لو رافض تنظيم النسل متسألش مصر ليه مش زي فرنسا.. معتز عبدالفتاح يفسر الأسباب (فيديو)

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2018 07:00 م
لو رافض تنظيم النسل متسألش مصر ليه مش زي فرنسا.. معتز عبدالفتاح يفسر الأسباب (فيديو)
د. معتز عبدالفتاح
شيريهان المنيري

إذا أردت أن تقارن فقارن بما يشبهك فهذا ليس عدلًا.. البعض يحاول مؤخرًا عبر مواقع التواصل الإجتماعي إجراء المقارنات بين فرنسا ومصر، في ظل ما تشهده باريس من تظارهات واحتجاجات لحركة السترات الصفراء بسبب قرارات إلغاء الدعم وارتفاع الأسعار الوقود، والتي إتخذتها الحكومة الفرنسية مؤخرًا لأهداف تنموية.

ان هذا النوع من المقارنة يأتي مثابة «الفخ» لأنها مقارنة سطحية لا تتطرق إلى دوخل وبواطن الأمور؛ بل أصبحت كالشائعات التي تنتشر مثل النار في الهشيم دون أي سند أو معلومات وبيانات واقعية يُمكن على أساسها عقد المقارنات البناءة.

أستاذ العلوم السياسية والإعلامي، الدكتور معتز عبدالفتاح كشف من خلال عرض دراسة له عبر برنامج «الحكاية»، المذاع عبر فضائية «mbc مصر»، مساء الاثنين عن الفوارق التي تبينت له مع البحث بيم مصر وفرنسا في فترة تم تحديدها ما بين عامي 1990 إلى عامنا الحالي (2018)، ما أوضح حقيقة الأمور وما تواجهه الدولة المصرية من تحديات في طريق التنمية وتحقيق الحياة المعيشية الملائمة للشعب المصري الذي يرفض بعضه القيام بدور ولو بسيط من خلال تنظيم النسل، وقال: «بقالنا سنوات طويلة ننفخ في قربة مقطوعة»، مؤكدًا على أن قطاع كبير من الشعب المصري مقصر جدًا في هذا الأمر وكأننا نتآمر على أنفسنا.

من دراسة دكتور معتز
 

وأضاف «عبدالفتاح» أن «المقارنة بين مصر وفرنسا زي اللي بيدفع بعربية ذات حمولة ثقيلة في حين يدفع آخر في عربية ذات حمولة أخف كثيرًا»، موضحًا أن تعداد السكان في مصر في عام 1990 كان أقل من فرنسا؛ فقد كان 57 مليون نسمة في حين كانت فرنسا 58 مليون. أما الآن في 2018 فرنسا تعدادها 67 مليون ومصر وصلت إلى 100 مليون نسمة، مشيرًا أن تلك الأرقام تعكس أن  فرنسا لا تكاد تكون زادت الكثير (16% فقط)، بينما زاد المصريون خلال  28 سنة بحوالي 48 مليون، أي نسبة زيادة تصل إلى 75%.

واستنكر معتز عبدالفتاح عدم استجابة قطاع من الشعب المصري إلى التوعية على مدار سنوات طويلة وفي عهد رؤساء مختلفين، على الرغم أنه في حال العمل بها؛ يمكن أن يتحقق نتائج إيجابية أكبر لمصر وشعبها، وقال: «لو استمرينا بهذا المعدل سنصل إلى 200 مليون وحينها سنحتاج إلى نيل آخر ومدارس ومستشفيات أخرى وكل حاجة سنحتاج منها الضعف، وإذا حدث ذلك من الصعب وقف التدهور والتخلف أو تحقيق أي نوع من التقدم في الدولة».

وأشار خلال لقاءه الإعلامي إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي رفض التدخل  أو سنّ التشريعات للحد مما نشهده من زيادة سكانية، مطالبًا الإعلام بالاستمرار في توعية المواطنين.

وبسؤاله من قبل الإعلامي عمرو أديب حول ما يعقد من مقارنات مع الصين أيضًا، أوضح أن الصين في أواخر السبعينيات قامت بتغيير سياساها واهتمت بتنمية النشاط الاقتصادي مع تحديد النسل بشكل صارم وعبر تشريعات، بهدف تنمية الدوة والنهوض بها.

هذا ولفت إلى أن الأزمة الحالية تُعد إرثًا متراكمًا منذ الحقبة الناصرية، عندما حدث ما يشبه العقد الاجتماعي بين الدولة والشعب، ذلك الأمر الذي لم يتغير على مدار الرؤساء السابقين إلا بشكل طفيف مع زيادة سكانية هائلة دفعت بنا إلى وضع الدولة الحالي. وقال: «مش معنى أن بديلك دعم وإسكان اجتماعي إنك تخلف بلا حدود الناس فاهمة غلط، بدل ما نحبس الناس، نخلى المواطنين تحس بالذنب»، ذلك الأمر الذي استبعده «أديب» مشيرًا إلى أن المواطن صعب يحس بالذنب، قائلًا: «إحنا محتاجين رسالة يا فلان لو خلفت أكثر من كذا سيتم حبسك».

وانتقد «عبدالفتاح» اقتناع الشعب المصري ممن يصرون على زيادة النسل بفكرة «مهو الحكومة حتربي)، وقال: «يجب التعامل مع الأمور بشكل واقعي؛ فعاوز خدمة ادفع ثمنها، كما أنه لا يصح أيضًا الظلم الاجتماعي بين من التزم ونظم النسل، في حين أن هناك من ينجب بالـ18».

وعرض «أديب» مقاطع توضح كيف كانت الشوارع المصرية في 1990 وما قبلها، ليشير «عبدالفتاح» إلى أن مصر في هذه السنوات كانت وكأنها شرم الشيخ أو الجونة، محذرًا من مخاطر الزيادة السكانية ليس فقط على الاقتصاد والتنمية ولكن أيضًا على طبيعة وأخلاقيات المجتمع مشيرًا إلى أخلاقيات الازدحام تولد التوحش في التصرفات والسلوك الاجتماعي.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق