مستشفيات الأندية تهدد الكرة المصرية.. منظومة الطب الرياضى تعاني من انعدام للرؤية

الأحد، 27 يناير 2019 02:00 م
مستشفيات الأندية تهدد الكرة المصرية.. منظومة الطب الرياضى تعاني من انعدام للرؤية
الأهلى
مصطفى الجمل

 
 
اقتربت إصابات اللاعبين خلال الموسم الكروى الحالى من تشكيل فرق كاملة بمقاعدهم الاحتياطية، وكان للنادى الأهلى نصيب الأسد من هذه الإصابات التى لا حصر لها، فلا يعود لاعب له من الإصابة إلا ويفقد أمامه لاعبين، حتى بات لديه أكثر من 12 لاعبا مصابا.
 
فى الأهلى أصيب مروان محسن فى العضلة الأمامية وهشام محمد فى العضلة الخلفية خلال مباراة فيتا كلوب فى دورى أبطال أفريقيا الأسبوع قبل الماضى، واللاعب محمد محمود، تعرض لقطع فى الرباط الصليبى، وأصيب اللاعب جيرالدو أيضًا فى أول مباراة رسمية له مع الفريق فى مباراة سموحة، وتعرض المهاجم المغربى وليد أزارو، للإصابة وذلك بعدما أصيب بشد فى العضلة الضامة، كما تعرض اللاعب أحمد الشيخ لإصابة فى الكاحل أيضًا، وتعرض اللاعب أحمد فتحى لإصابة بكدمة فى الساق، وتعرض صلاح محسن، للإصابة بشد فى العضلة الضامة، خلال مباراة المقاولون، كما تعرض محمد نجيب، مدافع النادى الأهلى، لإصابة فى الركبة خلال مباراة حوريا الغينى، بذهاب دور الثمانية فى بطولة دورى أبطال إفريقيا، سبتمبر الماضى.
 
إصابات اللاعبين بهذا الشكل المفزع، تمثل إهدارا للمال العام، نظرا لعدم استفادة الأندية من المبالغ الطائلة المدفوعة فى ضم هؤلاء اللاعبين، «صوت الأمة» تفتح هذا الملف، وتجيب على التساؤلات التى مثلت لغزا لجماهير الساحرة المستديرة خلال الفترة الماضية.
 
وأجمع الخبراء الرياضيون والمتخصصون فى الطب الرياضى على أن منظومة الطب الرياضى فى مصر، تعانى من قصور شديد، وانعدام للرؤية، وفقدان لمواكبة العصر وما استجد على هذا المجال فى الملاعب الأوروبية وكذلك الأمريكية والآسيوية، الأمر الذى تسبب فى تكبيد ميزانيات الأندية خسائر مالية كبيرة، الأمر الذين لن يتم علاجه إلا بالأخذ بالمعايير والأسس الدولية الخاصة بمنظومة الطب الرياضى، والعمل على تحديثها على الصعيدين سواء البشرية أوالأدوات والخبرات الدولية العلمية. وطالب الخبراء فى هذا المجال بالاهتمام بالحالة الطبية الرياضية لكل لاعب للوصول لأعلى كفاءة فى الأداء، للقضاء على ما تعرض له من ضغوط عصبية ونفسية أثناء اللعب ووصل لما يطلق عليه علميا الـ Sport psychology حيث يعمل على التحكم فى تطوير كبير فى مجال القدرات الذهنية للتركيز فى اللعب والمؤثرات السلبية التى تأثر على اللاعب أثناء المباريات ويوجد فى معامل خارج مصر الـ Brain Gym للحفاظ على صحة اللاعبين وتحسين أفضل لأدائهم تحت الضغوطات الجائز التعرض لها أثناء اللعب.
 
من الأمور التى تعانى منها مصر، غياب بعض المتخصصين فى العلاج الطبيعى والطب الطبيعى وهو فرع من فروع الطب الكامل، فضلاً عن عامل آخر يجب وضعه فى الاعتبار للحفاظ على سلامة اللاعبين ووقايتهم لأعلى درجة ممكنة من الإصابات، وهو التأكد أن ملعب التمارين مطابق للمواصفات، كما أن الإجهاد الزائد على اللاعبين، على عضلاتهم يجعلهم دائما عرضة لإصابات كثيرة، وتكرارها وينتج عن ذلك أن الاستشفاء لابد من أن يكون استشفاء كاملا لعودة اللاعب لمستواه فى الملاعب.
 
طارق سليمان طبيب المنتخب السابق، قال إن تلاحم المباريات وعدم حصول اللاعب على فترة راحة كافية تؤدى لسهولة التعرض للإصابات العضلية، كما أن لاعبو بعض الأندية لا يحصلون على فترة راحة سلبية كافية قبل انطلاق الموسم، والتى تتراوح ما بين 10 إلى 15 يومًا.
 
وأكد طبيب المنتخب السابق أن كثرة تغيير مدربين الأحمال تؤدى لتعرض اللاعبين للإصابات العضلية، خاصة أن كل مدرب أحمال يتبع أسلوبه وطريقته الخاصة فى العمل، ومع تغيير تلك الطريقة التى بدأ اللاعب يعتاد عليها، يصبح عرضة للإصابة العضلية، لافتا إلى أن اللاعبين يتعرضون للإصابات العضلية بسبب عدم الالتزام بالقياسات البدنية التى من المفترض أن تحدث على الأقل مرتين فى العام، كما لا يهتم اللاعب أيضا بعملية الاستشفاء العضلى التى من المفترض أن يقوم بها عقب التمرينات والمباريات لوقاية العضلات من الإجهاد والشد والإصابات المتكررة، مشددا على ضرورة اهتمام اللاعب بالمكملات الغذائية، لإمداد العضلات بالكالسيوم والماغنيسيوم والبوتاسيوم، فضلاً عن الأملاح المعدنية والسوائل لعدم تعرض العضلات للإجهاد بسهولة.
 
وأوضح طبيب المنتخب السابق أن اللاعبين فى مصر عمومًا لا يهتمون بالتغذية السليمة، حيث من المفترض أن يتناول اللاعب وجبة من الفواكه عقب كل تمرين وهذا لا يحدث مما يتسبب فى تعرض اللاعب للإصابات العضلية.
 
وقال ضياء السيد، لاعب النادى الأهلى الأسبق، إن سبب تكرار الإصابات سوء أرضية الملاعب والتدريبات، موضحاً أن الملاعب تسبب إصابات الركبة والأنكل، وتمثل خطراً على حياة اللاعب نفسها، نظراً لأن الكرة تمثل مصدر رزق اللاعبين، وليس لديهم مصدر رزق آخر، وكم من لاعبين قضت عليهم الإصابات.  وأكد ضياء السيد أن إصابات اللاعبين ضياع للاستثمارات التى تقوم بها الأندية المصرية، والتى منها زيارة الأندية العالمية للاستفادة من تجاربهم فى مواجهة هذه السرطان. 

أشهر اللاعبين المصريين المتكررة إصاباتهم 
 
وفى الدورى المصرى، هناك مجموعة من اللاعبين المشهورين بتكرار إصاباتهم بشكل لافت، مما يبعدهم عن الصورة ويحول دون الاعتماد عليهم بشكل كبير بالإضافة إلى أنه يُهدد تواجدهم وسط أندية القمة، كاللاعب رامى ربيعة، وباسم على مدافع النادى الأهلى القادم منذ عدة سنوات من نادى المقاولون، يتميز باسم على بسرعة ومهارة فائقة تميز أى مدافع أيمن، إلا أنه لا يكاد يتعافى من إصابة إلا وتلاحقه أخرى، حتى وصل به الأمر للتعرض للإصابة أثناء التدريبات، مما حرمه كثيراً من المشاركة مع ناديه فى مختلف البطولات المشارك بها. 
 
وقبل باسم على كان للنادى الأهلى مدافع آخر أكثر تعرضا للإصابة، وهو شريف عبد الفضيل، الذى ظل لفترة طويلة فى الإصابة حتى استغنى عنه النادى، ولكن حتى بعد انتقاله للإسماعيلى، تعرض للإصابة، وتكررت إصاباته ولم يستفد منه الدراويش، حتى قرر الاعتزال. 
 
ولأن النادى الأهلى على موعد دائما مع اللاعبين المصابين بإصابات مزمنة، فلم يستفد من إمكانات اللاعب أحمد خيرى، الذى تعرض لإصابة فى الظهر بمجرد انضمامه للشياطين الحمر قادماً من الإسماعيلية، ليستغنى عنه النادى الأهلى خلال فترة قصيرة، ويبدأ اللاعب رحلة البحث عن نادٍ ينضم له ويقرر إيهاب جلال وقت قيادته للمقاصة منحه الفرصة عقب رفض المقاولون العرب، التعاقد معه بسبب تلك الإصابة التى تُهدد مستقبله الكروى، إلا أن اللاعب تكررت إصابته حتى غاب عن الأضواء. 
 
ومن النادى الأهلى إلى نادى الزمالك لم يختلف الأمر كثيرا، فلاعب القلعة البيضاء أيمن حفنى، هددت الإصابات مستقبله بشكل كبير حيث إن الفريق لم يستفد منه باستمرار بالإضافة إلى أن تكرار الاصابات تبعده عن تمثيل منتخب مصر فى المحافل الدولية الكبرى حيث إن اللاعب كسر حاجز الـ30 عامًا ولم يصنع شيئًا يُذكر فى تاريخه الكروى حتى الآن.
 
أما أحمد حجازى، فلاحقته الإصابة فى البداية حتى أطاحت به خارج فيورنتينا الإيطالى، وأفسدت مسيرته خلال إعارته ببيروجيا، وكادت أن تقضى عليه مع الأهلى، مع تكرار إصاباته بشكل لافت وعدم مشاركته باستمرار مع الفريق، إلا أنه تعافى منها، واستطاع بكل يسر أن يخرج منها، وينتقل للدورى الانجليزى ويواصل مسيرته بشكل جيد. 
 
وللملاعب المصرية إصابات مشهورة متكررة للاعبين متعددين، ولعل أهمها: 
 
 
1. التهاب المفاصل
 
هو عبارة عن التهاب فى غشاء المفاصل يتسبب فى حدوث درجات متفاوتة من الألم، ويقيد حركة اللاعب حيث يمكن أن يكون الالتهاب جرثومياً، أو ناتجا عن سبب آخر مجهول، وقد يصيب مفصلاً أو أكثر وهو غالبا ما يؤثر على الركبة.
 
ومن أهم أعراضه هى تورم المفصل وانتفاخه والشعور بالألم الشديد، وقد ينتهى الأمر بحدوث تشوه كبير فى شكل المفصل الامر الذى أجبر العديد من النجوم والمحترفين على التخلى عن حياتهم المهنية والاعتزال.
 
2. تمزق الرباط الصليبى الأمامي
 
هى إصابة فى الرباط الصليبى الأمامى (ACL) داخل مفصل الركبة، وغالبًا ما تحدث هذه الإصابة خلال ممارسة الرياضة التى تنطوى على التوقف المفاجئ والتغيرات المفاجئة فى الاتجاه مثل كرة القدم.
 
وقد ينتج عنه تورم فى الركبة بعد الإصابة مباشرة والشعور بأنها غير مستقرة وتصبح مؤلمة جدًا بحيث لا يمكنها تحمل الوزن.
 
3. آلام الركبة بعد تدريب البيلاتيس
 
قد يتضمن العلاج التدخل الجراحى لاستبدال الرباط الممزق يليه القيام بتمارين إعادة التأهيل للمساعدة فى استعادة القوة والثبات لذا فقد يضطر اللاعب إلى مغادرة الملاعب لمدة 6 أشهر متواصلة من أجل الخضوع للعلاج.
 
4. هشاشة العظام
 
هو مرض يتسبب فى انخفاض كثافة العظام أو رقتها نتيجة لنفاد مخزون الكالسيوم والماغنيسيوم فى عظام الجسم مما يؤدى إلى انخفاض كثافة المعادن فى العظام.
 
عندما يتعرض اللاعب لهذه الحالة، فإن العظام تصبح أكثر هشاشة مما يجعلها عرضة للكسر بكل سهولة فى الملعب.
 
5. الشد العضلي
 
هو تقلص لا إرادى فى العضلات يمكن أن ينتج عن العديد من التشنجات فى العضلة نتيجة حركة مفاجئة أو تعرض العضلة لإجهاد ما.
هذا التقلص ينتج عنه ألم حاد أو عدم القدرة على استخدام العضلات المصابة لفترة مؤقتة.
 
الرياضيون الذين يتعرضون إلى الجفاف والإرهاق نتيجة الإفراط فى ممارستهم الرياضة خاصة فى الجو الحار يصابون بالشد العضلى.
6. تينيا القدمين
 
تبدأ الإصابة بمرض تينيا القدمين على هيئة احمرار بالجلد بين أصابع القدم الصغيرة ويصاحبه شعور بالحكة ثم يمتد المرض ليشمل الأصابع جميعها نتيجة للإصابة الشديدة بالفطريات.
ومن أهم أسباب ذلك هو قيام اللاعبين بارتداء الجوارب والأحذية الرياضية لفترات طويلة وما يصاحب ذلك من غزارة العرق وارتفاع درجة حرارة جلد الأصابع والقدم وهى ظروف ملائمة لنمو الفطريات على الجلد.
7. ارتجاع اللسان
تتعدد الإصابات القاسية للاعبين فى أرض الملعب، ومن أبرزها وأكثرها خطورة وصعوبة حالات بلع اللسان.
وارتجاع اللسان هو نتيجة .فقدان الوعى الذى قد يصيب اللاعبين ويتسبب فى غلق مجرى الهواء ويؤدى إلى نقص الأكسجين فى المخ، ما يعرض اللاعب إلى الموت خلال 4 دقائق.
 
أما الطريقة الصحيحة لعلاج مثل هذه الحالات هى محاولة فتح مجرى الهواء عن طريق دفع الفك السفلى إلى الأمام مع إرجاع رأس اللاعب للخلف، حتى يسمح بفتح مجرى الهواء وبالتالى عودة حركة اللسان لوضعها الطبيعى.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة