قصة إنشاء كوبري قصر النيل وأسوده الأربعة: فنان مسلم صنع هيبته (صور)

الإثنين، 28 يناير 2019 07:00 ص
قصة إنشاء كوبري قصر النيل وأسوده الأربعة: فنان مسلم صنع هيبته (صور)
كوبرى قصر النيل

 
قد لا يعرف كثيرون قصة إنشاء كوبري قصري النيل، الذي يعد أحد أشهر الجسور في العالم، وأيضا قصة أسوده الأربعة القابعة عند مدخلي الكوبري المصنوعة من البرونز، والتي اكتسبت شهرة كبيرة، إذ يعد الكوبري الذي تميز بتصميمه الفذ وتاريخه العريق، أحد أهم ملامح القاهرة.
 
يقع كويري قصر النيل بالقرب من ميدان التحرير بالقاهرة، ويعتبر أول كوبري أنشأ في مصر للعبور على النيل، في عام 1869 في عهد الخديوي إسماعيل، إذ أصدر أمرا عالياً إلى نظارة الإشغال عام 1865 أثناء بناء سراي الجزيرة بإقامة كوبري يصل بين القاهرة والجزيرة بتكلفة 113 ألف و 850 جنيه مصري.
 
قصة إنشاء الكوبري بدأت مع تفكير الخديوي إسماعيل في إنشاء جسر يربط بين ميدان التحرير، الذي كان معروفاً وقتها باسم «ميدان الإسماعيلية»، والضفة الغربية من النيل بمنطقة الجزيرة اقتداءً بمدن أوروبا، التي تربط الجسور بين ضفافها، كان الناس ينتقلون في هذه الفترة بين ضفتي النيل، باستخدام النقل النهري، عبر المراكب الشراعية، التي تٌصف بجوار بعضها البعض وتمتد عليها ألواح من الخشب كي يسير الناس عليها، ما جعل من فكرة إنشاء الكوبري وقتها فكرة عصرية متطورة.
 
 تكفلت شركة فرنسية ببناء كوبري قصر النيل، ليكتمل بناؤه في منتصف عام 1871 بطول (406 أمتار) وعرض (10.5 متر) منها (2.5 متر) للرصيفين الجانبيين وطريق بعرض (8 أمتار)، وبلغت تكاليف إنشائه 110 آلاف جنيه.
 
بيع حمص الشام والشالا
 
كان الكوبري مكونًا من 8 أجزاء، منها جزء متحرك من ناحية ميدان الإسماعيلية طوله 64 مترًا لعبور المراكب والسفن يتم فتحه يدويًا من خلال تروس، علاوة على جزئين نهائيين بطول 46 مترًا و5 أجزاء متوسطة بلغ طول كل منها 50 مترًا، وتم تأسيس دعائم الكوبري من الدبش المحاط بطبقة من الحجر الجيري الصلب، كما تم تنفيذ الأساسات بطريقة الهواء المضغوط، وصممت فتحات الكوبري كي يمكنها حمل 40 طنًا والسماح بعبور عربات متتابعة وزن كل منها 6 أطنان أو تحمل أوزان ضخمة موزعة على جسم الكوبري.
 
أما تاريخ تماثيل أسود قصر النيل، فيعود إلى أواخر القرن التاسع عشر، وقد أبدعها المثال الفرنسي الشهير هنري  جاكمار، بطلب خاص من الخديوي إسماعيل، و«جاكمار»، هو المثال الذي صنع تمثال الكولونيل جوزيف سيف، الذي عهد إليه محمد على باشا ببناء الجيش المصري الحديث، فاستوطن مصر، التي أحبها واعتنق الإسلام فصار يعرف باسم سليمان باشا الفرنساوي، وأطلق اسمه على أحد أهم شوارع قلب القاهرة وعلى الميدان، وقد تغير اسمهما ليصبحا شارع وميدان طلعت حرب، بينما انتقل تمثال سليمان باشا من موقعه في الميدان إلى المتحف الحربي.
 
ولا يعرف الكثيرون أن تماثيل أسود قصر النيل، صنعت في الأصل لكي توضع على بوابتي حديقة حيوان الجيزة، لكن حين وصلت التماثيل الأربعة إلى القاهرة من فرنسا، كان الخديوي إسماعيل قد خُلع، وتولى ابنه الخديوي توفيق، الحكم، وكانت تجرى في ذلك الوقت عملية تجميل كوبري الخديوي إسماعيل، كما كان يسمى الكوبري آنذاك، ورأى الخديوي توفيق، أن الكوبري يحتاج لمظهر يليق بهيبة اسم والده، فتم وضع أسدين على كل مدخل، واستعيض عن التماثيل عند افتتاح حديقة الحيوان عام 1891، بلوحات مجسمة على المدخل تصور مختلف حيوانات الغابة.
 
نصبة شاى
 
تقرر فرض رسوم عبور حسب نوع المار بالجسر فالرجال والنساء ربع قرش والأطفال والغزلان معفيين من الرسوم والعربات المليئة بالبضائع قرشين والفارغة قرش، وسمي الجسر بكوبري قصر النيل نظراً لأنه كان يوجد قصر كبير على النيل من جهة ميدان التحرير يسمى قصر النيل أنشأه محمد علي لابنته زينب ولما تولى سعيد باشا الحكم قام بهدم القصر وتحويله إلى ثكنات للجيش وقد احتلها الإنجليز بعد احتلالهم لمصر وبعد جلاءهم تم هدم الثكنات وبناء جامعة الدول العربية وفندق هيلتون.
 
وبعد 59 سنة من إنشاء الكوبري تم عمل كوبري جديد مكان الكوبري القديم يفي بحاجة النقل المتزايدة والحمولات الحديثة ويتلاءم مع ما وصلت إليه القاهرة من عمران في عهد الملك فؤاد الأول، ووضع حجر أساس الكوبري الجديد في 4 فبراير عام 1932 إحياءً لذكرى والده فقد أطلق عليه اسم (كوبري الخديوي إسماعيل)، قبل أن يفتتحه في 6 يونيو عام 1933.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق