قصة منتصف الليل.. باعت طفلتها لسداد ديون زوجها المسجون

الأربعاء، 30 يناير 2019 10:54 م
قصة منتصف الليل.. باعت طفلتها لسداد ديون زوجها المسجون
إسراء بدر

دخل "أحمد" منزله فى منتصف الليل لتستقبله زوجته "رشا" بالقبلات ففوجئت بفتاة تبلغ من العمر 14 عاما يصطحبها زوجها إلى منزلهما، وبكلمات متلعثمة حاول "أحمد" التحدث عن هوية هذه الفتاة فأخذ بزوجته وأجلسها بهدوء وبدء يسرد لها ما حدث معه طوال اليوم، حيث زارته فى مكتبه سيدة وبصحبتها هذه الفتاة وجلست تقص عليه حكاية زواجها وإنجابها هذه الطفلة وتربيتها طوال هذه السنوات بعيدا عن والدها، فسألته زوجته عن علاقتهما بهذه السيدة وابنتها وقصة زواجهما.

 

وكان رده هو الصادم بالنسبة لها، فقد أخبرها بأن هذه الفتاة هى أختها الصغرى من أم ثانية تزوجها أبيها منذ سنوات طويلة دون إخبار أحد وأنجب منها هذه الطفلة ولكنه لم يراها منذ ولادتها وربما لم يعلم بأن لديه فتاة من هذه الزوجة التى عاشت طوال عمرها فى الاسكندرية ولم تأت إلى القاهرة إلى فى محاولة للبحث عن زوجها السابق لتترك له طفلته تنعم فى عيشته الكريمة بدلا من الفقر الذى عاشت فيه طوال عمرها.

 

وقفت "رشا" مذهولة من حديث زوجها وبداخلها الكثير من التساؤلات حول كيف تزوج والدها فى الخفاء ولم يعلم أحد طوال هذه السنوات، وأنجب طفلة وتركها وعاش بشكل طبيعى، وكيف يكون لديها أخت ولم تعلم بحقيقة الأمر إلا بعد 14 عام من عمرها، فشعر "أحمد" حينها أن زوجته لا تستطيع تصديق حديثه فأخرج لها من حقيبة يده كافة الأوراق الرسمية التى تثبت صحة كلامه.

 

نظرت "رشا" إلى الطفلة فوجدت فى عيونها براءة لم تراها من قبل فأخذت بيدها وأدخلتها غرفة رضيعتها لتتعرف عليها وتوجهت إلى المطبخ لإعداد الطعام وفى الصباح الباكر اصطحبت الطفلة إلى محال تجارية شهيرة واشترت لها الكثير من الملابس والهدايا نظرا لأن والدتها جاءت بها دون ملابس إضافية، وعادا إلى المنزل والفرحة تملأ قلب الفتاة، وفى ذاك الوقت كان "أحمد" يجلس مع حماه ليقص عليه ما حدث ولكن بعيدا عن أذان حماته حتى لا يتسبب فى مشاكل بين الطرفين، فاعترف حماه بزواجه من هذه السيدة ولكنه رفض الاعتراف بالطفلة مؤكدا أنه لم ينجب منها أطفال ورغم ذلك كان يرسل إليها مبلغ مالى شهريا لضمان حياة كريمة.

 

فاستغرب "أحمد" من تصرف حماه الذى عرف عنه بأنه أب حنون وطيب القلب، فإذا كان هناك شك أن تكون ابنته فلم يرفض مساعدتها خاصة أنه اعتاد مساعدة الجميع وخاصة الأطفال حتى إذا لم يكن على علم بهم، فجاء بخاطر "أحمد" أن حماه ينكر الطفلة خوفا من المشاكل مع زوجته فطلب منه تحليل الحمض النووى للتأكد من صحة النسب أو عدمه والغريب أنه وافق على الفور، فهاتف "أحمد" والدة الطفلة وأخبرها بما حدث وطلب منها الحضور فى صباح اليوم التالى للتواجد أثناء التحليل بين الطفلة ووالدها ولكنها استقبلت حديثه بالصمت وفى النهاية أخبرته بمحاولتها الحضور.

 

مر العديد من الأيام ولكنها لم تأت فتحدث إلى حماه مجددا فأكد استعداده لإجراء التحليل وإذا ظهرت النتيجة بأنها ابنته سيتولى رعايتها طوال العمر أيا كانت النتيجة، ولكن إذا أكدت النتيجة صحة حديثه وأنها ليست ابنته فسيساعد الطفلة لأنها لا ذنب لها فيما يحدث ولكن لن يعترف بعلاقة الأبوة بينهما، مشددا على أنه إذا تقبل الأمر بسهولة فمن الوارد أن يأتى له كل يوم سيدة وبيدها شهادة ميلاد تثبت أنه والد أطفالها طمعا فى مبالغ مالية نظرا لثرائه المعروف.

 

أخذ "أحمد" يبحث عن حقيقة الأمر فاتضح له أن حماه تزوج عدة مرات دون إخبار أحد وكان آخرهم زوجة من دولة عربية شقيقها من أصحاب النفوذ وأنها على تواصل بهذه السيدة والدة الطفلة والتى سبق لحماه زواجه منها لكنه على يقين بعدم إنجاب أطفال منها، وعندما سأله عما يثبت حقيقة حديثه أظهر له الأوراق التى تثبت سفره وطلاقه من هذه السيدة قبل عامان من تاريخ ولادة الطفلة ومنذ طلاقهما لم يتقابلا يوما وأنه على يقين بأن شهادة الميلاد مزورة.

 

وقف "أحمد" حائرا فالطرفين يؤكد كل منهما صحة حديثه ولكن فى النهاية ما ذنب الطفلة البريئة أن تغوص وسط هذه الصراعات وهنا خطر بباله فكرة بأن براءة الطفلة من الممكن أن يستغلها لإثبات حقيقة الأمر، فأصطحبها لنزهة خارجية ولبى طلباتها دون تردد أيا كانت وفى نهاية اليوم سألها عن رأيها فى اليوم بالكامل فوجدها تقول "أنا اتبسط أوى وبحبك جدا وعمر ما حد عمل كدا معايا حتى بابا"، فسألها بهدوء عن والدها فوجد القلق يظهر على ملامحها فاحتضنها بشدة ليطمئنها فأخبرته بأن والدها فى السجن منذ ثلاث سنوات تقريبا وزارته أكثر من مرة مع والدتها ولكنه كان غليظ القلب لم يفكر فى إسعادها يوما أو الاهتمام بها مثله.

 

فوجئ "أحمد" بحديث الطفلة النابع من القلب وابتعد قليلا وهاتف والدتها وأخبرها أنه على علم بالحقيقة الكاملة ولكن عقابا لها سيتخذ الطفلة ابنة له ولم تستطع رؤيتها من جديد، وهنا فزعت الأم وأخبرته بأنها فعلت هذا المسلسل بعدما وعدتها الزوجة العربية لطليقها بأن تدفع لها آلاف الجنيهات مقابل تدمير أسرة طليقها، وأن والدها المسجون لا يعلم شئ عن الأمر وكانت بحاجة لهذه الأموال لسد ديون متراكمة على زوجها المسجون.

 

طلب منها "أحمد" الحضور إلى مكتبه وأتت على الفور وأعطى لها كافة الأموال التى ترضيها وتسد ديونها مقابل أن تتراجع عن موقفها وتثبت إدانة الزوجة العربية بما حدث واعدا إياها بأنه ملزم بسد احتياجات طفلتها ورعايتها بالكامل إلى أن يخرج والدها من السجن وسيوفر له فرصة عمل براتب شهرى يعيشهم حياة كريمة فوافقت الأم على الفور، وبعدها توجه "أحمد" إلى حماه وأخبره بما حدث لتعود المياه إلى مجاريها من جديد.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة