انتحاريات داعش.. كيف استخدمن أغاني «أم كلثوم» في العمليات الانتحارية؟

الثلاثاء، 05 فبراير 2019 09:00 ص
انتحاريات داعش.. كيف استخدمن أغاني «أم كلثوم» في العمليات الانتحارية؟
منة خالد

كان صوت أم كُلثوم يصدح في سماء دير الزور الزور الشرقي.. في طريق صحراوي طويل، يردد صوتها " يلا نعيش في عيون الليل ونقول للشمس تعالي تعالي" .. هذه الكلمات التي ترددت على مسامع مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، في نهاية الشهر الماضي، من خلال أحد العربات في طريقها إلى قُرى وبلدات خالية من السكان.

وقبل وصول السيارة إلى تلك المناطق- حيثُ يزداد حجم الدمار تباعًا مع التقدم في عمق ريف دير الزور- انكفأ مسلحو التنظيم يدافعون بشراسة عن آخر مواقعهم، لتنجح في الوقت ذاته خمس انتحاريات في تفجير أنفسهن وإصابة مقاتلين أكراد ومقتل عنصر.

ظاهرة الانتحاريات تنتشر عمومًا في مناطق مختلفة، ضمن ظاهرة "الذئاب المنفردة"، فالنساء عمومًا في تنظيم داعش في موطنه القديم سوريا والعراق، منهن أعداد كبيرة هجرن بلادهن والتحقن بالتنظيم، لتنفيذ عمليات ذات طابع مسلح  تطورت فيما بعد إلى انتحارية، في ظل النقص العددي لرجال التنظيم.

 

2
 
مقاتلات داعش

آخر عمليات إرهابية نفذتها انتحاريات التنظيم

شقّت مدرعة تابعة لقوات سوريا الديقراطية طريقها بصعوبة بين حفر كبيرة بالقرب من  قرية "الكشمة"، مرورًا بالشعفة وصولا إلى الباغوز، الأقرب إلى الحدود العراقية، تحولت مبان على جانبي الطريق إلى أكوام من الحجارة والتراب والقضبان الحديدية، بينما اقتُلعت واجهات محال تجارية من أساساتها.

وعند مدخل الشعفة، كتبت على جدار بيت صغير عبارة "استسلم تنظيم داعش"، وفي أحد شوارعها، لا تزال عربات مخصصة لبيع الفواكه والخضار مركونة في مكانها، لكنها خالية إلا من قطع قماش كانت تغطيها.

تكمل مدرعة قوات سوريا طريقها إلى بلدة "الباغوز" وهي أبرز خطوط الجبهة بين قوات سوريا الديمقراطية والتنظيم المتطرف، وعلى سطح أحد منازل البلدة، يراقب مقاتلون سير العمليات، ويتنقل قيادي ميداني بينهم حاملًا جهازه اللاسيلكي ويتبادل الحديث مع المقاتلين في الجهة المقابلة باللغة الكردية.

لم يكن يوم السبت سهلًا على قوات سوريا الديمقراطية، خاصةً مع اعتماد التنظيم على انتحاريين لإعاقة تقدم خصومه، في استراتيجية لطالما اعتمدها التنظيم للحد من خسائره، بهدف إيقاع أكبر قدر من الخسائر. حتى أعلن أحد قادة قوات سوريا، تفجير خمس انتحاريات أنفسهن في أنحاء قرية الباغور، ما أسفر عن مقتل جندي وإصابة ثلاثة أخرين بجروح.

فيما أعلن مسؤول ميداني آخر عن تفجير انتحاريتين، قرب النقاط التي تتمركز فيها القوات الكردية، موضحًا: "رأيناهما تقتربان بلباس أسود، صرختا "الله أكبر" ثم فجرتا نفسيهما". وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، قبل أيام، عن أربع عمليات انتحارية حديثة، قامت بها انتحاريات التنظيم، وأدت إلى سقوط 11 من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية.

انتحاريات داعش

البداية في داعش كانت في العام 2015 وقت بدأ التنظيم يستخدم النساء لاتمام مهامه بنجاح، كما أن تقلص عدد مقاتلي التنظيم الإرهابي من 60 ألف مقاتل داعشي إلى بضع آلاف، أثّر على ميزانية التنظيم في تجنيد وإدخال عناصر جديدة.

فضلًا عن أن هناك 35 ألف إمرأة موالية للتنظيم أنجبت أطفالاً على الأراضي التي سيطر عليها التنظيم الارهابي، قلة أعداد المجاهدين وتمسك القيادات بالحياة منحت صكوك ومبررات لاستخدام النساء والأطفال لتفجير أنفسهم.

انتحاريات بوكو حرام.. الأكثر خطرًا


في نيجيريا، امتد نفوذ بوكو حرام، ومع تمدد الحركة تنامى نشاط الانتحاريات من نيجيريا، منذ 2011، وأرجع مراقبون ذلك التنامي الملحوظ في تلك المنطقة من العالم، إلى عدة أسباب منها انخفاض أعداد المجندين الرجال والشباب ومن ثمّ استبدالهم بالفتيات والأطفال.

تعد جماعة بوكو حرام النيجيرية من أكثر الجماعات اعتمادًا على النساء في تنفيذ العمليات الإرهابية، وانتشرت الظاهرة في بوكو حرام مع انتشار الفقر والأمية حيثُ تقدم النساء أنفسهن قُربانًا لقيادات التنظيم الأكثر حرصًا على الحياة.

وأفادت تقارير أن هذه الجماعة شنت أكثر من 400 هجوم انتحاري خلال العام الماضي، بواسطة الانتحاريات التابعات للحركة منذ عام 2011، تمركزت معظمها في غرب أفريقيا وبالتحديد في دول النيجر وتشاد والكاميرون.

وهناك مئات العمليات الإنتحارية نفذتها فتيات في عمر السبع سنوات، يحملن على ظهورهن أطفالا، وبمجرد اقترابهن من الهدف يبدأ الإنفجار.. تكرار هذه العمليات بنفس التكنيك دفع قوات الأمن في نيجيريا إلى قتل الأطفال من الفتيات اللاتي يبدو عليهن الغموض، تحسبًا لعدم وقوع أي تفجير ارهابي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة