قصة ملك برتغالي خلد عشقه لـ «خادمة» على قبره: معا حتى نهاية العالم

الثلاثاء، 29 يناير 2019 09:00 ص
قصة ملك برتغالي خلد عشقه لـ «خادمة» على قبره: معا حتى نهاية العالم
معا حتى نهاية العالم
إسراء بدر

 
عاش الأمير «بيدرو» تحت طوع والده الملك ألفونس الرابع، ملك البرتغال، لم يرفض له طلب، فهو الملك شديد الصرامة. كانت قراراته نافذة أيا ما كان نتيجتها، فجاء بابنه الأمير «بيدرو» ذات صباح وأمره بالزواج من «كونستانس».
 
وهي الزوجة السابقة لزوج شقيقته، حاول الأمير «بيدرو» أن يستسمح والده ليعفيه من هذا الطلب، ولكنه لم يكن طلبا بل كان أمرا لا رجوع عنه، معللا سبب قراره بأنه يريد أن يحرق قلب زوج ابنته الذي اشتهر بخيانته لها العديد من المرات على مرأى ومسمع من الجميع ولم يعط احتراما لوالدها الملك، فقرر زواج «بيدرو» بهذه الأميرة.
 
وقف «بيدرو» حينها منزعجا من زواجه بسيدة لم يحبها ولا يعرفها يوما وتزوجها بالفعل رغما عنه، فجاءت الأميرة «كونستانس» من أسبانيا ومعها الكثير من الوصيفات والخدم واتخذها الأمير زوجة له ورغم إنجابه ثلاثة أطفال منها إلا أنه لم يشعر معها يوما بالحب ولم تتحسن العلاقة بينهما.
 
وفي الوقت الذي دق قلبه عشقا لإحدى وصيفات الأميرة وتدعى «إينيس»، والتي كان جمالها يفوق الخيال ولون عيونها تسحر الناظرين إليها وبادلته «إينيس» مشاعر الحب ونشبت بينهما علاقة غرامية بدأ يتحدث عنها الكثيرون، ووصل صيتها إلى زوجته الأميرة «كونستانس» فأمرت بطرد هذه الوصيفة من القصر الملكي وعودتها إلى أسبانيا ولكن الأمير لم يترك حبه بهذه السهولة فقد أخذ الوصيفة لتقيم في إحدى قصوره.
 
download (6)
 
ظن الملك أن هذه العلاقة مجرد نزوة وهي من التصرفات الطبيعية بين الأمراء والوصيفات أو السيدات عامة في ذاك الأوان، ولكن الأمير بدأت علاقته في توطد مع أهل الوصيفة وكبار رجال أسبانيا حينذاك ووضعهم في مناصب كبيرة في الدولة.
 
واتخذ منهم مستشارين له فلم يأخذ قرار دون مشورتهم وهو ما أثار غضب الملك عندما أخبره جواسيسه بما يجريه الأمير، ويشاء القدر بأن تتوفى الأميرة «كونستانس»، وهي تلد طفلها الثالث فظن العاشقان أن الأرض وما عليها تسع حبهما ولا يوجد ما يمنع زواجهما.
 
ولكن سرعان ما علم الملك بما يخطط له الأمير وعشيقته وعلم حينها أنها لم تكن مجرد نزوة مثلما توقع خاصة أنه وجد الأمير يهتم برعاية أطفاله من الوصيفة ويهمل أطفاله الثلاثة الملكيين، فأمر بالتخلص من هذه الوصيفة.
 
ورغم أن الأمير أخفاها في دير هي وأطفالها حتى لا يمسها ضرر إلا أن هناك ثلاثة من رجال الملك استطاعوا الوصول إليها وتسللوا إلى الدير ودخلوا غرفتها وأيدوا حركتها وقطعوا رقبتها أمام أطفالها الذين تمزق قلبهم فجعا لما شاهدوه يحدث مع أمهم.
 

download (7)

وأخذ الرجال رأس الوصيفة وتركوا جسدها في غرفتها وتوجهوا إلى الملك ليهدوه رأسها، وحينما عاد الأمير إلى الدير وجد جسد حبيبته ملقى على الأرض دون رأس وأطفاله يبكون بفزع ويرتعشون خوفا فصعق الأمير مما رآه.
 
وقرر الانتقام من أبيه فأعد جيشا لمحاربته ولكن الملك كان ذو قدرة جبارة استطاع أن يجعل الحرب لصالحه ولكن سرعان ما أصيب الملك بسكتة قلبية وتوفي على أثرها ولقب الأمير بالملك «بيدرو» الأول وجلس على العرش.
 
وكان أول قرار يتخذه الملك «بيدرو» أن يبحث عن الثلاث رجال الذين قتلوا حبيبته فلم يجد منهم سوى اثنان، والثالث فر خارج البلاد، فجاء بالاثنين وتلذذ بما فعله معهما حيث زال قلبهما من جسدهما وهما على قيد الحياة، فالأول أخرج قلبه من الأمام والثاني أخرج قلبه من ظهره لما ارتكبوه في قلبه من عذاب أليم على مقتل حبيبته.

download (5)

وبعدها كان له تصرف أكثر جنونا بعشقه، فقد أمر بإخراج جثة حبيبته من قبرها وألصق بها رأسها وألبسها رداء الملكات وأجلسها على العرش بجواره وأمر الجميع بتقبيل يدها واحد يلي الآخر ليجبر الجميع حتى الذين انزعجوا من علاقته بالوصيفة والتقليل منها في حياتها ليقبلوا يديها وتتوج ملكة وهي جثة عفنة.
 
وبعد عدة سنوات توفي الملك «بيدرو» الأول وكان قد أمر بإنشاء قبرين ملكيين قبر به حبيبته والثاني يدفن فيه بعد وفاته وكان هناك لوح رخام بين القبرين كتب عليه «معا حتى نهاية العالم» ليظل حبهما باقي رغم الموت فتظل جثتهما متقاربة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق