثر من 250 سنة قادمة في حال استمرار معدل الاستهلاك بنفس المستوى  الموجود عليه حاليا ويوجد حوالي 90% من المخزون العالمي للفحم في كلا من الولايات المتحدة الأمريكية  وروسيا والصين ونصف الكمية المتبقية توجد في دول أوروبا وأهمها بريطانيا وبولندا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا ،ويتواجد الفحم أيضا في بعض الدول  العربية مثل مصر والجزائر والمغرب وتقدر الاحتياطيات الموجودة في هذه الدول بحوالي 500 مليون طن وهو قم قليل نسبيا مقارنة بالاحتياطي العالمي .

الإنتاج العالمي

 وبلغ إجمالي الإنتاج العالمي من  الفحم في نهاية عام 3013 8.025  مليار طن،وقد احتلت الصين مقدمة دول العالم المنتجة للفحم حيث بلغ إنتاجها خلال نفس العام  حوالي 3.610 مليون طن  تليها في المرتبة  الثانية الولايات المتحدة الأمريكية حيث بلغ إنتاجها  خلال  نفس العام حوالي 947.4 مليون طن .

تاريخ الفحم في مصر

بدأ البحث عن الفحم في مصر فى عام 1844 بحفر بئر الرديسية قرب إدفو حيث وجدت بعض رقائق فحمية بتيومينية ليست ذات قيمة اقتصادية، وخلال الفترة بين "1903 _1906 "  قامت عدة شركات بأعمال الحفر في أماكن مختلفة  من مصر  العليا وشبة جزيرة سيناء ولم تسفر هذه الأبحاث عن وجود طبقات حقيقة  من الفحم تصلح للاستغلال ،وبعد الحرب العالمية الثانية تضمنت تقارير الحفر عن البترول في شبة جزيرة سيناء في منطقة عيون موسي ، والصحراء الغربية في منطقة وادي النطرون بيانات تدل على وجود مواد كربونية ، ضمن طبقات الصخور الموجودة تحت سطح في الآبار التي تم حفرها عند أعماق 440 متر في منطقة عيون موسي  و300 متر في وادي النطرون .

أبحاث سابقة

وعندما أنشئت وزارة الصناعة 1956  تم تشكيل لجنة للفحم وعلى أثر ذلك كان هناك اهتمام كبير لدراسة نتائج الأبحاث السابقة لمعرفة توزيع المواد الكربونية بطبقات الصخور في مختلف المواقع والآبار ودراسة الصخور الحاملة للفحم للتعرف علي الظروف الجيولوجية التي تكونت تحتها ،وقد بدأت  هذه الأبحاث بدراسة عينات الحفر من آبار منطقة عيون موسي والتى قامت بحفرها  شركة الزيوت وطبقا لنتائج هذه الدراسة بدأ مشروع الفحم أبحاثة  منذ عام 1957 وقامت بتنفيذه مصلحة الأبحاث الجيولوجية في ذلك الوقت حتى شهر يوليو عام 1962 وتركزت أعمال البحث لمشروع الفحم في تلك الفترة في ثلاث مناطق بشبة جزيرة سيناء " عيون موسي ، جبل المغارة ، بدعه وثورة ".

أول منجم في مصر

وفى خلال الفترة من عام 1964 _ 1967  أقيم أول منجم لاستغلال الفحم في مصر في منطقة جبل المغارة ، حيث بدأت تجارب التشغيل وإعداد وتجهيز واجهات التشغيل  استعدادا للإنتاج، وبعد ثبوت وجود الفحم في منطقة جبل المغارة على هيئة طبقات يتراوح سمكها في المتوسط ما بين "60_120"، عند أعماق تصل لأكثر من 550 متر وبعد أن أثبتت التحاليل الكيميائية لفحم المغارة أنه يمكن استخدامه في تشغيل محطات توليد الكهرباء  وإنتاج بعض الغازات والمركبات الكيميائية الأساسية.

الطلب على الفحم سيرتفع حتى عام 2023

واليوم قالت وكالة الطاقة الدولية، إن الطلب على الفحم سيرتفع حتى عام 2023 إذ يعوض النمو في الهند ودول آسيوية أخرى التراجع في أوروبا والولايات المتحدة ،أنه من المتوقع أن يرتفع استهلاك الفحم كوقود 0.2 % سنويا من 5355 مليون طن من مكافئ الفحم في 2018 إلى 5418 مليونا في عام 2023.

الاتجاهات في السوق تقاوم التغيير

ويأتي التقرير بعد أيام من اتفاق نحو 200 دولة على قواعد تنفيذ اتفاق المناخ التاريخي، الذي يهدف إلى تقليص انبعاثات الوقود الأحفوري للحفاظ على معدل ارتفاع درجة حرارة الأرض هذا القرن عند أقل من درجتين مئويتين وبالرغم من أن الاهتمام الإعلامي الكبير بالتخارج من استثمارات الفحم والنأي عنه، اتضح أن الاتجاهات في السوق تقاوم التغيير"،ويظل الفحم ثاني أكبر مصدر أساسي للطاقة في العالم بعد النفط وأكبر مصدر لتوليد الكهرباء.

وذكرت وكالة الطاقة الدولية، أن تحقيق العالم لأهداف المناخ يتطلب العمل أكثر علي تطوير تكنولوجيا جمع وتخزين واستغلال الكربون التي تعمل على استخلاص الغاز وإما تخزين ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض أو استخدامه في صناعات أخرى.

1 (1)
 
1 (2)
 
1 (3)
 

 

1 (4)
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق