«كاس وداير».. ماكرون: «أتدخل في شؤونكم عادي لكن فرنسا ميصحش كده»

الخميس، 07 فبراير 2019 05:00 م
«كاس وداير».. ماكرون: «أتدخل في شؤونكم عادي لكن فرنسا ميصحش كده»
الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون
شيريهان المنيري

يبدو أن السياسات الفرنسية ليس لها نهجًا محددًا، فهي تأتي بحسب المواقف، فما تعترض عليه بشأن الدول الأخرى وتطالب باتخاذ موقف أو إجراء تجاهه، يختلف تمامًا عندما يمس الأمر شأنها الداخلي أو موقفها السياسي تجاه قضية ما.

فرنسا استدعت سفيرها في إيطاليا، بسبب لقاء أحد ممثليها بقيادات حركة السترات الصفراء، تلك المجموعة التي تقود التظاهرات والاحتجاجات التي تشهدها باريس منذ الشهور الأخيرة في العام الماضي، بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تُعاني منها فرنسا.

ويأتي الموقف الفرنسي الذي اتخذته الخميس، ليثير التساؤلات حول تناقض سياساتها ومواقفها؛ فمنذ أسابيع قليلة التقى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بعدد من الحقوقيين المصريين خلال زيارته إلى مصر، مطلقًا بعض من التصريحات التي أثارت الجدل حول هذا الشأن، وكونها نوع من التدخل في الشأن المصري الداخلي.

فيما ردّ الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه به خلال زيارته وقال حازمًا: «المدونين بيتكلموا في حاجة تانية غير الواقع ومعندناش حاجة نخاف منها»، مؤكدًا على أن مصر لن تقوم بهؤلاء المدونين ولكنها ستنهض بالعمل.

هذا التناقض الفرنسي ليس الأول من نوعه فقد ظهر واضحًا حتى في طريقة التعامل الأمني مع التظاهرات التي اجتاحت باريس. تلك الطريقة التي اتسمت بالقمع والوحشية في أحيان كثيرة، وذلك على الرغم من مناداة فرنسا إلى احترام الحريات ودعم التعبير عن الرأي والتظاهرات السلمية في بلدان أخرى.

ولعل تساؤل آخر يبادر الأذهان مع متابعة تلك الأخبار، يدور حول الموقف الفرنسي من نظام قطر الذي اعتاد التدخل في شؤون دول الشرق الأوسط، ودعم وتمويل الإرهاب، في حين تستمر فرنسا في عقد صفقات الأسلحة معه، دون أن يلقي «ماكرون» التساؤل حول ماهية الاستخدامات القطرية لما تحصل عليه من أسلحة، في الوقت الذي ألقى فيه تصريحات حول رغبته في معرفة ماهية الاستخدام المصري لما تحصل عليه من أسلحة فرنسية.

وليس بالجديد على فرنسا محاولات التدخل في شؤون الدول، فهي لا تكف عن محاولاتها في التدخل في ليبيا وإثبات ذاتها، معلنة أنها تسعى إلى وجود حلّ سياسي، فيما أن واقع الأمر يخص مصالحها الاستثمارية والاقتصادية في ليبيا، بحسب عدد من الأبحاث والتقارير، وبحسب موقع بوابة إفريقيا الإخبارية، قال عضو مجلس النواب الليبي جاب الله الشيباني، أن الدول الاستعمارية ولاسيما فرنسا لا يهمها استقرار ليبيا، مؤكدًا اهتمامها فقط بتحقيق مصالحها في المنطقة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق