قصة منتصف الليل: تنازلت عن مجوهراتها لتسدد ديون زوجها فكانت الصدمة

السبت، 16 فبراير 2019 11:00 م
قصة منتصف الليل: تنازلت عن مجوهراتها لتسدد ديون زوجها فكانت الصدمة
إسراء بدر

 

استيقظت «حنان» من غفلتها فلم تجد زوجها بجوارها على غير عادته فخرجت من الغرفة باحثة عنه لتجده يجلس والدموع تملأ عينيه، أسرعت إليه لاحتضانه ومعرفة ما أصابه من مكروه ليصاب بهذه الحالة من الحزن فأخبرها أن ديونه تراكمت عليه ولم يخبرها يوما بديونه حرصا على مشاعرها، وحاول كثيرا أن يتخطى هذه المرحلة من المديونية ولكنها تراكمت بكثرة واضطر أحد الدائنين للحجز على البضاعة المعروضة في محله التجاري للعب الأطفال، الذي كان حلمه أن يطوره ولكن ارتباك الأسواق أطاح بطموحه.

استنكرت «حنان» إخفاء زوجها عليها كل ما يمر به من مصائب والتزمت الصمت وتحركت بهدوء إلى غرفتها وفتحت خزينتها لتخرج كل ما بها من مجوهرات وتوجهت إليه لتعطيهم له بصدر رحب ونفس راضية، ليدبر بقيمتهم أمره إلى أن يقف مرة ثانية ويصلح الله له الأحوال، في البداية رفض زوجها استلام المجوهرات، ولكن، بعد إلحاح شديد وافق ورحل ليدبر أموره وأخبرها باحتمالية تأخيره وربما عدم عودته للمنزل اليوم لمقابلة دائنيه وتسديد ما عليه، وهو الأمر الذي سيستغرق ساعات طويلة ويجب إنجازها اليوم، فلم تعترض «حنان» على شيء فكل ما يهمها هو أن يخرج زوجها مما يمر به من مأزق.

بدأت «حنان» إدارة مهامها المنزلية من إعداد الطعام وتنظيف المنزل وغسل الملابس، وأثناء تفتيشها ملابس زوجها قبل وضعها فى الغسالة وجدت ورقة صغيرة ملونة لفتت انتباهها فأمسكت بها لتجدها تذكرة سينما بتاريخ الأمس، فاستغربت من أمر زوجها فكيف يمر بكل هذه المشاكل وفي ذات الوقت يتوجه إلى السينما لقضاء وقت ممتع، والسؤال الأهم الذي خطر ببالها هو من صاحبه ليشاهد الفيلم معه.

وهنا دخل الشك فى قلبها واستبدلت ملابسها سريعا وخرجت لتتوجه إلى محل زوجها، الذي لم تتوجه إلى منذ أكثر من عامين فوجدته مليء بالبضاعة والمعروضات فسألت أحد العمال عن زوجها فأخبرها أن سافر لقضاء إجازة لمدة يومين، فازداد شعورها بالشك في تصرفات زوجها فسألته عن مكان سفره فأخبرها بعدم علمه بالتفاصيل، فأعادت إليه سؤال آخر وهو أين تجد الدائنين لزوجها فاستغرب العامل من سؤالها، مؤكدا أن الأحوال المادية على ما يرام ولا يوجد مديونيات على المحل حتى أنه استمع لمكالمة هاتفية أجراها زوجها بالأمس وهو يعد شخص ما بشراء سيارة جديدة في أقرب وقت.

فسألته هل سمع أو لاحظ اسم المعرض الذي من المفترض شراء السيارة منه، فأجابها بلا ثم التفت إليها مسرعا: «أيوة افتكرت في معرض بتاع واحد صاحبه في الشارع اللي جنبنا وكان بيروحله كتير فممكن يكون هايجيب العربية منه»، أسرعت «حنان» إلى مكان المعرض ونظرت من بعيد لتجد زوجها برفقة سيدة يجريان تجربة لأكثر من سيارة وضحكاتهما تملأ المكان.

اشتد غضبها وعلمت حينها أن كل ما قاله زوجها ما هو إلا أكاذيب وأنه استغل طيبتها ليحصل على مجوهراتها برضاها لتستمتع عشيقته بالسيارة الحديثة، فظلت تترقب تصرفات زوجها من بعيد إلى أن اختار السيارة التي نالت إعجاب عشيقته، ودخل مع صاحب المعرض مكتبه ليحاسب على ثمنها فلمحته يخرج من حقيبته صندوق المجوهرات الخاص بها فأسرعت إليه وفاجأت زوجها بوجودها وبهدوء تام، أمسكت بصندوق مجوهراتها وخرجت دون النطق بكلمة.

وقف الزوج مذهولا لا يعلم كيف يتصرف فيما تعرض له فعشيقته تقف في انتظار أن يسدد ثمن السيارة، ومن ناحية أخرى علمت زوجته بمخططه الشيطاني على غير المتوقع منها لعدم اعتيادها الخروج من المنزل إلا بعد ابلاغه ولثقتها الزائدة فيه، ولكن قاطعه التفكير استقباله رسالة على هاتفه من والد زوجته وهو يخبره بضرورة الطلاق وإما سيتم تحريك دعوى قضائية بالتطليق بالخلع، فعاد إلى المنزل محطم المشاعر ليجد منزله فارغا من الأثاث وكافة محتوياته فعلم أن زوجته تحركت بشكل سريع للانتقام منه، وتذكر هنا أن الشقة مسجلة باسمها في الشهر العقاري والمحل أيضا ليفاجأ بخسارته كل شيء في لحظة بعد محاولته خداع زوجته واستغلال طيبتها، لتؤكد له قدرتها على كشف حقيقته والانتقام منه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق