آخرهم الرائد مصطفى عبيد..

خبراء المفرقعات.. أبطال احتضنوا الموت من أجل الوطن

الأحد، 13 يناير 2019 12:00 م
خبراء المفرقعات.. أبطال احتضنوا الموت من أجل الوطن
خبراء المفرقعات
إيمان محجوب

- يبدأ تدخل خبراء المفرقعات بعد التأكد من وجود متفجرات ليجرى التعامل معها

«ضباط بدرجة شهداء»، إنهم ضباط المفرقعات الذين قرروا تقديم أرواحهم فداء للوطن، بعد أن قرروا مواجهة الإرهابيين على خطوط النار، محاولين إحباط عملياتهم الإرهابية، وهو ما يجعلهم فى مواجهة مباشرة مع الموت، إلا أنهم يصرون على إكمال مهمتهم رغم الأخطار التى تحيط بهم من أجل الوطن وسلامة إخوانهم المواطنين.
 
آخر هؤلاء الشهداء، كان الشهيد البطل الرائد مصطفى عبيد، الذى استشهد أثناء تفكيك عبوة ناسفة، تم زرعها بين مسجد ضياء الحق وكنيسة أبو سيفين بعزبة الهجانة، لينضم لقائمة الشرف والوطنية، التى تضم العشرات من أبناء الشرطة.
 
واقعة استشهاد مصطفى عبيد، بدأت ببلاغ من شيخ مسجد ضياء الحق، الذى يبعد عن الكنيسة بمترات بتشككه فى وجود قنابل فوق سطح المسجد، وبحضور قوات الشرطة، عثروا على 4 قنابل، تم تفكيكها من قبل قوات المفرقعات، إلا أن القنبلة الرابعة انفجرت أثناء تعامل الرائد مصطفى عبيد معها، ما أدى إلى استشهاده، وإصابة اثنين من أمناء الشرطة.
 
قائمة الشرف تضم أيضا الرائد ضياء فتوح، الضابط بقسم المفرقعات بمديرية أمن الجيزة، الذى استشهد يوم الثلاثاء 6 يناير من عام 2015، إثر انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون بجوار قسم الطالبية بمحافظة الجيزة، عشية إقامة قداس عيد الميلاد المجيد، ودفع اللواء مجدى الشلقانى، مدير الحماية المدنية بالجيزة آنذاك بخبراء المفرقعات إلى مكان البلاغ، وأثناء عملية التفكيك انفجرت العبوة، ما أسفر عن استشهاد الرائد ضياء، الذى أصيب مرتين أثناء عمله بقطاع سيناء نُقل بعدها إلى الجيزة.
 
وفى 30 يونيو 2014 قبيل الانتخابات الرئاسية، عثرت قوات الأمن على عبوتين ناسفتين فى تقاطع شارعى الميرغنى مع الأهرام بالقرب من قصر الاتحادية الرئاسى، وتم إبطال مفعول واحدة، وانفجرت الثانية أثناء محاولة تفكيكها، ما أسفر عن استشهاد خبير المفرقعات فى الإدارة العامة للحماية المدنية فى القاهرة العقيد أحمد أمين عشماوى، وإصابة عدد من رجال الشرطة.
 
وفى 30 مارس 2014، وردت معلومات للأجهزة الأمنية بقيام مجموعة من العناصر التكفيرية التابعة لجماعة أنصار بيت المقدس، بتشكيل بؤرة إرهابية، واتخاذها من إحدى ورش تصنيع الأخشاب بقرية عرب شركس، التابعة لمركز قليوب بمحافظة القليوبية، مكانا لاختبائها، وإخفاء المواد المتفجرة والأسلحة النارية وانطلاقاتها، لارتكاب العديد من الحوادث الإرهابية، وأثناء المداهمة استشهد العميد ماجد أحمد إبراهيم صالح، والعقيد ماجد أحمد كمال شاكر، خبيرا المفرقعات بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة، أثناء تفكيك بعض العبوات الناسفة التى زرعها الإرهابيون.
 
كما استشهد نقيب الشرطة محمود عبدالعظيم أبو طالب، 23 عاما، من محافظة القليوبية، خبير إدارة المفرقعات بمديرية أمن شمال سيناء، إثر انفجار عبوة ناسفة عثرت عليها قوات الشرطة أثناء حملة مداهمات أمنية بمنطقة بئر العبد فى شمال سيناء، وأثناء محاولته تفكيك العبوة، تبين أن بها «شرك خداعى»، وفجرها مسلحون عن بعد، ما أسفر عن استشهاد خبير المفرقعات.
 
ويبدأ تدخل خبراء المفرقعات بعد التأكد من وجود متفجرات، ليجرى التعامل معها بإحدى ثلاث طرق هى «الروبوت الآلى»، وفى هذه الطريقة يظل قائد الفريق فى السيارة، ويتعامل مع العبوة محل الاشتباه من خلال الروبوت على بعد 500 متر، حيث يتحرك «الروبوت»، ويهز العبوة ويفجرها بنفسه، وهذه الطريقة رغم أنها آمنة بالنسبة لضابط المفرقعات، لكنها غير مفضلة لدى أغلب الخبراء عالميا، والذين يفضلون التعامل مع العبوة بشكل مباشر لكى يعرفوا ما بداخلها، لأن التعرف على ما بداخلها من مكونات يمكن فريق البحث من تحديد هوية الجناة، وهناك طريقة «نصف الآلى»، وفيها يرتدى ضابط المفرقعات البدلة المخصصة لذلك، ويذهب بها للتعامل مع القنبلة.
 
أما الطريقة الثالثة، فتعتمد على التعامل اليدوى عن طريق البكر والحبال، ودون استخدام الروبوت أو البدلة، والذى يحدد اختيار رجل المفرقعات لأى طريقة من هذه الطرق، هو عملية الكشف ونجاحها فى التشخيص السليم للعبوة الموجودة، ليس هذا فحسب، بل هذا التشخيص قد يجبر فريق التفتيش على التعامل مع العبوة فى نفس المكان دون نقلها لمكان آخر إذا كان تحريكها قد يتسبب فى انفجارها.
 
أما إذا كانت عبوة زمنية فلابد من السرعة فى التعامل معها قبل أن تنفجر مهما كانت الخسائر، فى حين أنها لو كانت بالريموت كنترول، يتم على الفور التعامل معها بإخطار جهات البحث المرافقة لكى تبحث بسرعة عن الشخص، الذى فى يده هذا الريموت حتى لا يقوم بتفجيرها، وبالتالى تمثل عملية القبض عليه السيطرة على العبوة، وبناء عليه فإن عملية الكشف، تعد أهم مرحلة فى تحديد طبيعة التعامل مع العبوة الناسفة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق