الكاتبة الإماراتية مريم الكعبي: الإعلام الإخواني فشل في النيل من مصر (حوار)

السبت، 16 فبراير 2019 06:00 م
الكاتبة الإماراتية مريم الكعبي: الإعلام الإخواني فشل في النيل من مصر (حوار)
الكاتبة الإماراتية مريم الكعبي
كتب- شيريهان المنيري

■ جيوش من القنوات الفضائية والمواقع والحسابات الإلكترونية وكتائب من الهاربين التى يمولها تنظيم الحمدين لضرب الاستقرار بالمنطقة

عانت مصر وحلفاؤها من الحرب الإعلامية الإخوانية القذرة والتى كان الهدف منها النيل من دول التحالف.. بهذه الكلمات بدأت الإعلامية الإماراتية مريم الكعبى حديثها لـ«صوت الأمة»، مؤكدة أن هذه الحرب بدأت عقب ثورات الربيع العربى عام 2011 واستمرت حتى يومنا هذا، مرورا بثورة 30 يونيو التى أطاحت بجماعة الإخوان الإرهابية من الحكم، مشيرة إلى النهج القطرى الإخوانى ومحاولاته المستميتة فى ضرب استقرار مصر، وتشويه صورتها إلى جانب السعودية والإمارات وأيضا مملكة البحرين.. إلى نص الحوار..

■ هل تم توظيف الإعلام مؤخرا كسلاح ناعم لاستهداف أمن واستقرار المنطقة العربية؟ 
 
- نعم؛ فالإعلام والدعاية السوداء الموجهة سلاحان تم استخدامهما بهدف تنفيذ مخطط إسقاط دول وتدمير الوطن العربى منذ بداية ثورات الربيع العربى، من خلال بث الشائعات، وافتعال الأزمات وتلفيق الأخبار وتأجيج الفتن وفبركة المعلومات، ورفع الشعارات البراقة لتشويه الأنظمة، وقد حاول العاملون على ذلك المخطط منذ اللحظة الأولى سرقة العقول والتحايل عليها لتوظيفها داخليا لصناعة الفوضى لتحقيق أغراضهم. 
 
■ كيف ترين ممارسات الإعلام الإخوانى تجاه مصر وغيرها من الدول الخليجية الحليفة؟
 
- أرى الخيانة فى أحقر وأسوأ أشكالها.. أرى حربا حقيقية قوامها جيوش من القنوات الفضائية والمواقع والحسابات الإلكترونية وكتائب من الهاربين والباحثين عن المادة على حساب نهش سمعة الوطن وتشويهه، وهو أمر تفوقت فيه هذه الزمرة على كل أشكال وأنواع الخيانة من خلال ادعاء المعارضة، والبحث عن فرصة التعبير عن الرأى بحرية والهروب - مثلما يدعون - من القمع وتكميم الأفواه، وأتساءل: أى معارضة تلك التى تمولها دول أعلنت العداء على مصر؟!.. وأى حرية تلك التى يأكلون كبدها وهم ينشرون على مدار الساعة التحريض والتشويه؟!.. وأى خير يسعون إليه وهم يتحالفون مع كل كاره وحاقد وحاسد ومتآمر؟!
 
■ ما هى أكثر دول المنطقة تضررا من إعلام تنظيم الحمدين وروافده الإخوانية؟
 
- بالطبع مصر، هى أكثر الدول تضررا من تلك الحرب الإعلامية بقيادة تنظيم الحمدين الداعم الرئيسى لجماعة الإخوان الإرهابية، وكان الأمر ملاحظا عبر سياسات قناة الجزيرة وقبيل الثورات، وكيف كانت جماعة الإخوان وقطر تؤسسان لاختراق مصر وإسقاط نظامها، وحتى بعد إغلاق الجزيرة مباشر مصر رأينا كيف حاولت الروافد الإعلامية الإخوانية استنساخ نماذج حققت نجاحا على الشاشات المصرية، مثل استنساخ برنامج باسم يوسف فى صورة «جو تيوب»، ومن خلال إعلاميين لم يكونوا محسوبين على الإخوان بشكل واضح فى بداية الأمر مثل معتز مطر ومحمد ناصر. 
 
كما وصلت تلك الحروب الإعلامية إلى السعودية، ورأينا ما حدث مع قضية مقتل الإعلامى السعودى جمال خاشقجى، والفتاة الهاربة رهف القنون، وتواجه السعودية ذلك وبقوة من خلال التكاتف الداخلى والنسيج المتوحد الذى يصعب اختراقه، أما عن الحرب الدعائية على الإمارات فقد أخذت أكثر من شكل منها محاربة نجاح دولتنا الدائم ومحاولة تشويه إنجازاتها لاسيما فى المجال الاقتصادى، ولكن الإمارات قوية جدا فى تلك الحرب؛ فهى من أوائل الدول العربية التى رصدت الخطر وكشفت حقيقة الإخوان وأهدافهم التى تتخفى تحت غطاء الدين. 
 
■ هل هناك أضرار تحققت من هذه الممارسات الإعلامية؟
 
- فشل الإعلام الإخوانى تماما فى أن يكون إعلاما حقيقيا منذ انطلاقه بشكل واضح بعد أحداث يناير فى عام 2011، كما أنه لم يكن يوما إلا أداة للتحريض وإشعال الفتن، تماما كالنهج الذى تقوم عليه أدبيات الفكر الإخوانى، ونعلم جميعا أن حملات التشويه المغرضة التى انطلقت على مصر، والإمارات، والسعودية والبحرين؛ هدفها فى الأساس بناء رأى عام ضد سياسة هذه الدول، والتشويه الدائم لصناعة حالة احتقان مستمر لدى مواطنيها، وحملات أخرى مغرضة هدفها التشكيك المستمر فى أى خطوة تقوم بها هذه الدول. 
 
ولكن بشكل عام الضرر قائم فى أى حرب، والخراب والخسائر هما النتيجة الحتمية لأى حرب معلنة، ونحن نواجه حربا دعائية مخيفة، وسننجح فى صد خطرها بالتكاتف المجتمعى، والوعى والإدراك لحقيقة المشهد ومن يحركه.
 
والواقع أن مصر تمثل اليوم ريادة تاريخية فى كيفية مواجهة حروب الدعاية والإعلام، والتاريخ كفيل برصد انتصار مصر على ذلك النوع من الحروب الذى سقطت فى أتونه دول أخرى. 
 
■ ما هى آليات المواجهة الممكنة للتصدى لمثل تلك الممارسات الإعلامية التى تستهدف أمن هذه الدول؟
 
- الوعى ثم الوعى ثم الوعى؛ فلا مجال إلا لوعى جمعى يدرك حقيقة هذه الحرب التى توظف الإعلام، وتكون له القدرة على التفرقة بين الحقيقة والشائعة، وكيف يمكن أن يميتها بالتجاهل، ونحن فى حاجة إلى وعى ينتصر للوطن على أعدائه، ويمتلك بواسطته المواطن العربى «فلتر» خاصا به يستطيع انتقاء ما يستقبله، وبناء الوعى أمر ليس بسيطا لأنه فى حاجة إلى جهد مجتمعى ودور إعلامى وفنى وتكاتف مؤسسى بعيدا عن الخطاب المباشر. 
 
■ هل تتوقعين حل الأزمة القطرية قريبا فى ظل استمرار قناة الجزيرة وغيرها فى التحريض وإثارة الرأى العام؟
 
- لا أعتقد ولكنى أتمنى.. فالقرار القطرى ليس داخليا ولكنه قرار محكوم بدول أحكمت سيطرتها وهيمنتها عليه، إما من أجل مواصلة تحقيق مكاسب استعمارية، وإما من أجل استنزافه ماديا وتوظيفه لوهم الحلم الإخوانى الذى ما زال قائما، إضافة إلى أن التحريض القطرى يعمل على عزلة المواطن القطرى وإيهامه بأن قطر تتعرض لتهديد كما هى عادة السياسة القطرية، وبالأخص منذ تأسيس قناة الشيطان «الجزيرة».
 
■ تحرصين على زيارة مصر.. ما هو تقييمك لما تشهده من تغيرات خلال السنوات القليلة الماضية وحتى الآن؟.. وما هى توقعاتك لمستقبلها؟
 
- مصر هى الدولة العربية التى أحرص على متابعة أخبارها وشئونها وإعلامها وفنها وسياستها ونجاحاتها ومشاريعها، وأفرح لأى نجاح تحققه، وبالفعل أرى مشاريع جديدة وشبكة للطرق ممتدة وماراثون للبناء؛ وأشعر بأن الرئيس عبدالفتاح السيسى يسابق الزمن، فهو لا يعترف بعقبات ولا عراقيل ولا يهتم بما يتعرض له من حملات إعلامية ودعائية عبر وسائل إعلامية تهدف لتشويهه وإنجازاته؛ بل على العكس أرى التحديات تزيده إصرارا وتمنحه قوة وثباتا ومقاومة. 
 
«السيسى» بالفعل مواطن مصرى يؤمن بأن مصر مختلفة وأن شعبها يستحق، والشعب يشعر بذلك لذا هو ظهيره، وأيضا أشعر بصبر ملايين المصريين، وهى شيمة هذا الشعب منذ إبهاره لنا فى ثورة 30 يونيو، وحتى الآن.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق