مصطفى بكري في حفل توقيع «الدولة والفوضى»: هناك فرق بين تغيير النظام وإسقاط الدولة

الأحد، 20 يناير 2019 04:10 م
مصطفى بكري في حفل توقيع «الدولة والفوضى»: هناك فرق بين تغيير النظام وإسقاط الدولة
مصطفى بكرى

 
قال الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، إن هناك فرق بين تغيير النظام وبين إسقاط الدولة، مشيرا إلى هناك مخطط وضع فى 2004 وربما قبلها بكثير لبرنارد لويس بإعادة سايكس بيكو بإعادة تقسيم المنطقة، وتحدث عن تقسيم مصر وسوريا والسودان والعراق.
 
وأضاف "بكرى" فى حفل توقيع كتاب "الدولة والفوضى"، فى هذه الفترة ذهب إلى أبو الغيط إلى مبارك، وحذره وقال إن الأمريكان أخذوا قرارا بعزله، ذلك لأن مصر رفضت قرار جورج بوش الابن والمسمى "غزة الكبرى"، والذى يشمل أراضى من سيناء.
 
IMG_3059
 
وتابع أن الأمريكان استغلوا أجواء تزوير الانتخابات فى 2010، وقضية خالد سعيد لإحداث الفوضى عن طريق منظمات المجتمع المدنى، مشيرا إلى أن الرئيس المعزول مرسى أجرى مكالمة يوم 10 يناير 2011 مع مسئول التنظيم الدولى للإخوان فى تركيا للترتيب عن ما سوف يحدث يوم 25 يناير.
 
وكشف أن المشير طنطاوى رفض إطلاق الرصاص، وتفهم أن هناك مخطط للاحتكاك بالجيش، وإسقاط الدولة، موكدا أن المشير رفض منصب نائب رئيس الجمهورية قبل تعيين اللواء عمر سليمان، وأن الجيش طلب من الرئيس الأسبق تنفيذ مطالب الشعب، لكنه رفض، لذلك أصدرت القيادة البيان الرابع، والذى أكد على وقوف الجيش فى صف الشعب، وهو البيان الذى رفضه الرئيس مبارك.
 
IMG_3029
 
وكشف أن بعد أحداث مذبحة استاد بورسعيد، كان مخطط لهدم وزارة الداخلية، ووقف أمامها اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الأسبق وسانده الدكتور كمال الجنزورى، مشددا أن كل الشهود الذى تحدث عنهم الكتاب كلهم أحياء عدا اللواء عمر سليمان.
 
قال المؤرخ الكبير الدكتور عاصم الدسوقى، إن كتاب مصطفى بكرى، أحد أهم المراجع عن فترة ثورة 25 يناير، لكن ذلك سوف يقر رسميا عندما تكثر الكتابات عن هذه الفترة، معبرا عن إعجابه بهذا الكتاب الذى يحمل تفاصيل دقيقة قام بتسجيلها فى أوراق، ونجح الكتاب فى إعادة كتابة التاريخ وتفسيره، كما يقوم كتاب التاريخ، ويعتبر مصدر رئيسى لتاريخ مصر من بعد 2011.
 
IMG_3023
 
وأضاف الدسوقى، خلال حفل توقيع كتاب "الدولة والفوضى"، رغم التفاصيل الدقيقة، لكن هناك مواقف لم يقحم نفسه فيها وربما لعدم تعرضه للمسألة، وذلك مثل سفر الفريق عنان إلى واشنطن يوم 24 يناير، ويذكره بما حدث مع الرئيس السادات الذى زار واشنطن قبل اغتياله بشهرا واحد.
 
هناك ألغاز لك يجب عنها، مثل لغز عودة البرادعى من الخارج قبل الثورة، رغم أنه كان مقيم خارج البلاد منذ سنوات، كما أنه لم يذكر لماذا رفض تولى منصب مستشار للمشير طنطاوى.
 
كانت مصر في 25 يناير عام 2011، قد شهدت مصر أحداثا خطيرة أدت إلى تغيير النظام وصعود جماعة الإخوان، وهذه المرحلة خضعت للعديد من الدراسات والكتابات، ومن ذلك الكتاب الصادر حديثا للكاتب الصحفى والبرلمانى مصطفى بكرى عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بعنوان "الدولة والفوضى"، جاء فى جزئين، حمل الجزء الأول عنوان (المرحلة الانتقالية) بينما حمل الجزء الثانى عنوان (زمن الإخوان).
 
وفى الكتاب يتناول مصطفى بكرى بالرصد والتحليل الأحداث التى شهدتها البلاد فى تلك الفترة، وذلك من خلال اللقاءات والمقابلات التى شارك فيها أو كان أحد أطرافها، على حد قوله فى الكتاب.
 
500310-الدولة-وال
 
ويقول مصطفى بكرى فى مقدمة الكتاب "إن أحدا لا يستطيع أن يجزم بأن خروج الجماهير الحاشدة التى راحت تندد بالفساد والاستبداد كان مؤامرة على الدولة، بل كان ثورة حقيقية على أوضاع مجتمعية أثارت غضب قطاعات واسعة من الجماهير، غير أن ما شهدته البلاد بدءا من الثامن والعشرين من يناير من اعتداءات على الشرطة وإحراق منشآت الدولة والاعتداء عليها ومحاولة الاصطدام بالجيش لم يكن سوى مؤامرة استهدفت تمزيق الخرائط، وإسقاط الدولة، وصناعة الوهم وجعلها واقعا.
 
ويقول مصطفى بكرى "لقد عاشت مصر بعد رحيل الرئيس الأسبق (حسنى مبارك) عن الحكم ما يمكن تسميته بالحرب الناعمة أو (الجيل الرابع من الحروب) هذه  الحرب التى استهدفت تغيير القناعات وضرب الهوية الوطنية وأخذ الشعب المصرى إلى حافة التوترات المفتوحة، التى استعانت بعناوين خادعة، فأسفرت عن نتائج متوحشة، استهدفت إسقاط المؤسسات، وإلغاء الانتماءات والموروثات، وسيادة الفوضى فى البلاد".
 
18ed72c5-3df6-4e43-aa2f-f521c8e6acbf
 
يرى مصطفى بكرى فى الكتاب "أن هذه الحرب نجحت فى قلب الحقائق وتزييف الوقائع وتبديل المفاهيم، واستدراج الغرائز الدينية والمذهبية والعرقية والسياسية والاجتماعية".
 
وأشار إلى أن إهداء الكتاب كان موجها إلى "المشير حسين طنطاوى الذى تصدى وتحمل وتألم فى صمت، معليا مصلحة الوطن، مدافعا عن كيان الدولة، حتى اللحظة الأخيرة"، ويرى الكتاب أن المشير طنطاوى كان واعيا بحقيقة المخطط الذى كان يهدف لهدم مصر، الذى أطلق عليه "الشرق الأوسط الجديد"، والذى استهدف تفتيت المنطقة وإعادة رسم خرائطها الجغرافية والعرقية والطائفية ومحو هويتها الوطنية والقومية.
 
ويذهب الكتاب إلى أن الهدف من وراء هذا المخطط هو إحداث أكبر عملية "إنهاك" تدفع إلى حدوث صدام مجتمعى، ينتهى به المقام إلى حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس بعد حدوث اجتباحات فكرية وسياسية وثقافية تفقد الجسد مناعته وحصانته وقدرته على المواجهة.
 
IMG_3034
 
ومن الموضوعات التى يتوقف عندها الكتاب فى القسم الأول ما يسميه ببداية الأحداث، وفيه يؤكد أن الدولة كانت على علم بتحركات 25 يناير وأن رد الفعل والاهتمام بالأمر قد اختلف من مؤسسة إلى أخرى.
 
ويرى مصطفى بكرى أن اختيار ميدان التحرير لم يكن عشوائيا بل كان المخططون يعرفون أنه نقطة التقاء بيم محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية.
 
 
 
ويتتبع مصطفى بكرى فى الكتاب أحداث الأيام بالتفاصيل، ويرصد بدايات ظهور جماعة الإخوان فى هذه التظاهرات، ويقول "فى هذا الوقت، كانت جماعة الإخوان قد كلفت عددا من عناصرها بالاستعداد لمقابلة عناصر حماس وحزب الله التى بدأت فى التسلل من قطاع غزة لتنفيذ بعض المهام المكلفة بها، وبالفعل نجحت هذه القوات فى الدخول إلى سيناء عبر الأنفاق التى تربطها مع قطاع غزة".
 
IMG_3042
 
ويقول الكتاب "إنه فى تمام الساعة الرابعة من صباح السبت 29 يناير 2011، توجهت العناصر المتسللة ومعهم بعض عناصر البدو إلى الطريق الدولى الساحلى المؤدى من رفح إلى مدينة الشيخ زويد، واشتبكت معها قوات الأمن المصرية من الرابعة إلى التاسعة من صباح نفس اليوم، غير أن قوة النيران والأسلحة المتقدمة التى كانت بحوزة العناصر التى قيل إنها بلغت (800) مقاتل مكنتهم من إنجاز مهمتهم فى إحراق أقسام شرطة رفح ورابع العريش والقسيمة والشيخ زويد وتدمير مكتب أمن الدولة فى رفح والشيخ زويد، كما قامت أيضا بتفجير أحد خطوط الغاز التى تمر عبر سيناء باتجاه إسرائيل.
 
وبعد أن نجحت هذه المجموعة فى نشر الفوضى وإفساح الطريق أمامها، قامت بتقسيم نفسها إلى ثلاث مجموعات، تحركت باتجاه محافظات القاهرة والقليوبية والبحيرة عبر محافظة الإسماعيلية، متجهة إلى سجون وادى النطرون وأبو زعبل والمرج وغيرها لاقتحامها وتحرير عناصر حماس وحزب الله وجماعة الإخوان المتواجدين فيها.
 
كما يحكى الكتاب محاولة اغتيال عمر سليمان بعد اختياره نائبا للرئيس، حيث استأذن "سليمان" فى الذهاب إلى مكتبه فى جهاز المخابرات العامة حتى يجمع أوراقه، وبالفعل عندما ذهب إلى مكتبه، تلقى اتصالا من سكرتارية الرئيس، بأن الرئيس يطلبه على نحو عاجل، وبالفعل سارع عمر سليمان إلى ترك مكتبه والتحرك إلى السيارة، وعندما سئل فى هذا الوقت من المختصين عن السيارة التى سيركبها، قال "سأركب السيارة التى حصلت عليها من رئاسة الجمهورية كنائب للرئيس" وليست السيارة الأخرى التى كان يستخدمها خلال عمله رئيسا لجهاز المخابرات العامة، وعندما وصل عمر سليمان إلى مستشفى كبرى القبة، فوجئ بإطلاق نار على السيارة التى رفض أن يركبها ما أدى إلى مقتل السائق وإصابة موظف الأمن الذى كان بجانبه.
 
IMG_3049
 
يستمر الكتاب فى استعراض معلومات مهمة فى هذه المرحلة وما بعدها تتعلق بمعركة الجمل وملابساتها، وتنحى الرئيس مبارك وما تبعه من فوضى، وموقف القوات المسلحة من ضبط النظام، واختيارات الحكومات، وصولا إلى مرحلة الانتخابات الرئاسية عندما وجد الشعب المصرى نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما، إما شفيق أو مرسى.
 
وفى الجزء الثانى المسمى بـ (زمن الإخوان) يقول الكتاب إنه خلال الفترة من 30 يونيو 2012 إلى 3 يوليو 2013 عاشت مصر فترة تاريخية صعبة، شاعت فيها الفوضى، وتآكلت فيها المؤسسات، وحلت فيها "الجماعة الإرهابية" محل الدولة، ولم يكن الرئيس فيها سوى مندوب للإخوان، يحكم بتعليمات مباشرة من مكتب الإرشاد، ولا يستطيع أن ينفذ إلا ما يملى عليه، لقد تعرضت البلاد فى هذه الفترة إلى مشاكل وصدامات، وأزمات عديدة منذ اليوم الأول لوصول "محمد مرسى" إلى سدة الحكم، حيث سعت الجماعة إلى تقويض الإعلان الدستورى والهيمنة على القضاء والتفريط فى الاستقلال الوطنى والسعى إلى تغيير هوية الدولة والوطنية وتفتيتها.
 
ويرى الكتاب أنه منذ البداية تصدت مؤسسات الدولة وتحركت جموع الشعب المصرى لمواجهة المخطط، فكانت التظاهرة الأولى بعد ثلاثة أسابيع من حكم جماعة الإخوان، وتحديدا خلال تشييع جثمان اللواء عمر سليمان فى 22 يوليو 2012، حيث شهدت المظاهرة رفع شعار "يسقط حكم المرشد" للمرة الأولى أعقبتها مظاهرات 24 أغسطس، ثم أحداث الاتحادية فى 4 ديسمبر 2012 وما تلاها.
 
 
IMG_3061

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق