هل تقتل الدوح الوافدين الجدد.. قطر تسعى لجلب مزيد من العمالة الفلبينية

الأربعاء، 26 ديسمبر 2018 12:00 م
هل تقتل الدوح الوافدين الجدد.. قطر تسعى لجلب مزيد من العمالة الفلبينية
العمالة

يستحوذ ملف العمالة الأجنبية في قطر على اهتمام العديد من الصُحف الغربية، خاصةً وهو أحد أبرز الملفات التي كشفت مساوئ تنظيم الحمدين، والجرائم غير الإنسانية التي يتركبها النظام القطري ضد العاملين الأجانب، وهو ما يرتبط بملف استضافة قطر مونديال 2022، إذ كشفت تقارير حقوقية في وقتِ سابق من الشهر الماضي عن المُعاملة غير الإنسانية التي يواجهها العُمال الأجانب الذين يعملون في انشاءات الملاعب، والتي أدت إلى وفاة بعضهم، بسبب انتهاكات تنظيم الحمدين ضد العمالة الأجنبية.
 
وكشفت صحيفة «ذا هيمالايان تايمز» النيبالية، سلسلة الانتهاكات التي يرتكبها تنظيم الحمدين ضد عُمال نيبال، وفضحت الصحيفة النيبالية في نُسختها الإنجليزية الأوضاع الكارثية لعمال نيبال في الدوحة من إصابتهم بأمراض الإيبولا و انفلونزاالطيور وبعض الفيروسات الخطيرة بعدما تعمّد نظام تميم تعريضهم لظروف عمل غير إنسانية.

وفي مسعى جديد لزيادة حصيلة الضحايا من العمال الأجانب في قطر، التقى وزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية يوسف بن محمد العثمان فخرو، مؤخراً بنائب مدير «إدارة رعاية العاملين بالخارج»، أرنيل اجناسيو، لمناقشة حاجة الدوحة إلى مزيد من العمال المهرة الفلبينيين لتلبية متطلبات القوى العاملة في كأس العالم (2022).

وفي محاولة للتغطية على مسعى نظام تميم الخبيث، قال فخرو: «نحن دائما نتطلع إلى بناء فريق أفضل من الرجال متعددي الجنسيات، على استعداد لدعم طريق قطر نحو الاستدامة وبعد ذلك إلى عام 2022». وأضاف فخرو: «بدأنا بالفعل في توظيف المزيد من العمال الفلبينيين، زاعما أن "رفاهية العمال هو أهم أولوياتنا».

وفي مسعى لتحسين صورة نظامه القاتمة في مجال حقوق العمال، قال فخرو إنه من المقرر إجراء المزيد من الإصلاحات العمالية قريباً، بما في ذلك افتتاح مركز لإصدار التأشيرات في العاصمة الفلبينية مانيلا في الربع الأول من عام 2019.

وتشير التقديرات الأخيرة إلى أن حوالي 260,000 فلبيني يعيشون في قطر، وأنه منذ أوائل عام 2017 ، يُقدر أن الفلبينيين يشكلون رابع أكبر مجموعة من العمال الأجانب في قطر، بعد الهنود والنيباليين والبنغاليين.

وطالت قطر انتقادات دولية عديدة بسبب أحوال العمالة الوافدة لديها، حيث كشفت دراسة لاتحاد النقابات الدولي أن أكثر من 1200 عامل مهاجر لقوا حتفهم خلال المشاركة في تشييد مشروعات تأهيل البنية التحتية لمونديال 2022.

وفي وقت سابق من الشهر الماضي، ذكرت الصحيفة أن الحكومة النيبالية بدأت بإعادة النظر في الاتفاقية بين كاتماندو والدوحة، وأوضحت أن الاتفاقية - التي تعود إلى 13 عامًا - يتم بموجبها إرسال عشرات الآلاف من العمال إلى قطر، وسيتم النظر فيها من جديد بعد تزايد الشكاوى التي يتقدم بها العمال النيباليون في قطر.

العمال النيباليون يعودون من قطر بأمراض معدية
لم يتوقف الأمر عن وفاة بعض العمُال في الدوحة جراء تلك الإنتهاكات، بل أصبح الأمر كارثيًا بعد تفشَي الأمراض المُعدية من الإيبولا وانفلونزاالطيور، هذا ما كشفته «ذا هيمالايان تايمز» النيبالية بأن النيباليين أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض المعدية المستوردة، حيث إن العديد من البلدان مثل قطر، التي يعمل بها النيباليون كعمال مهاجرين، أبلغوا عن زيادة حالات الإصابة بأمراض مثل زيكا وإيبولا وأنواع أخرى من الإنفلونزا.
 
وأوضحت الصحيفة النيبالية أن دول مثل الهند وماليزيا وقطر، حيثُ يعمل الآلاف من النيباليين، قد أبلغوا عن تفشّي أمراض معدية مختلفة، ما يعني أن النيباليين العائدين إلى بلادهم يمكن أن يكونوا مُحملين بهذه الأمراض، ما يؤدي إلى تفشيها في نيبال وهو أمر كارثي.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن النيباليين العاملين في قطر يعودون إلى بلادهم محملين بإنفلونزا إتش 7 إن 1، وهو فيروس شديد العدوى ينتشر في مزارع الدواجن والديك الرومي، مسببًا خسائر مالية فادحة. وكشفت الصحيفة عما يزيد حجم الفاجعة، ألا هو عدم توفر معامل وأدوات اختبار متطورة في نيبال للكشف عن هذه الأمراض. ويعاني العمال النيباليون الأمرين في دوحة العبودية، حيث يشكلون غالبية ضحايا نمط العمل بالسخرة السائد في مختلف القطاعات الخدمية بقطر، وذلك وسط بيئة عمل غير آمنة أو صحية.
 
يبدو أن سُمعة قطر السيئة في ملف العمال يضعها في مأزق، حيثُ بدأت العمالة الأجنبية في العزوف عن دويلة العبودية مُتوجهة لدول أخرى، وبالتالي يُهدد نقص الأيدي العاملة إلى توقف مشروعات كاس العالم المُتعثرة، ما جعل تميم يتوجه إلى البحث عن وِجهات جديدة لجلب العُمال، فاستقطب دولاً فقيرة في آسيا وأفريقيا لاستعباد مُواطنيها، المسؤولون القطريون طلبوا 100 ألف عامل من باكستان، وتعهدوا بإنشاء مراكز تأشيرات لتسريع إجراءات تصدريهم، فعرضوا تنظيم ورش عمل بكراتشي لجلب العُمال بلا جدوى.
 
تميم وقّع إتفاقية لاستقدام مئات من الغانيين للعمل بالدوحة، وربط آكرا اقتصاديًا بـ 5 إتفاقيات استثمارية وتنموية، يسعى لإستغلالهم لسد العجز بمشروعات المونديال، كل هذه الإجراءات ما هي إلا خطوات فاشلة تنم عن وضع دويلة الحمدين المترهل. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق