خرطوش في السيارة.. لماذا غيرت الأمم المتحدة رئاسة بعثة مراقبيها باليمن؟

الثلاثاء، 29 يناير 2019 05:00 م
خرطوش في السيارة.. لماذا غيرت الأمم المتحدة رئاسة بعثة مراقبيها باليمن؟
مايكل لوليسجارد

أثار قبول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش استقالة الرئيس الهولندي كاميرت لبعثة المراقبين الأممين في اليمن، والذي عين قبل شهر واحد بهذه السرعة وتعيين الجنرال الدنماركي المتقاعد مايكل لولسجارد بدلًا منه، تساؤلات عديدة حول الأسباب التي أدت إلى اتباع هذه الخطوة بهذه السرعة، رغم تأكيد الأمم المتحدة على إبقاء كاميرت ولو بشكل مؤقت.
 
قبل الاستقالة بأيام ظهرت صور شهيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، تم تأكيدها من وكالات أخبار عربية وأجنبية، لسيارارت مسؤولي لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق الحديدة وبها آثار طلق خرطوش نتيجة استهداف حوثي، وفي التوقيت ذاته تحدث تقارير عربية عن استياء أفراد اللجنة ورئيسها من مسرحية الحوثي التي سرعان ما انكشفت بعدما ألبس أفراد من المليشيات لباس عسكري على أنهم تابعون للحكومة اليمنية يتسلمون ميناء الحديدة كما نص اتفاق السويد.
 
وتشير كافة التوقعات أن تعنت الميلشيات الحوثية التابعة لإيران، وعدم التزامها بتنفيذ اتفاق السويد، أدى إلى إفشال مهام رئيس بعثة المراقبين في الحديدة، وربما إفشال الاتفاق برمته، فيما يؤكد مراقبون صعوبة عمل أي مسئول أممي في ظل هذه الأوضاع حتى بعد استقالة كاميرت من منصبه.
ووقع اختيار الأمين العام للأمم المتحدة على الجنرال الدانماركي المتقاعد مايكل لوليسجارد ليحل محل كاميرت، التي توترت علاقته مؤخرًا بالمتمردين الحوثيين ومبعوث الأمم المتحدة البريطاني مارتن جريفيث، فيما أشار المصادر لموقع قناة العربية أن اسم لوليسجارد طرح على أعضاء مجلس الأمن الـ15 للموافقة عليه أو رفض تسميته في المنصب الجديد.
 
وكان كاميرت أعلن استقالته بحسب مصادر، بعد الاعتراض على عملية إعادة الانتشار الصورية التي قامت بها الميليشيات في ميناء الحديدة من خلال سحب عناصرها بلباس مدني، وتسليم الميناء لحوثيين آخرين بلباس قوات خفر السواحل وذلك برعاية أممية من قبل المبعوث الأممي البريطاني جريفتس، حيث رفض كاميرت أسلوب المراضاة الذي يتبعه المبعوث الأممي مع الحوثيين، وأراد التعامل بصرامة معهم.
 
 
وتمارس الميليشيات الحوثية خروقات وتهديدات تستهدف ترهيب وعرقلة عمل المسؤول الدولي، فبعد مضي أقل من شهرين على توقيع الاتفاق، سجل عدّاد الخروقات الحوثية أرقاما قياسية، رصدها التحالف العربي الداعم للحكومة الشرعية في اليمن، مشيرًا أن المتمردين تخرق  اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة أكثر 17 مرة في اليوم الواحد.
 
الانتهاكات الحوثية لن تقتصر على الوضع العسكري، بل استهدفت مساعدات الإغاثة، محتجزة في وقت سابق 72 شاحنة إغاثية، تابعة لبرنامج الغذاء العالمي في محافظة إب، وفقًا لما أكدته الإدارة المحلية اليمنية ورئيس اللّجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح.
 
جدير بالذكر أن الجنرال لوليسجارد عمل ضمن القوات الدولية في العراق عام 2006، وولد عام 1960، وعمل في الجهاز العسكري الملكي الدانماركي منذ عام 1984، كما كان قائدا لقوات دعم السلام في سراييفو من عام 2007 حتى 2009، وقاد القوات الدولية للعاملين في مالي لعامي 2015 و2016، ومثل بلاده منذ عام 2017 كممثل عسكري في حلف شمال الأطلسي وفي الاتحاد الأوروبي حتى اليوم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق