على عهدة «بلومبيرج»: «الأموال القذرة» سلاح داعش للعودة إلى قلب أوروبا والمنطقة العربية

الخميس، 31 يناير 2019 11:00 ص
على عهدة «بلومبيرج»: «الأموال القذرة» سلاح داعش للعودة إلى قلب أوروبا والمنطقة العربية
داعش

في أعقاب فترات الانفلات الأمني بمنطقة الشرق الأوسط، ظهرت من عباءة مدعي التدين، أمثال: «جماعة الإخوان الإرهابي»، العديد من الجماعات الإرهابية، وكان أبرز «داعش»، التي حاولت على مدار الفترة الماضية، أن توتر الأوضاع في المنطقة، ثم انطلقت تجاه الغرب، لتصب بغضبها عليهم.
 
لم تأمن المنطقة العربية، وأوروبا من غدر، مدعي الدين، الذين حاولوا أن يأكلوا في طريقهم كل ما هو أخضر ويابس- متشبهين بـ(يأجوج ومأجوج)- إلا أن الفترة الأخيرة، وعقب تكاتف المجتمع الدولي والمنطقة العربي لدحر الإرهاب ومحارته بكافة أشكاله، والتي كانت أبرزها جماعة «الإخوان الإرهابية»، بدأ ينحصر غدر المدعين أمثال: «داعش».
 
فما بين عام (2016)، وعام (2018)، انحصرت قدرات الجماعات الإرهابية بشكل، كبير، إلا أن الوضع لا يبشر بالخير، خاصة بعد التقرير الذي تطرقت فيه «بلومبيرج»، إلى أمكانية عودة تنظيم داعش من جديد إلى المشهد، من خلال التخطيط لتنفيذ عمليات غادرة، خاصة بعد أن ا خسر الأراضي التي كان تسيطر عليها في سوريا والعراق، لكن في أشكال أخرى ستحافظ على التهديد الإرهابي في جميع أنحاء العالم.
 
التقرير تطرق إلى العديد من النقاط، والتي كانت أبرزها، تلقي داعش هزيمة كبيرة في العراق، بينما تفصل أيام عن خسارة آخر جيب له في بلدة هجين شمال شرقي سوريا، منوهين إلى أن أبو بكر البغدادي، وقيادات التنظيم الإرهابي، سيحاولون رد اعتبارهم مرة أخرى.
 
ولفت التقرير، إلى أن «داعش»، تحول إلى تكتيكات المتمردين مثل التفجيرات وهجمات القناصة والاغتيالات، وهي نفس التكتيكات التي استخدمتها التنظيمات الإرهابية في السابق لتقويض الثقة في الحكومة وإثارة الانقسامات في أعقاب الغزو الأميركي للعراق عام (2003).
 
كانت «بلومبيرج»، رصدت خلال تقريرها، أرقام تبرز مدى عمق جراح «داعش»، والتي كانت السبب في تنبئاهم بإمكانية عودتهم، والتي كان منها: «شن 1271 هجوما و148 عملية اغتيال لقادة محليين في شمال العراق»، ذلك في الأشهر العشرة الأولى من عام (2018)، وفقا لمايكل نايتس، زميل كبير في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.
 
وأعلن التنظيم المسؤولية عن تفجير انتحاري في بلدة منبج السورية في (16 يناير)، وأسفر عن مقتل (19 شخصا) بينهم أربعة أمريكيين، في هجوم يشير إلى أن التنظيم لا ينوي التخلي عن العراق وسوريا فيما يرى فرصة لاستعادة إمكانياته والأراضي التي فقدها إذا فشلت حكومتا البلدين في توحيد المجتمعات المنقسمة وإعادة البناء.
وتراوحت التقديرات بشأن عدد منتسبي التنظيم بين عدة آلاف إلى (30) ألف مقاتل في نهاية عام (2018)، لكن ما الوضع في الاعتبار أن العديد من العناصر عادت إلى أوطانها في أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
 
ولفت التقرير إلى أن التنظيم يواجه حاليا صعوبات لاستجلاب عناصر إلى سوريا والعراق بسبب خطوات اتخذتها الدول لتشديد الرقابة على الحدود. وفقد داعش مئات الملايين من الدولارات في خزينته بعدما انعدام سيطرته على الأراضي وآبار النفط التي كانت بحوزته، لاسيما حقول دير الزور في سوريا، والضرائب والنهب، لكن في ذات الوقت منذ أن تحول إلى شبكة إرهابية تحت الأرض، تمكن من حماية الأموال المتدفقة إليه من الأنظار.
 
ومع ذلك، تقول السلطات التي تراقب داعش إن المجموعة الإرهابية تسللت إلى أعمال تجارية مشروعة مثل البناء وتحويل الأموال ومصايد الأسماك، حيث استثمرت "الأموال القذرة" ولا تزال قادرة على تهريب الأموال عبر الحدود.
 
الأرقام السابقة والإحصائيات، جعلت «بلومبيرج»، تجزم بأن «داعش»، قادرة على شن هجمات إرهابية، ليجيب تقرير لمؤسسة راند الأميركية أن التنظيم لديه من الأموال يكفي لدعم الهجمات المتفرقة في الخارج لسنوات قادمة.
 
ولا يزال التنظيم قادرا أيضا على توجيه الضربات عبر «الذئاب المنفردة»، الذين يستلهمون أفكار التنظيم دون أن يكون لهم علاقة تنظيمية مباشرة معه. وبعد أن كان للتنظيم أذرعا إعلامية واضحة ومؤثرة، تحول إلى استخدام التطبيقات ومواقع تتبع جماعات متطرفة أخرى لنشر الرسائل المشفرة لأعضاء التنظيم.
 
ذلك بالإضافة إلى تنشط الجماعات الموالية «لداعش» في عدد من البقاع في العالم. ففي أفغانستان، يشن فرع التنظيم هجمات إرهابية كثيفة، وثقتها الأمم المتحدة بنحو (52%) من مجمل الهجمات الإرهابية في هذا البلد.
 
وفي سيناء بمصر، تعمل الجماعات الموالية لـ«داعش» على استهداف قوات الشرطة والجيش والمدنيين إضافة إلى استهداف طائرة ركاب روسية عام (2015) أودت بحياة (224) شخصا.
 
وفي ليبيا، يظل فرع التنظيم هناك نشطا في الصحراء الجنوبية للبلاد وأجزاء من الشرق بعد هزيمته في عام (2016) في مدينة سرت التي احتفظ بها لمدة عام تقريبًا في أول احتلال إقليمي لـ«داعش» خارج سوريا والعراق.
 
ويشكل داعش تهديدًا للدول المجاورة لليبيا وعبر المتوسط، وقد كانت هجمات برلين عام (2016) ومانشستر في بريطانيا عام (2017)، أفضل مثال على ذلك؟. وفي الفلبين، أعلنت جماعات متطرفة في منطقة مينداناو الجنوبية ولاءها لداعش واستولوا على مدينة مراوي الجنوبية في مايو (2017) ولمدة خمسة أشهر.
 
وفي الساحل الأفريقي، قامت مجموعة متحالفة تعرف باسم تنظيم داعش في الصحراء الكبرى بمهاجمة قوات الأمن في بوركينا فاسو والنيجر ومالي. وقد خرجت هذه الجماعة إلى العلن بعد نصب كمين في النيجر عام (2017)، أودى بحياة أربعة جنود أميركيين وأربعة نيجريين.
 
وتستهدف جماعة بوكو حرام المتحالفة مع داعش في نيجيريا قوات الأمن والمدنيين واختطفت مئات الفتيات، كما ضربت جماعات موالية لداعش في منطقة القوقاز الروسية والجزائر، رغم قلة نشاطها نسبيا.
 
وفي اليمن، استفاد التنظيم المتطرف من الانقلاب الحوثي وحالة الفوضى الناجمة عنه في محاولة ترسيخ وجود أقوى في هذه البلاد، هو ما يقلق المسؤولون الأميركيون من أن تساعد هذه الفوضى في إنشاء قاعدة جديدة لـ«داعش» باليمن.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة