واشنطن تخطب ود حلفائها في سوريا بقوات أمريكية لحفظ السلام

السبت، 23 فبراير 2019 02:00 ص
واشنطن تخطب ود حلفائها في سوريا بقوات أمريكية لحفظ السلام
القوات الأمريكية في سوريا
محمد الشرقاوي

 
تشهد الساحة العالمية تخوفات من قرار الرئيس الأمريكي بانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وذلك لكونه يعزز من التواجد السوري والإيراني في المنطقة ويخدم المصالح التركية. 
 
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قالت في تصريحات سابقة، إن الانسحاب الأمريكي من سوريا، يمكن أن يعزز قدرة روسيا وإيران على ممارسة نفوذهما بالمنطقة. ويأتي ذلك في وقت يبدي الشركاء الأوروبيون للولايات المتحدة الكثير من القلق تجاه الانسحاب الأمريكي المرتقب، معتبرين أنه يخلق فراغا بالمنطقة.
 
وأمر ترامب في ديسمبر بسحب القوات الأمريكية من سوريا- قوامها 2000 جندي- قائلًا إنهم هزموا متشددي داعش هناك، على الرغم من أن قوات سوريا الديمقراطية- تدعمها واشنطن- مازالت تخوض معركتها النهائية ضد آخر مواقع التنظيم.
 
ومع اقتراب الموعد النهائي لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، رفض أقرب حلفاء أمريكا في أوروبا طلب إدارة ترامب لسد الفجوة وإبقاء قواتهم هناك، وفقا لمسؤولين أمريكيين وأجانب، الأمر الذي البيت الأبيض لإعلان ترك مجموعة صغيرة لحفظ السلام مؤلفة من 200 جندي أمريكي لفترة من الوقت، وهو ما اعتبره مراقبون طمأنة لحلفاء واشنطن.
 
وقالت تقارير دولية، إن الضغط على ترامب دفعه للعدول عن قراره، بما يضمن حماية قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية قوامها الرئيس، وتتعرض الآن لتهديد من تركيا، حيث تريد أنقرة إنشاء منطقة آمنة بدعم لوجيستي من حلفائها، وتقول إنه يجب تطهيرها من وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة تنظيما إرهابيا.
 
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، في بيان مقتضب «ستبقى مجموعة صغيرة لحفظ السلام من نحو 200 في سوريا لفترة من الوقت». وتم إعلان القرار بعد أن تحدث ترامب هاتفيا إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقال بيان للبيت الأبيض إن الزعيمان اتفقا على «مواصلة التنسيق بشأن إقامة منطقة آمنة محتملة».
 
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية، إن الإعداد لقرار ترامب يجري منذ فترة، ولم يتضح إلى متى ستظل القوة البالغ قوامها 200 جندي في المنطقة أو متى ستنشر تحديدا. وقال المسؤول: «هذا توجيه واضح لحلفائنا وأعضاء التحالف إلى أننا سنظل موجودين بدرجة ما».
 
ولم يحدد البيت الأبيض أين ستتمركز القوات. وبالإضافة إلى شمال شرق سوريا تحدث مسؤولون عن أهمية الإبقاء على قوات في قاعدة التنف الاستراتيجية على الحدود مع العراق والأردن.
 
وفي تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الخميس، قالت عن أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، قوله، إن «الحلفاء أبلغوا واشنطن بالإجماع أنهم لن يبقوا إذا انسحبت القوات الأمريكية»، في إشارة إلى فرنسا وبريطانيا، فهما الدولتان اللتان تملكان قوات على الأرض السورية، وشاركتا بقتال تنظيم داعش، ووفرتا التدريب والإمدادات اللوجستية والاستخباراتية لقوات سوريا الديمقراطية. وتعمل تلك القوات على تشغيل وحدات المدفعية الثقيلة، وأيضاً تنفيذ غارات على مواقع المسلحين.
 
ونقلت الصحيفة الأمريكية تصريحات  وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، من أنه يشعر بالارتباك بسبب سياسة دونالد ترامب، وذكرت أيضاً ما أعلنه وزير الخارجية البريطاني، جيرمي هانت، بقوله إنه لا يوجد أي احتمال عن عملية استبدال القوات البريطانية بالقوات الأمريكية في سوريا.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق