الحكومة اللبنانية في مهمة سحب البساط من حزب الله وتقييد إيران

الخميس، 07 فبراير 2019 12:00 م
الحكومة اللبنانية في مهمة سحب البساط من حزب الله وتقييد إيران
كتبت منة خالد

بعد ولادة متعسرة شهدتها حكومة سعد الحريري، على مدار نحو 9 أشهر شهدت مناوشات بين حزب الله اللبناني والحكومة اللبنانية، حاول فيها رئيس الحزب حسن نصر الله عرقلة سير الانتخابات، في ظل محاولات مستمية للسيطرة على أغلبية السُنة في الشارع اللبناني. د

أزمات عِدة شهدتها مدة سير إجراء الانتخابات لتشكيل حكومة وطنية تُنقذ لبنان من حالة الفوضى السياسية خلال الأشهر الماضية، في تمسك واضح من القوى الوطنية بحق لبنان في تحسين أوضاعها السياسية وميلاد حكومة وطنية.

الحزب المدعوم ماليًا وعسكريا من إيران، لطالما سعى إلى السيطرة على الحياة السياسية في البلاد، تحققت مساعيه بعد حصوله على 3 وزارات في التشكيل الوزاري الجديد، ففي هذه الانتخابات حصد حزب الله وحلفاؤه 75 مقعدا من أصل 128، مقابل 40 مقعد لقوى "14 آذار"، وهي: حزبا "القوات" و"الكتائب" المسيحيان، وتيار المستقبل السني، بزعامة سعد الحريري، مع فوز الكتلة الوسطية القريبة من 14 آذار بـ14 مقعد، والتي تتكون من الحزب التقدمي الاشتراكي الدرزي ورئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي.

 

1
 


حزب الله يمتلك قوتين داخل الحكومة الجديدة
في نظرة إلى التوازن الداخلي لحكومة لبنان حصل تيار المستقبل على 6 وزارات، و حزب الله على 3 وزارات وقوى 14 آذار على 10 وزارات –ولكن لم يكن  وزرائها في الثلث المعطل- أي أن القوى لا تتمكن من التأثير على اتخاذ القرارات، وبناءً على هذه التشكيلة، لا يمكن لفريق 14 آذار تعطيل إصدار أيّ قرار حكومي.

بالمقابل، يملك حزب الله وحلفاؤه النصف زائد واحد من عدد أعضاء الحكومة، ويمكنه تمرير أيّ قرار يريده، دون أيّ قدرة للآخرين على تعطيله. ومن المؤكد أن ترجح كفة مصالح حزب الله، فالتوازن في صالحها، وهو ما يزيد مخاوف اللبنانين من قُدرة نصر الله على فرض ما يريده دون امتلاكه أغلبية نيابية ولا وزارية، فكيف ستكون الحال وهو يمتلك كلتيهما، ولكن على الرغم من ذلك لا يمكننا القول بأن حزب الله لديه سيطرة مُطلقة.. ففي كل الأحوال هناك قوى أخرى غير حزب الله وتيار المستقبل وفريق 14 آذار، تستحوذ على الثلثين المتبقيين من الحكومة.

لذا يمكننا القول، بإن حزب الله اللبناني أمسك بالكثير من مفاصل الوزارات، من خلال الثلاث وزارات التي تولاها، أو من خلال حلفائه في القوى الأخرى على رأسهم التيار الوطني الحر "المسيحي"، أي أنه بات يملك 18 وزيرًا ضمنهم وزراء في المثلث المُعطل–هذا المثلث يتواجد به 11 وزير فقط من مُتخذي القرارات- كل هذا التمكّن الحاصل عليه نتيجة التفاهم الذي وقعه حزب الله مع " التيار الوطني الحرّ" في 6 من فبراير2006، قلَب موازين القوى الداخلية، فأصبح لحزب الله ذراع قوي في مواجهة قوى 14 آذار المناوئة للمحور السوري الإيراني، والمدعومة عربيا ودوليا.

كل هذه المؤشرات خلقت تخوّفات من أن الحكومة الجديدة تؤمّن مصالح حزب الله "الاستراتيجية" إضافة إلى المخاوف الداخلية توجد تحذيرات خارجية من تداعيات سيطرة الحزب الشيعي على الحكومة، عبّر عنها أطراف كثيرة في الداخل اللبناني وخارجه.

ومنذ يومين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أول أمس، إن "إيران تمتلك عددًا كبيرًا من الوكلاء، وحزب الله أحدهم .. حزب الله يسيطر "فعلاً" على الحكومة اللبنانية، وهذا يعني أن إيران تسيطر على حكومة لبنان" .. هكذا أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي موجهًا نيرانه إلى حكومة لبنان الوليدة.  

 

2
 

تحالف الحزب مع التيار: حجم الضرر الذي أصاب توازن القوى السياسية

أكد عدد من الحقوقيين اللبنانيين أن التحالف بين حزب الله والتيار الوطني الحُر، أسهم بشكلِ كبير في اختراق الحزب كل المواقع ومراكز السلطة من خلال الساحة المسيحية، وانكشفت لعبة الحزب في أنه تحالف لشرعنة سلاح غير شرعي مقابل "كراسي" تتلاشى بسببها فكرة "الدولة".

وغلب التوتر على أجواء المقابلة الأولى لوزارات الحكومة اللبنانية، بعدها خرج ريشار قيومجيان وزير الشئون الاجتماعية اللبناني، داعيًا الحكومة بأخذ الحذر من تلاعب حزب الله، لفرض سيطرته على القرارات الحكومية، مُطالبًا قيادة التيار الوطني الحر تخفيف الغطاء الممنوح من جانبهم إلى حزب الله لفرض نفوذه في الداخل اللبناني.

حرب لبنان مع اسرائيل ورقة "نصر الله" لفرض نفوذه

قال الوزير اللبناني ريشار قيومجيان، في حديث له أمس الأربعاء لإذاعة صوت لبنان، إن حزب الله ربح مواجهته مع إسرائيل بسبب دعم التيار الوطني الحر، واضعًا علامات استفهام حول تلك العلاقةـ وعدم وجود مُبرر واضح لدعم التيار الوطني الحُر للحزب، لافتا إلى أن اللبنانيين جميعا أمنوا الغطاء للحزب خلال الحرب مع إسرائيل، وآن الأوان أن يخف غطاء التيار للحزب كي يفرض نفوذه في الداخل، وأنه على الحكومة اللبنانية العمل على تقليل هذا الغطاء، خاصةً أن إيران تمد ذراعيها لحزب الله.

في النهاية لا شك أن حزب الله كمكون أساسي للخلطة السياسية اللبنانية، هو في الأساس صنيعة دولة الملالي، وهو الضمانة الكافية لتواجد إيران داخل الجسد اللبناني، ومد جذور الشيعة بها، داعمة الحزب بالسلاح لاختراق الهوية العربية اللبنانية، فضلاً عن محاولاتها مع الدول المجاورة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق