الإنسانية بين المملكة وأمير التنوير

الأربعاء، 06 فبراير 2019 08:34 م
الإنسانية بين المملكة وأمير التنوير
جمال رشدي يكتب

منذ عام 2001 موجود للعمل في المملكة وقبل إن أصحبكم في رحلة شيقة عن الحياة التي عشتها هنا أريد إن أوضح شئ هام، إلا وهو الذي يعلمه جميع قرائي ومتابعي كتاباتي، إنني ليس مقيد بأي مصلحة ذاتية من أي نوع فقلمي متجرد من كل عوامل التبعية، وما يكتبه هو ما يجول داخل محبرتي الداخلية التي تسكن ضميري وقناعاتي. 
 
إنا مواطن مصري قبطي الديانة والهوية، متحرر تماماً من عوامل العنصرية في أي اتجاه أتعامل مع الجميع بروح المحبة والتسامح  والاحترام، يصرف النظر عن كينونة من أتعامل معه،  فالكل عندي سواسية، المنبع واحد وهو الأنسان وإنسانيته التي خلقنا عليها جميعاً.
 
وعلي هذا الأساس أتجول بكم عن بعض مقتطفات حياتي داخل المملكة العربية السعودية، وابدأ بشئ ربما لا يستوعبه الكثيرين، وهو إنني إنا القبطي لم يصادفني خلال مشوار عملي في المملكة أي موقف يمثل شخص أو جهة يوجد فيه أي عنصرية أو تمييز علي أساس ديني، نعم لم يحدث إطلاقاً إن تعامل معي أي مواطن سعودي أو جهة مسئولة من ذاك المنظور، ربما لا يصدق الكثيرين ذلك لكن هذا أمام الله وضميري وبجانب ذلك هنا روح الإنسانية المتمثلة في ثقافة الكرم العربي المتوارث من القبائل العربية الأولية، والمبادئ والقيم التي يتعامل بها المواطن السعودي من احترام وتقدير للغريب والضيف بصرف النظر عن جنسيته أو عقيدته، نعم لا ننكر بأنه كأي مجتمع يوجد فيه القلة التي تغرد خارج تلك الثقافة لكن أيضا تلك القلة ليس لديها ثقافة التمييز أو العنصرية علي أساس الدين أو العقيدة.
 
ولذلك نجد إن مملكة الإنسانية كما يحلو لي إن أطلق عليها تحتضن ملايين من الجنسيات والعقائد المختلفة، بروح الإنسانية وثقافة الكرم يتحركون بكل حرية ويعملون في أمان وحقوقهم مصونة بقوة القانون. 
 
تلك المقدمة كانت لازمة بسبب ما أود التطرق إليه من إعجاز عملي حدث في غضون وقت قليل جداً غير خاضع للتقييم أو الدراسة أو التشخيص بسبب سرعة ونوعية حدوثه، هنا أتطرق الى سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد وكما يحلو لي إن أطلق عليه أمير التنوير، وهنا سأتكلم كمتخصص إدارة وكاتب صحفي منذ الوهلة الأولي وعند ظهوره في مشهد الأحداث أيقنت إنني كمواطن مصري وعربي، قد وجد ضالتي في شخص كنت أتمني وجودة وأتوق الى رؤيته قبل إن ارحل عن عالمي ، شخص له صفات وسمات أجدادي الفراعنة من قوة واستنارة وعلم وشجاعة وجسارة. 
 
نعم هذا هو أمير التنوير الذي قذفت به السماء في المنطقة العربية وفي الوقت المناسب وفي الهزيز الأخير كان علي موعد مع أصعب مراحل التاريخ التي تمر بها المنطقة، ما بين ماضي مظلم ومستقبل مبهم ما بين الضياع والظلام ظهر الأمير الشجاع، كفارس مغوار يمتطي جواد ويسابق الزمان لإنقاذ فريسته من مخالب الأسد، نعم الفريسة هي الدول العربية بكل مواردها الطبيعي، والأسد هو الرأسمالية المتوحشة والجائعة بقيادة أمريكا ودول الغرب ومعهما أدواتهما من ارهاب وجهل وتطرف  وفي اللحظات الأخير كان الأمير عبارة عن الضوء الذي أضاء ظلمة النفق الذي يجثوا فيه الأسد علي صدر فريسته. 
 
نعم أيها السادة الذي ساهم بإنقاذ المنطقة من الضياع هو ذلك الفارس المغوار، والذي ساعده علي ذلك هو ثورة الشعب المصري في 30 يونيو وظهور الرئيس السيسي كبطل شعبي تاريخي. 
 
والسؤال الذي يطرحه قرائي كيف فعل الأمير ذلك . والإجابة تكمن في صفاته وسماته التي ذكرتها وهي الشجاعة والجسارة القوة التي جعلته لا يهادن أو يتأني، بل قرر الاجتثاث نعم أيها السادة الاجتثاث لان المرض عضال ولا ينفع معه مسكنات العلاج، لقد اتخذ قرارات فورية بالدخول إلي عالم النور بكل قوة عن طريق شرعنة وتقنين أوضاع ثقافية كانت تحتاجها المرحلة الحالية بقوة، وكانت سبباً رئيسياً في تحجيم سعار الجماعات الإرهابية المتطرفة وعلي رأسها جماعة الإخوان الإرهابية التي استخدمها الغرب كوقود لحرق المنطقة،  وليس كذلك فقط بل قرر إن تكون المملكة القاطرة الاقتصادية العملاقة بعيداً عن الصبغة البترولية عن طريق الشروع في مشروعات عملاقة مثل مشروع نيوم، والذي هو جزء من رؤية 2030 التي تقود المملكة إلي  التواجد علي هرم القمة ومن ثم تنضح بكل مكوناتها علي المنطقة العربية.
 
وظهرت نتائج ذلك في بلورة وزارة الترفية في السعودية وإسنادها إلي معالي الوزير تركي الشيخ ومن منظور خبرتي الإدارية انه قرار صائب، لما يمتلكه تركي الشيخ من صفات وسمات شخصية من ثقافة وانفتاح واستنارة ورؤية متعمقة مع قدرة علي التلاحم والتواجد وسط الشعب، لما له من كاريزما وشعبية كبيرة وسط الشباب، وساعده علي ذلك تواضعه وبساطته وتواصله المستمر مع أطياف المجتمع، واعتقد إن وزارة الترفيه ستكون القاطرة الثقافية التي ستجر باقي مؤسسات المجتمع وأطيافه للدخول الى رحب وأفاق واسعة داخل بوتقة رؤية 2030 وأخير اعبر عن سعادتي بوجودي في وطني الثاني  مملكة الإنسانية، تحت القيادة الرشيدة والحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشرفيين جلالة الملك سليمان ومعه ولي العهد سمو العهد أمير التنوير محمد بن سلمان وباقي رجال القيادة السعودية الشقيقة .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق