«الضيف».. الثقيل

الثلاثاء، 15 يناير 2019 03:04 م
«الضيف».. الثقيل
مختار محمود يكتب:

 
افتعال الأزمات قبل العرض، وحشد الأصدقاء والزملاء لكتابة مقالات وآراء منافقة ليلة العرض الخاص لخداع الجمهور، لن يصنعا فيلماً جيداً ومتميزاً على أي مستوى.
 
ادّعى صُناع فيلم «الضيف» أن الرقابة ترفض السيناريو أو تتحفظ عليه، وتبين أنه بهتانٌ عظيمٌ، فالرقابة لم تعترض ولم تتحفظ، ولكن الهدف كان ادعاء مظلومية يجيد المؤلف صناعتها منذ أن كان فتىً يافعاً. 
 
اصطحب مؤلف الفيلم أصدقاءه من كل صوب وحدب لحضور العرض الخاص، لحشد المقالات فى اليوم التالى للإطراء على عبقرية صُناع الفيلم، وفى الصدارة منهم: المؤلف بطبيعة الحال، وترويج أكاذيب بأن الجمهور يتهافت على دور العرض لمشاهدة فيلم مسروق الفكرة، مُلفق المحتوى، محدود الصنعة.
 
شخصياً.. عقدتُ العزم وبيتُّ النية لمشاهدة الفيلم، وتوجهتُ لإحدى القاعات الكبرى، لحضور حفلة السادسة مساءً، وحجزتُ مقعدي، ودخلت القاعة فإذا بها خاوية على عروشها إلا قليلاً جداً. 
 
انطلق الفيلم في رتابة لا حدود لها، لا تشعر أنك بصدد فيلم سينمائي كبير تنتجه شركة إنتاج من العيار الثقيل. تحتار في تحديد هوية هذا العمل، ولكنك لن تجد أفضل من أن تصنفه كـ «سهرة درامية»، كالتي كان التليفزيون المصري يذيعها  منذ سنين طويلة.
 
لن أكرر عليك ما قاله غيري في رصد مساوئ وعيوب هذا المُسمى فيلماً، مثل: الحوار الممل والطويل والرتيب أو غياب الموسيقى التصويرية مثلاً، ولكن ما لم تخطئه أذناك قبل عينيك، إن لم تكن شاهدت الفيلم بعدُ، هو أنك سوف تكتشف أن الفيلم ليس أكثر من مقالة كتبها مؤلفه هنا أو هناك في إصداراته التي تم إغلاقها «جميعا»، أو في حلقة في برنامج من برامجه التي تم إلغاؤها «جميعا».
 
وجهة نظر وحيدة مُسيطرة على الفيلم لا همَّ لها، طوال 90 دقيقة مرتْ كأنها 9 ساعات، إلا الطعن  في التراث الإسلامي، جُملة وتفصيلاً، الأمر الذي يعكس كراهية بالسليقة للإسلام، وهي كراهية معهودة في المؤلف وأصدقائه الذين ساقهم إلى العرض الخاص، يعلمها القاصي والداني. 
 
لا أحدَ يختلف على أن هناك أموراً وتفاصيل وأسراراً كثيرة فى كتب ومؤلفات المتقدمين من علماء الإسلام، تحتاج إلى مراجعة وتدقيق، ولكن أن تكون الفكرة الأساسية للفيلم هى الرفض التام لكل ما أنتجته عقول علماء الإسلام الأوائل وإلقاؤه في سلة المهملات، فهذا لا يمكن وصفه إلا بـ «السُّخف».
 
هذا المؤلف أو غيره، وتلك الشركة أو غيرها لا يمكنهما التجرؤ  لإنتاج فيلم مُشابه عن ديانة أخرى غير الإسلام، ولتكن «الزرادشتية» مثلاً، هذا من رابع المستحيلات، ولكن الهدف الأسمى هو: إثارة المطاعن والشكوك حول الإسلام. 
 
ما  قاله بطل الفيلم، سواء كان يجسد شخصية «فرج فودة» أو شخصية المؤلف نفسه، سبقهما إليه كثيرون، ولا ينطوي على أي جديد، ولم يكن الأولون مثل: الراحل الدكتور «مصطفى محمود» يطرحون مثل هذا الأفكار استعراضاً أو جلباً لمال ومكسب حرام أو مغازلة كارهي الدين الخاتم، ولكن بهدف النقاش الهادئ والمحترم وسعياً لمصلحة المسلمين عموماً. ورغم العدد المحدود لأبطال الفيلم فإنه لن يساورك شكٌ في أن الاختيارات كلها شابها المجاملة.
 
أداء هزلي للبطل الأساسي يصلح لأفلام الكارتون، الأبطال الثلاثة الآخرون في أسوأ حالاتهم. الإطلالة اللطيفة والمهمة كانت من نصيب «ماجد الكدواني». توهمتُ أن المؤلف سوف يبني على نجاح فيلمه «مولانا»، ولكن يبدو أن سوء نوايا فريق العمل أخرجت فيلماً تافهاً وسخيفاً حتى لو نجح منتجوه فى شراء جائزة من هنا أو هناك، فشراءُ الجوائز أمرٌ بات معروفاً ومُعلناً.
 

 

تعليقات (1)
المهرج .. !!
بواسطة: احمد خالد
بتاريخ: الأربعاء، 16 يناير 2019 08:21 ص

طبعا ، ولك الحق ، ألاّ تكتب اسم المؤلف ،ولكن واضح جداً وهو المهرج الذي يتلاعب بالمترادفات ليكون لحديثه أو قلمه معنى ، المهرج الذي عمل في كل القنوات تقريباً ومكملش .. المهرج الذي حاول في أحد السنوات أن يقدم برنامج عن سيرة الصحابة ، وللأسف اللذين يفهمون كان للهجوم عيهم وتجريحهم ..

اضف تعليق