روسيا: لقد حان موعد الضغط على تركيا.. وهذه أبرز ما تنتوي فعله بشأن «إدلب»

الإثنين، 28 يناير 2019 12:00 م
روسيا: لقد حان موعد الضغط على تركيا.. وهذه أبرز ما تنتوي فعله بشأن «إدلب»
منة خالد

نجحت روسيا في كشف نوايا أنقرة التوسعية في شمال سوريا، واتخذت ملف "إدلب" الذي تم إغفاله عن عمد لفترة طويلة كورقة ضغط قوية على أنقرة، خاصةً وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ارتكب خطأ فادح بعد سماحه لهيئة تحرير الشام التي تقودها جبهة فتح الشام - أوالنصرة سابقا- والمُدرجة تحت قوائم الإرهاب، بالسيطرة على كامل المحافظة الواقعة شمال غرب سوريا. إذ سيطرت هيئة تحرير الشام في ديسمبر الماضي عليها أجزاء من من حماة وحلب بعد استسلام لافت لفصائل المعارضة التي ينظر إليها على أنها "معتدلة".

ورغم أن روسيا هي المَعين الأول بشأن ما يحدث من أوضاع في "إدلب" في ظل إبرامها اتفاق مع تركيا في سبتمبر الماضي أبعد أي هجوم عسكري عن المحافظة كان النظام السوري وحليفته إيران يحشدان له.

 

4
الجميع يترقب الضغط على الزناد 

 

لماذا الصمت الروسي إذن ؟

يرى موراقبون حسب وكالات أنباء عالمية، أن الصمت الروسي وقت إقدام هيئة تحرير الشام على وضع يدها على كامل إدلب، بدأت تتضح دوافعه، فروسيا على ما يبدو غضت الطرف حينها لابتلاع أنقرة الطعم لتستخدم بعدها الملف لمقايضة الأخيرة لجهة عدم إيفائها بالتزامها بشأن الاتفاق الذي جرى، والأهم هو أن تنظيما إرهابيا بات يسيطر على محافظة ممتدة تحتضن أكثر من 3 مليون نسمة، وهذا لن يكون محل قبول دولي والدليل أن هناك حديث بأن ألمانيا أوقفت مساعداتها لإدلب
.

 

وفي 17 سبتمبر الماضي، نصّ الاتفاق الذي تم إبرامه بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سوتشي يقضي بإنشاء منطقة عازلة وإبعاد التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها هيئة تحرير الشام إلى الحدود مع تركيا، فضلاً عن نزع السلاح الثقيل للفصائل بشقيها المعتدل والجهادي على أن تنفذ البنود في أجل لا يتجاوز نهاية العام الماضي.

 

وحرصت موسكو على التأكيد مرارا أن أنقرة المسؤولة الأولى عن تنفيذ الاتفاق وعن نجاحه من عدمه، وكما هو متوقع روسيا فإن تركيا لم تنفذ هذا الاتفاق، بل استخدمته شماعة لإنقاذ الفصائل الموالية لها ولإبقاء المحافظة تحت قبضتها. في حين ترى روسيا  أن الوقت حان للتحرك في هذا الملف واستخدامه كورقة مهمة في سياق الضغط على تركيا في باقي الملفات، ولعل أهمها هو ضرورة تفعيل اتفاق أضنة بما يعنيه ذلك من عودة سوريا إلى الإمساك بحدودها وإعادة العلاقات الدبلوماسية التركية مع دمشق.

5
 


الموقف التركي

ويقول المراقبون إن تركيا تبدو في وضع صعب جدا ليس فقط لجهة فشلها في إقناع روسيا بدعمها في إنشاء منطقة آمنة كان طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في يناير الجاري كحل وسط بين أنقرة والأكراد في شمال سوريا، بعد أن أعلن عن قراره سحب قوات بلاده من هذا البلد، بل وأيضا لجهة كيفية التعاطي مع العرض الروسي بإعادة تفعيل اتفاق أضنة، ومواجهة الضغوط الروسية المتصاعدة حيال إدلب.

 

وكانت تركيا تطمح لتجيير القرار الأميركي بالانسحاب من سوريا وعرض ترامب بإنشاء منطقة آمنة خدمة لمشروعها التوسعي في سوريا والذي يشمل وضع يدها على كامل الشمال السوري وصولا إلى الحدود العراقية، بيد أن الموقف الروسي أهدأ من اندفاعتها واضطرها إلى إعادة قراءة المشهد مجددا في ضوء الفيتو المستجد.

 

وتزامن ذلك مع إعلان الدفاعات الجوية السورية التصدي لأهداف معادية في سماء مدينة اللاذقية بالقرب من قاعدة حميميم الروسية، وذكر مصدر عسكري أن طائرات مسيرة انطلقت من المنطقة الواقعة بين ريف اللاذقية الشمالي الشرقي وبين ريف جسر الشغور بريف إدلب الجنوبي الغربي، وحاولت الاقتراب من حميميم بيد أن المضادات الجوية حالة دون ذلك.

 

وكانت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قد أعلنت الأسبوع الماضي قبيل زيارة لأردوغان إلى موسكو، أن الوضع في إدلب يتدهور ويثير القلق، موضحة أن الأراضي هناك باتت تحت سيطرة تنظيم “جبهة النصرة. 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة