ما وراء استقرار المؤشرات الأمريكية بمنطقة السوق الهابطة.. 2019 على أعتاب أزمة اقتصادية

الجمعة، 28 ديسمبر 2018 12:00 ص
ما وراء استقرار المؤشرات الأمريكية بمنطقة السوق الهابطة.. 2019 على أعتاب أزمة اقتصادية
البورصة الامريكية

مع بداية عام 2019، بدا الاقتصاد العالمي في تراجع مستمر، وذلك في تناقض حاد مع الصورة التى كانت موجودة قبل عام، عندما سجل أفضل نمو منذ عام 2010 وبدا أنه سيشهد ما هو أفضل.

صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، قالت إن الاقتصاد العالمى الذى كان نشطا حتى وقت قريب قد انهار، مشيرة إلى عدة مشاهد، أبرزها أن البناة فى الولايات المتحدة يبنون منازل أقل للعائلات، والمصانع الألمانية تشهد حالة من التراجع، وفى الصين، زادت مبيعات التجزئة بأقل وتيرة لها منذ 15 عاما.

وأدى التباطؤ المفاجئ إلى موجة بيع مالية عالمية، دفعت العديد من مؤشرات الأسهم الأمريكية إلى منطقة السوق الهابط مع خسائر تقدر بأكثر من 20%، وتراجعت الأسهم بشكل كبير يوم الإثنين قرب نهاية ما يتضح أنه أسوأ ديسمبر فى وول ستريت منذ عام 1931، حسب قوله.

وقالت الصحيفة إن إن الاضطراب الاقتصادى كان حاضرا فى ذهن الرئيس ترامب فى ليلة الكريسماس، فخلال ظهوره فى المكتب البيضاوى ألقى بشكوك جديدة حول سجل رئيس مجلس الاحتياطى الفيدرالى جيرمو باول، الذى يلقى عليه باللوم بشكل متزايد على ضعف الأسواق.

وترددت أنباء عن وجود نية لدى ترامب بسحب الثقة من باول، وهو ما رد عليه: "حسنا سنرى.. إنهم يزيدون معدلات الفائدة بشكل سريع للغاية، وهذا رأيى.. لكن لدى بالتأكيد ثقة، وأعتقد أنها ستتحسن قريبا".

وقد أدى البيع إلى نشاط إضافى فى الإدارة الأمريكية حيث بدا أن محاولات ترامب ووزير الخزانة ستفين مينوتشن لتهدئة المخاوف لم تسفر إلا عن مزيد من اشتعالها،  ويزيد من قلق المستشمرين الاضطراب السياسى فى أعلى المستويات فى الولايات المتحدة والدول الأخرى المتقدمة اقتصاديا، وتجسد ذلك فى الإغلاق الجزئى للحكومة الأمريكية واحتجاجات الشوارع فى فرنسا.

وتوضح الصحيفة، أن هناك قوى إضافية تعدد بتحويل تباطؤ عالمى تدريجى إلى شىء أكثر خطورة، فالبنوك المركزية التى ذهبت إلى مدى استثنائى لتعزيز النمو بعد الأزمة المالية العالمية قد أصبحت أقل دعما.

وأعلن البنك الفيدرالى الأمريكى عن زيادة أخرى فى سعر الفائدة القياسى الأسبوع الماضى، كما أن التوترات حول نهج ترامب فى التجارة القائم على مبدأ "أمريكا أولًا" قد قضى على ثقة الشركات فى قارات عديدة.

ونقلت الصحيفة عن تورسن سلوك،  كبير الاقتصاديين الدوليين فى دويتشه بنك شيكورتيز، قوله إن الفكرة القادمة لهذا العالم كانت أن كل شىء سيكون متزامنا والآن كل شىء ليس جيدا فى كل مكان.

وانتهت الصحيفة إلى أن هذا مجرد مبالغة بسيطة، فخارج الولايات المتحدة التى قدر النمو القتصادى فيها فى الربع الأخير بـ 2.7% تزداد الصورة قتامة، ويقول أغلب خبراء الاقتصاد الأمريكى إن الاقتصاد الأمريكى سيتباطئ فى عام 2019.

وبالنسبة للشهر الماضى، أظهرت البيانات الاقتصادية فى الولايات المتحدة واليابان ومنطقة اليورو فشل فى تلبية توقعات المحللين، وبدأت النتائج الصينية أيضا فى أن تكون محبطة فى العاشر من ديسمبر فى ظل مؤشرات على أن الاقتصاد يشهد تباطؤ أكثر حدة مما توقع صناع القرار.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة