«الأويما» تبكي الهجران.. الماكينات الصناعية تتحدى عمال دمياط (صور)

الجمعة، 11 يناير 2019 02:00 م
«الأويما» تبكي الهجران.. الماكينات الصناعية تتحدى عمال دمياط (صور)
الأويما

 
 
شكلت الآلات والماكينات عبر التاريخ أزمة مخيفة للعمال، تطرق ناقوس زيادة معدل البطالة من أجل هذا ثار العمال على الآلات في إنجلترا عام 1811 ودمروها، ولكن يبدو أن خوف الإنسان من الآلات وإمكانية أن تحل محله لم ينته في القرن الحادي والعشرين، بل ازداد مع تغير أشكالها عاما بعد آخر.
 
مع كل يوم تخطو الآلات الحديثة خطوات كبيرة نحو مزيد من التقدم واختصار الوقت، ما يعود بالفائدة ماديا على أصحابها، ولكن بقدر ما تجعل الآلات حياة الإنسان أكثر سهولة في عديد من الصناعات، فهي توقف عمل آلاف العمال الحرفيين وتتسبب في قطع أرزاقهم، وربما تكون مهنة «الأويما»، أحد الأدلة على خطورة الآلات على الحرف اليدوية.
 
الأويما  (1)
 
اندثار مهنة «الأويما»
 
في دمياط تسبب الانتشار السريع لماكينات cnc فى اندثار مهنة «الأويما»، وهى حرفة النحت على الخشب، فكانت قطعة واحدة لا تتجاوز 50 سنتيمترا تستغرق عدة ساعات أو أيام من «الأويمجي» حتى ينتهي منها ويطلب في مقابل ذلك مالا يوازى تعبه، أما الآن فالأمر اختلف وماكينة واحدة تستطيع أن تصنع مئات القطع في غضون ساعتين.
 
ورغم أن الأشكال المنتجة منها قد تكون بلا روح أو جاذبية تضاهي مثيلتها من إنتاج الهاند ميد، إلا أن اختلاف الأذواق والاتجاه نحو الأثاث المودرن أكثر من الكلاسيك أدى إلى تراجع دور «الأويمجي» في صناعة الأثاث، بل إن الحرفة ذاتها مهددة بالانقراض.
 
الأويما  (2)
 
ممكسا بأدواته التي يرسم بها على الخشب ليصنع في النهاية لوحة جميلة من رسومات «الأويما»، يقف الشاب الثلاثيني عمر الغريب، الذي يعمل «أويمجي» ليتلقط أنفاسه وفي عيونه القلق والخوف على مستقبل مهنته، قبل أن يقول: «حال المهنة لا يسر عدو ولا حبيب، تلك المهنة التي كان يُحسد محترفها أصبحت نقمة».
 
وتعاني الحرف اليدوية في مصر منذ سنوات من الإهمال والاندثار، بعد التطور التكنولوجي الكبير في صناعة الآلات، وهو الأمر الذي أدى إلى تراجع الطلب على «الأويمجي» بشكل كبير بحسب عمر الغريب الذي قال: «الغريب زمان كان النجار بيقف على باب الأويمجي ينتظر ياخد دوره، ولكن الآن بننتظر أي حد يقرب من الورشة».
 
الأويما  (3)
 
ويضيف: «قديما كانت المهنة تستغرق سنوات لتعلمها وهو ما كان يتسبب في عزوف الكثيرين عن تعلمها والانصراف لتعلم مهن أسهل كالنجارة ولزق القشرة أو الدهانات، أما الآن بنشتغل يوم ونقعد أسبوعين، لأن أغلب المنتجات أصبحت عن طريق ماكينات cnc صحيح لا تنتج منتجات متطابقة مع ما ينتجه الأويمجي، ولكن هذه هي طبيعة الحياة».
 
الخامات البديلة السبب
 
على الجانب الآخر، يقول سامي أبو غضه عضو شعبة الأثاث بالغرفة التجارية بدمياط، إن التكنولوجيا لها فوائد عديدة وفوائدها أكثر من سلبياتها مع اعترافنا الكامل بأن هناك حرف عديدة ستتأثر بها. ويضيف: ماكينات الديسك والترويس سهلت كثيرا على النجار، ولكن على النقيض تماما أثرت ماكينات cnc على مهنة الأويما بشكل كبير».
 
الأويما  (4)
 
ويتابع: «الهاند ميد لا يقدر بثمن وله زبونه ولكن لن تفيد تلك الأذواق في فتح باب رزق المئات من الأويمجية.. نحن في سوق مفتوحة وأغلب الأذواق تتجه إلى منتجات مصنعة من خامات بديلة مثل الأثاث الصيني والتركي بعكس منتجات دمياط التي تعتمد على الأخشاب الطبيعية».
 
الأويما  (5)
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق