لماذا يرفض حلفاء واشنطن الانسحاب من سوريا؟

الجمعة، 21 ديسمبر 2018 02:00 ص
لماذا يرفض حلفاء واشنطن الانسحاب من سوريا؟
الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون وأنجيلا ميركل ودونالد ترامب

أثار قرار رئيس أمريكا دونالد ترامب، بشأن انسحاب قوات بلاده من سوريا الكثير من ردود الفعل الغاضبة، لاسيما من قبل حلفاء واشنطن الأوروبيون الذين أعربوا بأشكال مختلفة عن رفضهم الانسحاب من البلد العربي الذي يقع في أزمة كبيرة منذ ما يقارب الـ 7 سنوات.
 
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد أن الوقت حان لإعادة الجنود الأمريكيين إلى بلادهم بعد سنوات على قتالهم ضد تنظيم داعش الإرهابى فى سوريا، قائلًا فى رسالة بالفيديو بثها على حسابه فى تويتر أوردتها قناة «الحرة» الفضائية اليوم الخميس، إنه «بعد الانتصارات التاريخية ضد داعش، حان الوقت لإعادة شبابنا العظماء إلى الوطن، لقد انتصرنا.. لذا فإن أبناءنا، شبابنا من النساء والرجال سيعودون جميعا، وسيعودون الآن».
 
الرد الفرنسي جاء سريعًا عبر الوزيرة الفرنسية للشئون الأوروبية ناتالي لوازو، والتي أعلنت أن فرنسا ستبقى ملتزمة عسكريًا في سوريا وذلك بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب عن سحب قواته من هذا البلد.
 
وقالت الوزيرة لشبكة سي نيوز» ردا على سؤال حول قرار الانسحاب الأمريكى «في الوقت الراهن، نبقى في سوريا».
 
فيما جاء الرد الألماني متطابق إلى حد كبير مع فرنسا، ولكنه أرجع سبب الرفض إلى تهديد تنظيم داعش الإرهابي، حيث قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس يوم الخميس إن قرار الولايات المتحدة المفاجئ الانسحاب من سوريا يدعو للدهشة ويهدد بالإضرار بالحرب ضد داعش، وقال «جرى تحجيم داعش لكن التهديد لم ينته بعد. هناك خطر من أن تضر عواقب هذا القرار بالحرب على الدولة الإسلامية وتقوض النجاحات التي تحققت بالفعل».
 
فيما أكد المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى اليوم الخميس، أن بريطانيا تجرى مباحثات مع إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب منذ عدة أيام بشأن قراره سحب القوات من سوريا، وعند سؤاله إن كانت بريطانيا على علم مسبق بالقرار، فقال «نحن فى مشاورات مع شركائنا الأمريكيين بشأن هذا منذ عدة أيام».
 
ويبدو أن حلفاء واشنطن الأوروبيون مازالوا متخوفين من الانسحاب بشكل كامل من سوريا، حيث لم تؤيد أيًا من الدول الثلاث فرنسا وألمانيا وبريطانيا القرار الأمريكي، في حين كشفت صحيفة واشنطن بوست أن التخوفات من عودة التنظيم إلى الواجهة مرة أخرى، تدور حول إمكانية نجاح داعش من كسب أراضي جديدة، وتأسيس بؤر نشطة تستمر من خلالها في تنفيذ عمليات إرهابية، وفي هذا السياق نقلت واشنطن بوست عن محللون ومسئولون إن «مسلحي التنظيم يبدون وكأنهم يكسبون أرضًا ويعيدون تنصيب أنفسهم كقوة تمرد وحشية تعتمد على قتل القادة المحليين وضباط الشرطة وترويع السكان».
 
واستندت «واشنطن بوست» إلى تصريحات مسرور برزانى، والذي يعد أحد كبار المسئوليين الأمنيين فى منطقة كردستان العراق، حيث قال إن الدواعش يعيدون تنظيم أنفسهم ويستعيدون نشاطهم، مضيفًا فى مقابلة مع الصحيفة قبل إعلان ترامب قراره، بأنه من سوريا وحتى الأنبار والموصل، نشهد عودة مقاتلى داعش، فعقيدتهم موجودة ولا يزال لديهم أعداد كبيرة من التابعين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة