شطط برهامي.. لماذا يجدد فتواه كل عام بتحريم تهنئة المسيحيين في عيد الميلاد؟

الإثنين، 31 ديسمبر 2018 08:00 م
شطط برهامي.. لماذا يجدد فتواه كل عام بتحريم تهنئة المسيحيين في عيد الميلاد؟
ياسر برهامى

جدل يتجدد كل عام، مجرد فتاوى عبثية، تتحدث عن عدم جواز تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد المجيد، ويثير ذلك الجدل، رجال الفكر السلفي، وعلى رأسهم ياسر برهامي نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، والذي جدد فتواه بذلك.

وزعم برهامي في فتواه أن تهنئة المسيحيين أشر من شرب الخمر والوقوع فى الزنا. الأمر الذي استنكره علماء الأزهر الشريف، منهم الدكتور محمد عبد العاطى، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، والذي وصف مصدرها بالجاهل بعلم أصول الفتوى.

 

ونشرت فتوى برهامى على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، بعنوان: "هل تهنئة النصارى بأعيادهم تدخل في البِرِّ والإقساط إليهم؟ ردا على سؤال نصه:"هل يجوز تهنئة غير المسلمين في أعيادهم؟ وما القول في الذين يدعون أن التهنئة من البر لهم؟ وأعاد موقع "صوت السلف" نشر الفتوى.

 

وأجاب "برهامى" على هذا السؤال بفتوى نصها: "فأعياد المشركين تتضمن تعظيمًا لعقائدهم الكفرية: كميلاد الرب وموته وصلبه -والعياذ بالله-، فتهنئتهم بها شر مِن التهنئة على الزنا وشرب الخمر، وأقل أحوالها التشبه بهم، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني).

 

أما البر فهو: كإطعام الجائع، وكسوة العارى، وإعطائه هدية يتألف بها، وليس مِن ذلك إقرارهم على باطلهم، والعيد شريعة يشرعها الله، فمشاركتهم وتهنئتهم إقرارٌ بباطلهِم وتشريعهِم، وهذا مما لم يأذن به الله عز وجل".

 

عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، انتقد فتاوى التيار السلفى التى تحرم تهنئة الأقباط بأعياد الميلاد، مؤكدا أن الدين الإسلامى هو دين سلام ومحبة وتحيته السلام، ونحن نعيش فى أرض مصر لا نجبر أحدا على اعتناق ديننا، ولكن هو له حق علينا أن نجامله ونبره ونقسط إليه ونتعامل معه كما يحب هو أن نتعامل معه.

وأضاف أنه لا بد من التصدي لفتاوى التيار السلفى التي تحرم التهنئة، حيث إن شيوخ السلفية ليسوا متخصصين فى الفتاوى وليس لديهم علم يؤهلهم لإصدار فتاوى، لافتا إلى أن تهنئة الأقباط بأعياد الميلاد ليست حراما على المستوى الاجتماعى، حيث إننا لابد أن نفرق بين مستويين المستوى العقدى، وهو أننا لا نلزم المسلمين أن يؤمنوا بأن سيدنا المسيح مات وقتل، فنحن لا نؤمن بذلك وهذا لا نزاع عليه، ولكن هناك مستوى اجتماعى لابد أن ننتبه إليه.

وأشار إلى أن التهنئة بعيد المسيح فى الكريسماس، إنما نهنئ رجل يفرح بهذا اليوم، ونشارك فرحته باعتبارنا أهل بلد واحد نسكن فى دولة واحدة، وننتمى لوطن واحد.

 

من جانبه، أكد الدكتور على محمد الازهرى أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، أن التعايش السلمي  أقره القرآن ففي قول الله تعالى: "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ {8} إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ".

 

وأضاف أن السنة النبوية الصحيحة تؤكد على هذا الأمر، روى الشيخان عن أسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنها – أنها جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن أمي قدمت علي وهي مشركة، وهي راغبة (أي في صلتها والإهداء إليها) أفأصلها؟ قال: "صلي أمك" ( متفق عليه).

وتابع أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر أنه إذا كان هذا هو الحال مع أهل الشرك بجواز برهم وصلتهم فما بالنا بأهل الكتاب؟!

وتابع أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر أنه قد أباح الله تعالى أكل طعامهم بل والزواج منهم فقال تعالى (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ) وجاءت السنة تأمر بضرورة حسن الخلق مع الجميع ففي الحديث النبوي اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن” ( قال الترمذي : حسن صحيح) ولم يقتصر حسن الخلق على المسلمين فحسب بل جاء اللفظ مشمولًا بالعموم وخالق الناس كل الناس.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق