هل ينهي الإغلاق الحكومي على الاقتصاد الأمريكي؟.. الركود يهيمن على الأجواء

السبت، 19 يناير 2019 12:00 م
هل ينهي الإغلاق الحكومي على الاقتصاد الأمريكي؟.. الركود يهيمن على الأجواء
الكونجرس الأمريكى

منذ بداية الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة الأمريكية على خلفية معركة إقامة الجدار على الحدود الأمريكية المكسيكية والاقتصاد الأمريكي يعاني يوما بعد يوم حتى رأى محللون اقتصاديون ببنوك الاستثمار العالمية أن أسبوعا أو أسبوعين من الإغلاق الحكومي الجزئي بأمريكا الذي يعتبر الأطول تاريخيا يقلص معدل نمو الاقتصاد بنحو 0.1 و0.2 نقطة مئوية، أو تكون تكلفة الاقتصاد أكثر من 6 مليارات دولار.
 
وحذر عدد من المؤسسات وبنوك الاستثمار العالمية من خطورة استمرار الإغلاق الحكومي الجزئي في الولايات المتحدة على نمو الاقتصاد الأمريكي، خاصة في ظل المصاعب التي يواجهها الاقتصاد العالمي، على غرار الحرب التجارية والتراجعات الاقتصادية التي تشهدها الاقتصادات الكبرى.
 
وقال جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك "جي بي مورغان": "إن استمرار الإغلاق الحكومي بالولايات المتحدة قد يمحو النمو في أكبر اقتصاد في العالم، وفقا لصحيفة الشرق الأوسط".
 
وأضاف، خلال مؤتمر عبر الهاتف مع الصحافيين بعد نتائج أعمال الربع الرابع، أن التوقعات تشير إلى أن استمرار الإغلاق الحكومي قد يخفض النمو إلى الصفر في الربع الأول من عام 2019.
 
وكان "جي بي مورغان" قد أعلن تحقيقه زيادة 67% في أرباح الربع الأخير من العام الماضي، لكنها فشلت في الوفاء بتقديرات المحللين.
 
وتابع ديمون: "علينا فقط التعامل مع ذلك، فهي قضية سياسية أكثر من أي شيء آخر".
 
 
ويدخل الإغلاق الحكومي الجزئي في الولايات المتحدة يومه الـ28 اليوم، ليصبح الأطول في التاريخ مع استمرار الخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والديمقراطيين حول تمويل بناء الجدار العازل مع المكسيك.
 
وأوضح "ديمون" أنه في حين أن الإحصاءات الأساسية عن الاقتصاد على مستوى العالم ليست سيئة، فإن البنك سيكون مستعداً لمواجهة التراجع في النمو بنهاية المطاف.
 
وأشار إلى أنه لا يزال هناك نمو، رغم الإشارات المبكرة لحدوث تباطؤ في الصين واليابان والولايات المتحدة، مضيفاً أن المستهلكين في حالة جيدة وينفقون المال.
 
وتابع قائلاً: "في نهاية المطاف ستكون هناك معوقات قد تدفع الاقتصاد إلى الركود، ولا نعرف متى سيكون ذلك".
 
وفي السياق ذاته، حذر تورستن سلوك، كبير خبراء الاقتصاد الدولي في مجموعة "دويتشه بنك" المصرفية الألمانية العملاقة من احتمالات دخول الاقتصاد الأمريكي حالة ركود خلال العام الحالي بسبب الحرب التجارية مع الصين والإغلاق الجزئي لمؤسسات الحكومة الاتحادية الأمريكية، وفقا لصحيفة الشرق الأوسط.
 
وذكرت وكالة بلومبرج، أن هذا التحذير يأتي في ظل ظهور مؤشرات على أن أكبر اقتصاد في العالم يتباطأ حالياً، حيث تراجعت خلال الأسابيع الأخيرة مؤشرات ثقة المستهلكين ونشاط قطاع التصنيع في الولايات المتحدة، مضيفة أن خبراء الاقتصاد يرون خلال الشهر الحالي وجود احتمالات ركود الاقتصاد الأمريكي عند أعلى مستوى لها منذ 6 سنوات.
 
يأتي ذلك فيما يستمر الإغلاق الجزئي لمؤسسات الحكومة الاتحادية الأمريكية مع غياب أي مؤشرات على إمكانية نجاح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التوصل إلى اتفاق مع الكونجرس لتمرير موازنة العام المالي الحالي وإنهاء أزمة الإغلاق.
 
وقال سلوك في مقابلة مع تلفزيون بلومبرج إنه "إذا استمر الإغلاق الحكومي، فقد يؤدي ذلك إلى ركود الاقتصاد"، مضيفاً: «يمكن اعتبار ذلك ركوداً فنياً، وقد تلقينا الكثير من الأسئلة حول حجم تقديرنا لهذا الخطر".
 
ويتفق المحللون الاقتصاديون بشكل عام على أن الإغلاق الحكومي المستمر منذ 4 أسابيع، الذي قال ترامب إنه قد يستمر شهوراً أو سنوات، سيقلص معدل نمو الاقتصاد الأمريكي الربع السنوي بما يتراوح بين 0.1 و0.2 نقطة مئوية لكل أسبوع أو أسبوعين من الإغلاق.

ترامب: اجتماعي مع الديمقراطيين كان "مضيعة للوقت"
ولا تقتصر المخاوف على النظرة البعيدة المدى، إذ إن الإغلاق الجزئي لمؤسسات الحكومة الفيدرالية بالولايات المتحدة لم يقتصر على عدم توفر الخدمات الأساسية للمواطنين وإيقاف مرتبات آلاف الموظفين الفيدراليين فقط، بل إنه يكلف الاقتصاد الأمريكي خسائر فادحة أيضاً.
 
وفقاً لتقديرات "ستاندرد آند بورز غلوبال ريتينغز"، فإن الأمر سيستغرق أسبوعين فقط لتكلفة الاقتصاد أكثر من 6 مليارات دولار، متجاوزاً 5.7 مليار دولار، وهو المبلغ الذي طالب به الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لتمويل الجدار الحدودي المقترح، مقدرين أن الاقتصاد الأمريكي فقد حتى الأسبوع الماضي 3.6 مليار دولار.
 
وفي حين تختلف التقديرات، وفقاً للجنة الميزانية الفيدرالية المسؤولة، فإن عمليات الإغلاق عموماً تتسبب في تكلفة الحكومة وليس توفير المال، بحسب موقع "يو إس إيه توداي" الأمريكي.
 
وتأتي التكاليف بأشكال عديدة، أبرزها الأموال التي يتم إنفاقها مقابل العمل الذي لم يتم إنجازه، والإيرادات المفقودة التي يجب تعويضها من مصادر أخرى، والمصاريف المرتبطة بالتخطيط وتنفيذ الإغلاق، والعقوبات التي تدفعها الحكومة لعدم دفع الدفعات في الوقت المناسب للبائعين والدول، بسبب غلق المؤسسات الحكومية.
 
وقالت بيت آن بوفينو، كبيرة الاقتصاديين في "ستاندرد آند بورز"، في مذكرة حديثة، إن "هذا الإغلاق تصل تكلفته إلى نحو 1.2 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في هذا الربع من كل أسبوع في هذا الغلق الجزئي".

ترامب يهدد بـ"الطوارئ" حال فشل اتفاق تمويل الجدار
ورغم أنه قد يبدو هذا الرقم زهيداً بالنسبة لأكبر اقتصاد في العالم، لكنه يعني الكثير بالنسبة للعمال والموظفين، مع عدم دفع الرواتب لنحو 800 ألف موظف، وتأخير محتمل في استرداد الضرائب، يمكن أن يكون الأثر الاقتصادي للإغلاق الحكومي الجزئي على الأقل ملياري دولار في الأسبوع، وفقاً لمحللي التجزئة في "ويلز فارغو".
 
وقد توصلت الشركة إلى هذه الأرقام من خلال النظر في التكاليف المتعلقة بالإيقاف، بما في ذلك فقدان الإنتاجية من قبل العمال الذي يعتبرون في إجازات وتخفيض مبيعات المقاولين إلى الحكومة.
 
وبحسب "يو إس إيه توداي"، فإنه من بين 800 ألف موظف فيدرالي تأثروا بالإغلاق الجزئي، تم إدراج نحو 380 ألف في إجازة غير مدفوعة الأجر.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة