سألنا رجال الدين: هل الحجاب عادة أم عبادة؟

السبت، 09 فبراير 2019 05:00 م
سألنا رجال الدين: هل الحجاب عادة أم عبادة؟
على جمعة وأحمد الطيب وسعد الدين الهلالى
منال القاضى

النقاب ليس من الفرض أو السنة ولا يجب على المرأة ارتداؤه حتى فى الحج 99 % من رأى جمهور الفقهاء أكد أن الحجاب فرض على المرأة المسلمة
 
حسم علماء الدين الجدل الدائر حول الحجاب والدعوات التى تطالب بخلعه، حيث أكدوا أن الحجاب فرض على المرأة المسلمة، رافضين وصف من ترفض ارتداءه بأنها خارجة عن الإسلام، ومؤكدين فى الوقت نفسه أن النقاب ليس من الإسلام فى شىء، واصفين الدعوة لارتدائه بأنها نوع من التحايل على الدين.
 
من جانبه قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن 99 % من رأى جمهور الفقهاء أكد أن الحجاب فرض على المرأة المسلمة.
 
وأضاف «الطيب» فى تصريحات تليفزيونية، أن المرأة لا يجوز لها ارتداء النقاب لا فى الحج أو غيره ولا حتى فى الصلاة، واصفا من يطالب بذلك بأنه تحايل على الدين، لأن النقاب ليس من الفروض أو السنة، لكنه أمر مباح، ولكن لا يسمى بالملبس الشرعى.
 
أما الحجاب والمقصود به غطاء شعر الرأس، وهو ما أجمع عليه علماء المصلين، وإن كان من الصعب اتهام المرأة التى لا ترتدى الحجاب بأنها خارجة عن الإسلام ولكنها مخالفة أو عاصية.
 
الدكتور سعد الدين الهلالى، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، يرى أنه يجب ستر عورة المرأة، ولا يجب أن يظهر منها إلا الكفان والوجه، مؤكدا أن السنة النبوية الشريفة لم يرد عنها ما يؤكد تغطية القدمين والكفين، مشيرا إلى أن ارتداء المرأة الحجاب عند المحارم مسألة نسبية. 
 
من جانبه قال الشيخ على جمعة، المفتى السابق، يجب على المرأة أن تتحدث من وراء حجاب، مشيرا إلى أن المتأمل بإنصاف لقضية فرض الحجاب، يجد أنه فُرض لصالح المرأة؛ فالزى الإسلامى الذى ينبغى للمرأة أن ترتديه هو دعوة تتماشى مع الفطرة البشرية قبل أن يكون أمرا من أوامر الدين؛ فالإسلام حين أباح للمرأة كشف الوجه والكفين وأمرها بستر ما عداهما، فقد أراد أن يحفظ عليها فطرتها، ويبقى على أنوثتها، ومكانها فى قلب الرجل.
 
كما أن التزام المرأة بالحجاب يساعدها على أن يعاملها المجتمع باعتبارها عقلا ناجحا، وفكرا مثمرا، وعامل بناء فى تحقيق التقدم والرقى، وليس باعتبارها جسدا وشهوة، خاصة أن الله - عز وجل - قد أودع فى المرأة جاذبية دافعة وكافية للفت نظر الرجال إليها؛ مضيفا أن الطبيعة تدعو الأنثى أن تقيم بينها وبين الرجل أكثر من حجاب ساتر، حتى تظل دائما مطلوبة عنده، ويظل هو يبحث عنها، ويسلك السبل المشروعة للوصول إليها؛ فإذا وصل إليها بعد شوق ومعاناة عن طريق الزواج، كانت عزيزة عليه، كريمة عنده.
 
وتحدث الدكتور أحمد كريمة، قائلا: أنا فى دولة فيها قانون يؤكد على أن الدين الإسلامى هو المصدر الرئيسى للتشريع، وأن الحجاب ليس فرضا فى الإسلام، ولكنه عادة على نساء المسلمين الاحتشام، مؤكدا أن النقاب ليس من الإسلام.
 
من ناحية أخرى أكد مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، أن مثل هذه الفتاوى «شاذة» و«متطرفة» ولا تمت للإسلام بصلة، وأن الحجاب فرض ثبت وجوبه بنصوص قرآنية قطعية الثبوت والدلالة لا تقبل الاجتهاد، وليس لأحد أن يخالف الأحكام الثابتة، كما أنه لا يقبل من العامة أو غير المتخصصين مهما كانت ثقافتهم الخوض فيها.
 
ويشير مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، إلى أن من الآيات القرآنية قطعية الثبوت والدلالة، التى نصت على أن الحجاب فرض على كل نساء المسلمين، قول الله تعالى فى سورة المؤمنون: «وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ»، وقوله جل شأنه فى سورة الأحزاب: «يَا أَيُّهَا النَّبِى قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا».
 
والأمر فى الآية الواردة فى سورة الأحزاب، لزوجات «النبى صلى الله عليه وسلم» وبناته، وعموم نساء المسلمين، وليس كما يدعى البعض أنه تشريع خاص ببيت النبوة؛ كما أن المطالِع لكتب التاريخ والفقه الإسلامى على مر العصور، لا يجد رواية واحدة تشير إلى أن عمل الصحابة - رضوان الله عليهم - كان مخالفا لهذه النصوص القرآنية، أو أن أحدا منهم أفتى بأن الحجاب ليس فرضا، ولا يوجد كذلك قول واحد لأى عالم من علماء الأمة الثقات يبيح للمرأة عدم ارتداء الحجاب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق