البداية كانت قبل أحداث ثورة يوليو.. القصة الكاملة لعلاقة الإخوان والسادات

الخميس، 27 ديسمبر 2018 04:00 م
البداية كانت قبل أحداث ثورة يوليو.. القصة الكاملة لعلاقة الإخوان والسادات
الرئيس السادات

«فتح لهم أبواب الحياة من جديد..وخانوا العهد وقتلوه»، دائما ما كان حديث أبناء الزعيم الرحيل أنور السادات عن علاقة الإخوان به فى إطار هذه الكلمات، مؤكدين هذا التحالف كانت الخطيئه الوحيده له فى حكمه.
 
ولم تكن علاقة الجماعة بالرئيس السادات قبل الحكم كما كانت عليه بعده، فقد كان يستمع هو والرئيس الراحل جمال عبد الناصر لأرائهم قبل الثورة والتى لم تكن على هواهم، وبعد ذلك حاولوا قتل «عبد الناصر» واعتبر كلا من «السادات وعبد الناصر» بأن الجماعة ليس لها أمان.
 
ولعل الوفاق بين الرئيس السادات والإخوان لم يكن منذ البداية، وقد  ظهر فى مقاله بـ 19 يناير 1954 في مجلة التحرير التي كان يدير تحريرها التى قال فيها: «إن بعض الحاقدين يتهمون قادة الثورة بتهمة التنكر لديننا، دين الإسلام المتغلغل فى دمائنا المتأصل في أعماق نفوسنا وقلوبنا.. ولهذا كنا أحرص الناس على بقاء جماعة الإخوان المسلمين لاعتقادنا أنها جماعة صالحة تدعو لدين الله، ولما رسمه الإسلام من أخلاق كريمة، فإذا جاء اليوم هذا النفر الذى أراد أن ينحرف بهذه الجماعة الصالحة عن أهدافها الصالحة، وزعم أننا نحارب الإسلام حين نحاربهم، فلن يجدوا من يصدق زعمهم وهى ككل هيئة أو جماعة تضم بين صفوفها بعض من تنطوى نفوسهم على دَخَل».
 
ومع حكم الرئيس الراحل السادات، فقد كان له لقاء معهم في فترة مبكرة من حكمه وذلك في صيف عام 1971 في استراحة الرئاسة بجناكليس في الاسكندرية، وبترتيب من الملك فيصل ملك السعودية، وكان السادات قد أفرج عن عديد من المعتقلين والمسجونين من تلك التيارات، و سمح لهم بالحركة والنشاط خصوصا فى الجامعات وتم إعادة إصدار بعض مجلاتهم ومطبوعاتهم، وتم إعادتهم إلى وظائفهم، ووفق روايه ابناء السادات ، فاتفاقه معهم جاء بعد ظهور جماعات الإلحاد وعبدة الشيطان وحينها الزمهم بالعودة للحياة على انهم دعاة إسلام وليسوا مشاركين بالحياه السياسيه وتعهدوا بذلك ولكن أخلوا بما اقسموا به.
 
ولكن سرعان ما عادت الصراعات بين الرئيس السادات والإخوان لرفضهم سياسات الانفتاح، كما تم رفض ما جاء باتفاقية كامب ديفيد ، ولا ينسى فى ذلك جلسة السادات أمام مجلس الشعب فى 5 سبتمبر 1981 والتى كانت قبل اغتياله بشهر والتى اعترف فيها بشكل صريح بأنه اخطأ فى تعامله مع الجماعه وقال «احذروا الجماعة»، والتى وضع فيها الرئيس السادات أبرز مخاطر الجماعه مثل فكرة الحاكمية الإلهية، وما تحمله من تكفير للدولة والمجتمع، ومبدأ السمع والطاعة لأمير الجماعة، والذي يحول الأتباع إلى أدوات تدمير غير عاقلة، تتحرك من دون وعي.
 
وأكد أن هناك علاقة وثيقة بين ولاية الفقيه وولاية المرشد، وأنهم وجهان لعملة واحدة، ومتحالفان في الحقيقة، وحذر العالم من نظام ولاية الفقيه في إيران ونبه إلى أن كليهما يمارسان «التقية»، بقوله: «بس احنا أهل السنة ما عندناش تقية».
 
وكانت آخر كلماته التى كشف فيها: «اتصلنا بالإخوان قبل قيام الثورة ومن عبد الناصر شخصيا وطلب منهم الاشتراك فى الثورة..وجبنوا رفضوا بقياده الهضيبى.. تواصلنا مع سراج الدين والوفديين وخاف أيضا..ثورة 23 يوليو مثل الثورة الفرنسيه وثورة أمريكا.. كامب ديفيد مخرجتش مصر من ساحة الجهاد اسيادهم اللى بيمولوهم هما اللى بيقوللوهم هذا الكلام ولازم يدفعوا تمنه انا طلعت غلطان كان لازم خلتهم فى مكانهم».
 
إلى أن تورطت الجماعة فى اغتيال الرئيس الراحل والتى تبنى قيادات التنظيم هذا الطرح بعد قرارات التحفظ الصادرة لهم في 3 سبتمبر 1981 والتى وصل عددهم لأكثر من 1563 رمزا من المعارضة السياسية، وكان معظم قيادات الجماعات الإسلامية الذين قاموا بقتل السادات على قوائم المطلوبين في قرارات التحفظ وعلى رأسهم محمد عبد السلام فرج وناجح إبراهيم وكرم زهدي وعصام دربالة وعبود الزمر وعمر عبد الرحمن.
 
وتم ثبوت تورط خالد الاسلامبولى، وحسين عباس، وعبود الزمر وعطا طايل وعبد الحميد عبد السلام، فى اغتياله بالعرض العسكرى بحادث المنصة 6 أكتوبر، بناء على اتفاق مع التنظيم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق