أبو رواش «سوق حرة» لتجارة الزواحف في العالم

الأحد، 17 فبراير 2019 10:00 ص
أبو رواش «سوق حرة» لتجارة الزواحف في العالم
إيمان محجوب

 

- عمليات الصيد تجرى عقب انتهاء «البيات الشتوى» من فبراير وحتى أكتوبر

تحولت تجارة الزواحف لسوق حرة حول العالم، ووصلت أسعارها إلى آلاف الدولارات، وبلغ سعر جرام «سم الأفعى» إلى عشرة آلاف دولار، وسعر السلحفاة الواحدة مائة دولار، فى حين يتم بيع «طبق» الضفادع بمائة يورو، أما «الضب» الذى يشبه التمساح الصغير، فيباع بـ100 جنيه، فى حين يباع فى الخارج بألف دولار، بينما وصل سعر ثعبان الكوبرا إلى 80 دولارا. 
 
وقد لاقت هذه التجارة رواجا كبيرا فى مصر منذ القدم، حتى أصبحت تهدد الحياة البرية، وأصبحت بعض أنواع الحيوانات مهددة بالانقراض مثل «التماسيح»، وحيوان «الفنك» و «الضب» المصرى، ما دفع وزارة البيئة عام 1995 للتوقيع على اتفاقية «سياكس» الخاصة بحماية الحيوانات من الانقراض للمحافظة على التوازن البيئى.
 
وللتعرف على أبعاد تجارة الزواحف، كان من الضرورى أن نلتقى بأكبر عائلة مصرية مسيطرة على هذه التجارة، وهى عائلة «طلبة»، التى اشتهرت باحتراف مهنة صيد الزواحف، واعتبرته مصدر رزقها الأساسى، بوصفها مهنة ورثوها عن جدهم الأكبر منذ ما يقرب من 100 عام، حيث تقيم هذه العائلة فى قرية «أبورواش» جنوب الجيزة، وقد ذاع صيتها فى جميع أنحاء العالم.
 
1ffe8561-fe73-4608-bdf1-5bcdee848003
 
«صوت الأمة» ذهبت إلى « أبورواش»، ورصدت فيها العديد من لافتات البيع والشراء للزواحف فى كل مكان، كما رصدت الثراء الذى اتسمت به عائلة «طلبة»، والناتج عن صيد وتصدير الزواحف، ما جعل الكثير من العائلات بالمنطقة، تسعى إلى العمل بنفس هذه المهنة، وأصبحت القرية وكثير من سكانها قبلة للمصدرين أو الراغبين فى الحصول على أى نوع من الزواحف.
 
وعلى الرغم من بساطة القرية، فإنها تضم حديقتين للحيوانات، أحدهما تملكها عائلة «طلبة»، وتعرض فيها جميع أنواع الزواحف سواء ثعابين أو سلاحف، بالإضافة لبعض الحيوانات المفترسة كالأسود والفهود والذئاب. 
 
الحاج صلاح طلبة، يقول إن عائلته ظلت لعقود طويلة، تعمل بمهنة صيد الثعابين والزواحف، وربما تكون العائلة الوحيدة التى احتكرت سوق صيد الزواحف وسمومها لسنوات عديدة حتى دخلت بعض العائلات الجديدة لسوق تجارة الزواحف. 
 
7d544022-1ea2-4f94-8968-3655640c555c
 
وعن طرق صيد الثعابين، يوضح الحاج صلاح طلبة، أنه يتم الصيد من شهر فبراير وحتى نهاية شهر أكتوبر، حيث تخرج الثعابين فى هذه الفترة من جحورها عقب انتهاء بياتها الشتوى، حيث نقوم بعمل المعسكرات فى الأماكن المهجورة والجبال والأراضى الزراعية والصحارى للبحث عنها.
 
ويستطرد قائلا: يتم التحقق من وجود الزواحف الخطرة من العقارب، والثعابين عن طريق أثرها على الرمال ثم الحفر، ويتم التعامل بطريقة حساسة، وبحذر شديد حتى لا يلحق الأذى بمن يقوم بالصيد، ويتم تدريب الفريق بشكل دورى ومستمر على كيفية الصيد، و «شل حركة العقرب أو الثعبان بطريقة آمنة».
 
وعن صيد الحيوانات المفترسة، يتم صيدها عن طريق عمل «الشرك»، ثم تأتى بعد ذلك مرحلة تربيتها فى مزارع تشبه البيئة التى نشأت بها، ليتم تفريخها، وتتغذى الثعابين فى المزارع على الأرانب والدواجن والفئران، وتعيش ما بين 15 و 20 عامًا، بينما تتغذى العقارب على عسل النحل. 
 
8f805f6b-822c-4944-ad08-ea7c9e722181
 
يقول حمادة صلاح طلبة، أحد أفراد عائلة طلبة، إننا نقوم بتوريد الضفادع والفئران وبعض أنواع الثعابين السامة والعقارب لمعظم كليات العلوم والصيدلة والطب فى كثير من جامعات مصر، مثل جامعة طنطا، والقاهرة والإسكندرية، مضيفا أنهم كانوا يقومون بتوريد أنواع كثيرة من الثعابين والعقارب للهيئة المصرية للمصل واللقاح، لإنتاج أمصال خاصة بلدغات العقارب والثعابين، ولكن «الهيئة» بعد فترة أقامت مزارع خاصة بها.
 
وعن حجم تجارة الزواحف فى مصر، قال إن تجارة الزواحف تقلصت بشكل كبير بعد تحديد وزارة البيئة المصرية لقائمة بعدد الزواحف والحيوانات، التى يمكن تصديرها سنويا، بل أنها منعت تصدير حوالى 7 أنواع نهائيا خوفا عليها من الانقراض، مثل التمساح النيلى، والقط المصرى، وحيوان الفنك، والذئب المصرى، والضب المصرى، والحرباء، والبومة، التى يتشاءم منها عامة الناس، بالرغم من تواجدها بكثرة، والتى يتم طلبها فى الخارج وبسعر يصل إلى 20 دولارا، فى حين يتم بيع الحرباء فى السوق المصرية بـ10 جنيهات، بينما وصل سعرها فى الأسواق العالمية إلى 70 يورو، فى حين وصل سعر التمساح إلى 100 جنيه، رغم أنه يباع فى الخارج بألف دولار.
 
73eebe24-f6a9-4966-b8de-359f98abc7bb
 
 
ومن أهم الدول التى يتم تصدير الزواحف المصرية لها، بلجيكا واليابان والولايات المتحدة وفرنسا التى كانت تستورد الضفادع المصرية قبل أن تدخل تركيا فى المنافسة.
 
وكشفت إحصائیة صدرت فى 2018 عن تصدير مصر للزواحف، أن عدد الحیات المقرنة «الطريشة»، التى تم تصدیرها 500 حية، ومنها السوداء والحمراء والقرعاء والسامة الحمراء، إضافة إلى 12ألف عقرب، وتعد هذه الأنواع من الزواحف السامة، أما الأنواع غیر السامة، فقد تم تصدیر عدد 130 ثعبانا من نوع أبو السیور، و130 من النوع الجبلى، و140 من ثعبان المیاه، إضافة إلى 1200 ثعبان غیر سام لأغراض الزینة والتجارب.
 
وعن «كوتة الضفادع»، فقد حدد مكتب الحیاة البریة، كوتة تصدير الضفادع بحوالى 30 طنا، ويتم توزيعها على 17 شركة، تقوم بتصدیر هذا النوع من الضفادع، وقد وصلت هذه الكمیة المصدرة إلى 16 طنا عام 2016، ثم تدهورت نتیجة إهمال المصدرین المصریین لها بعمل مزارع لتربیتها، واعتمدوا على شرائها فرادى بأسعار مرتفعة، حيث يتم بیع الطبق بـ 100 يورو.
 
966b0a37-d3c5-432b-a5ff-cf6e70f7fca1
 
12112214-9fb4-42f7-845e-a8b88bac5fa4
 
db21ad1c-9b43-4880-a9d0-360865eed670

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق