العمارة الفاطمية.. بنايات شكلت تاريخ القاهرة

الخميس، 21 فبراير 2019 09:00 ص
العمارة الفاطمية.. بنايات شكلت تاريخ القاهرة
باب النصر- أرشيفية
ولاء عسكر

المعمار الفاطمي.. تراث على أرض المحروسة، يحمل بين سكناته حقيقة المجتمع المصري، وتراثه.. فهو مرآة تعكس مدى رقية أرض مصر وما تمتلكه من حضارات عاشت على أرضها.
 
فعلى الرغم من مرور الزمن إلا أن العمارة الفاطمية، لا تزال تحتفظ بمكانتها، كما أنها تعتبر نموذجا يحتذي به في العمارة الحديثة، خاصة وأن تلك الفترة تضمنت أجمل الآثار المعمارية في التراث الإسلامي، وكان أبرزها: «باب النصر، باب الفتوح».
 
«باب النصر، وباب الفتوح».. إحدى أبرز نماذج المعمار الحربي للعصر الفاطمي، خاصة وأن الهدف منهم، دعمهم بأسوار مكملة، لحماية تلك المناطق من المعتدين، ويقع باب النصر وباب الفتوح في الركن الشمالي لمدينة القاهرة الفاطمية، عند نهاية شارع المعز لدين الله، بين حي الحسينية، وحي الجمالية.
 
جوهر الصقلي.. لا يمكن أن تذكر العمارة الفاطمية، دون أن يذكر مؤسس مدينة القاهرة وباني الجامع الأزهر، ومؤسس الدول الفاطمية، جوهر الصقلي، والذي اعتمد في بناء دولته- والقاهرة آنذاك- على الأبواب والأسوار، فبنى القاهرة بأسوارها وأبوابها المنيعة، التي جمعت في تصميمها بين الفخامة والأصالة.
 
تعددت الأبواب التي بناها الصقلي، وأتى من بعده بدر الجمالي، وزير الخليفة المستنصر بالله واعاد بناءها وتطويرها، هي الأبواب التي لايزال بعضها موجودًا حتى الآن ليشهد على عظمة بناؤها، مثل: «باب الفتوح، والنصر، وزويلة»، فيما تلاشى أثر البعض الآخر منها ولم يبق منها سوى أسماء.
 
باب النصر.. في العمارة الفاطمية يعد باب النصر أحد أقدم بوابات القاهرة، شيدها جوهر الصقلي عام (1087)، في المنطقة الشمالية الشرقية للقاهرة الفاطمية، وهي بوابة حجرية ضخمة محصنة بنيت في الجنوب من باب الفتوح، أطلق عليها الوزير بدر الجمالي اسم «باب العز».
 
ولكن سكان القاهرة فضلو الاسم الأصلي «بوابة النصر»، والذي ظل مستخدما حتى يومنا هذا، ولعل سبب هذا التمسك أن هذا الباب كان بوابة دخول الجيوش المصرية المنتصرة، حيث مر منها الظاهر بيبرس والمنصور قلاوون والأشرف خليل والناصر قلاوون باسري اعدئهم.
 
وعلى العكس من الأبراج الأسطوانية التي يتميز بها كل من باب زويلة وباب الفتوح، فإن  باب النصر له شكل مستطيل، ويمكنك رؤية بعض الآثار البيزنطية في طرازهما المعماري، واستخدم في البناء بعض من الأحجار الفرعونية، لذلك ترى بعض النقوش الهيروغليفية على جانبيه.
 
ويعتبر باب النصر من أهم الآثار العسكرية اللى بقيت من الفترة الفاطمية، وتمتاز البوابة بالزخرفة على الجانبين وجبهات الأبراج، والتي ترمز إلى النصر وحماية المدينة من الاعداء، وبين جنابي البوابة يوجد باب ضخم عال تعلوه فتحة محاطة  بنقوش عليها كتابات تذكر اسم من قام ببنائه الخليفة «المستنصر» وأمير الجيوش «أبو النجم بدر»، وتاريخ بناؤه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق